ذكرت قناة "العربية" اليوم الخميس أن المئات من سكان أحياء وبلدات دمشق الجنوبية المحاصرة هائمون على وجوههم، هاربين من سكاكين عناصر ميليشيات حزب الله والكتائب المذهبية العراقية والإيرانية وأولها لواء أبو الفضل العباس.ووجه الناشطون نداء استغاثة إلى المنظمات الإنسانية لإخلاء تلك المناطق من المدنيين، وبحسب أبو عمر الجولاني، الناشط في المنطقة وعضو تنسيقية، فـ"إن النساء والأطفال والشيوخ يحاولون اللجوء إلى بلدة الحجر الأسود ومخيم اليرموك، رغم أن المنطقتين ترزحان تحت قصف عنيف لم يتوقف من أشهر عديدة".ويقول أبو عمر للعربية نت إن كتيبة أبو الفضل العباس ترتكب الفظائع في المناطق التي تدخلها، وبعد أن سيطرت على الذيابية، مدخل تلك المناطق المحاصرة "قامت بذبح الأطفال والنساء، وأكد الجولاني أن ثمة معلومات تفيد عن إحراق للجثث ودفنها بمقابر جماعية ربما سيتم الكشف عنها بعد أن تكون عملية الإبادة لعائلات كاملة قد تمت وانتهى الأمر".وقالت سانا الثورة إن قوات النظام تقدمت باحتلال أبنية في مخيم اليرموك بدمشق، كما جرت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام على مداخل حي مخيم اليرموك وعلى شارع 30. وسط قصف صاروخي تعرض له الحي من أبنية القاعة في حي الميدان بدمشق، بالإضافة لتمكن الجيش النظامي من السيطرة على عدة أبنية في مخيم اليرموك.ويحذر ناشطون من أن المنطقة الجنوبية باتت على قاب قوسين من عملية تشبه الإبادة الجماعية، بعد أن عزز حزب الله قواته بإرسال المزيد من عناصره، وأكد الجولاني أن النساء بالأخص يتمنون الموت بالقصف والرصاص بدلاً من الموت اغتصاباً على يد ميليشيات مذهبية تردد هتافات طائفية مذهبية وتقتل باسم الطائفية.والمنطقة الجنوبية في دمشق تضم: "الذيابية والبويضة والحجر الأسود ويلدا وسبينة وغزال حجيرة والسيدة زينب ومخيم اليرموك والتضامن وبيت سحم وببيلا"، وتجمع الكثيرون من المدنيين من كل تلك المناطق في طريق الهروب من الموت إلى الموت في مخيم اليرموك والحجر الأسود.الخوف من مجازرارتكبت ميليشيات تابعة لحزب الله ولواء أبو الفضل العباس في الذيابية مجازر فاق عدد قتلاها الـ130، وتمت هذه المذابح عن طريق الذبح والإعدامات الميدانية، ويؤكد الجولاني أن ثمة مذابح أخرى تم تنفيذها ولم يتم الكشف عنها حتى الآن بسبب إحراق الجثث ودفنها، ما دفع سكان المناطق القريبة والتي أصبحت الآن مكشوفة بعد السيطرة على الذيابية يحاولون الفرار إلى أي مكان يمكنهم من الوصول إليه خوفاً من تكرار ما حدث في الذيابية.ويشير ناشطون وشهود عيان من المنطقة إلى أن المنطقة مقبلة على مجازر بحق المدنيين، ويذكر أبو عمر أنه يوجد الآن حوالي الـ500 ألف مدني في تلك البلدات والأحياء، ويتخوف من مجازر في المنطقة.وإن كانت النداءات تصل لوسائل الإعلام، وإن كان ذلك النزوح لا يعدو كونه هروبا من موت إلى موت، فإن الموت برصاصة أو تفجير يبدو أسهل بكثير لأولئك الهاربين من الموت ذبحاً، وإن كانت النداءات تصل إلى المنظمات الإنسانية متأخرة دوماً، وترتكب المجزرة تلو المجزرة قبل أي محاولة لإخراج المدنيين، فإن ما يحصل في دمشق الجنوبية سيسجله التاريخ، وما ستظهره الأيام المقبلة من جثث ومجازر ستكتب سطراً أسود بحق الإنسانية.