حذيفة إبراهيمأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن هناك 6 فرق عمل بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة في مجالات مختلفة لمراجعة تنفيذ قرارات «كامب ديفد» فضلاً عن التصدي للتدخلات الإيرانية في المنطقة إضافة إلى عملية السلام في المنطقة والقضية الفلسطينية. وقال الجبير، في كلمة خلال مؤتمر صحافي في البيان الختامي لاجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون مع الولايات المتحدة في المنامة أمس «راجعنا كل الجهود المشتركة في مواجهة الإرهاب والتطرف»، مشدداً على أن الولايات المتحدة أعربت عن تأييدها للمملكة المغربية فيما يختص بقضاياها الداخلية.وتابع الجبير «استنكرنا محاولة إيران لتهريب الأسلحة للخليج أو غيرها من الدول في وقت نحاول تحقيق عملية السلام، إضافة لمحاولات تدريب الإرهابيين ودعمهم بالأسلحة».وقال «إن كانت إيران تود أن يكون لها علاقات جميلة مع دول المنطقة، فعليها أن تغير سياساتها ونهجها وتلتزم بمدأ حسن الجوار وعدم التدخل بشؤون الآخرين، وهذا يجعل من الصعب التعامل معها»، مشدداً على أنه يجب على إيران تغيير سياساتها والالتزام بمبدأ حسن الجوار في حال رغبت بعلاقات أفضل مع دول مجلس التعاون.بدوره أشار وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية جون كيري إلى أن الولايات المتحدة ستقدم برنامج مساعدات مالية كبيرة للوضع في اليمن. وأشار إلى أن هناك مباحثات حول تقييم الشراكة بين «حلف الناتو» ودول مجلس التعاون الخليجي وما إذا كانت ستحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.وأوضح أن الهدنة في سوريا قللت من العمليات العدائية بين جميع الأطراف، مشيراً في الوقت نفسه إلى وجود فرق عمل في الأردن وجنيف للتأكد من تنفيذ بنود الهدنة.ولفت كيري إلى أن المحادثات بين الولايات المتحدة ودول الخليج ستبدأ مجدداً للمناقشة بشكل مكثف حول الموضوعات محل الاهتمام المشترك موضحاً أن الولايات المتحدة عملت بشكل مكثف ضمن مشاوراتها مع دول مجلس التعاون خلال السنوات الماضية، واجتماعات كامب ديفد في تعزيز التعامل المشترك، فيما تم مناقشة بنود القمة التي يعتزم الرئيس أوباما حضورها مع دول الخليج.وتابع «سنبدأ عملية تقييم إذا ما كان مفهوم الشراكة بين الناتو والخليج يدعم الأمن والاستقرار في المنطقة، وهذا التحليل سيستمر ويتواصل خلال الأيام القادمة».وأكد أنه من الأهمية بمكان النظر في التحول العالمي فيما يتعلق بأسعار النفط وغيرها من التحديات الاقتصادية، ولكي يكون لدى الخليج وأوباما نقطة أساسية عن التحول الاقتصادي، فإن الجهود ستتواصل في هذا الاتجاه ليتواصل الحوار.وبين كيري أن أوباما يؤمن بأنه في هذه الفترة الحرجة هناك حاجة للتواصل الفعال بشكل كبير كونه يعزز قدرتنا لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية في المنطقة.وأوضح أن الرئيس الأمريكي أوباما يتطلع قدماً لقمة مجلس التعاون الخليجي لتعزيز التزام الولايات المتحدة في دعم دول مجلس التعاون الخليجي وتعزيز الأمن والسلام بالمنطقة في ظل التحديات الكبيرة التي على الساحة.وأكد أن لقاء «كامب ديفد» في مايو الماضي شهد اتفاقاً على شراكة استراتيجية جديدة لتعزيز التعاون الأمني، ومنذ ذلك الحين نعمل بشكل مكثف على تطبيق هذه المبادرة من خلال 6 مجموعات عمل، تعمل على موضوعات أساسية منها تعزيز مكافحة الإرهاب، موائمة القدرات الدفاعية بالتنسيق مع دول مجلس التعاون، إنشاء شبكة صواريخ بالستية لدعم دول مجلس التعاون في مواجهة التهديدات الصاروخية، فضلاً عن الأمن الإلكتروني أيضاً.وتابع «اليوم تبادلنا الأفكار في تقدم تلك المجموعات والسبل التي من شأنها تعزيز تلك المجالات في الفترة المقبلة، خصوصاً مع إيقاف الأعمال العدائية في سوريا والذي لم يتحقق لولا دول ملجس التعاون الخليجي والعديد من الدول في مجموعة دعم سوريا».وأردف كيري «لذا، فإننا تمكنا من تحقيق خفض في نسب العنف في سوريا بشكل كبير، ولكن مجالات القلق مستمرة هناك، كما أن هناك انتهاكات عدة لوقف إطلاق النار».وأشار إلى وجود مجموعة تعمل بكشل مكثف في هذه الغاية في كل من الأردن وجنيف بشكل يومي لدعم تماسك إطلاق النار، مشدداً على أن الحل في سوريا سيتم عندما تعود الأطراف المعنية للاتفاقيات في جنيف ونقاشات المرحلة الانتقالية.وأضاف وزير خارجية الولايات المتحدة أن هذا التحول يوضح مدى جدية نظام الأسد وروسيا وإيران لدعم الجهود في صياغة اتفاقية فيننا وقرارات مجلس الأمن.وأكد الحاجة لوقف الأعمال العدائية وبناء الزخم لدعم المفاوضات نفسها(..) نريد أن يكون هناك وقف تام لاستخدام الأسلحة التي لا تميز بين المدنيين والعسكريين، ونقوم بدعم توصيل المواد الإغاثية للمواد المنكوبة بشكل أكثر انتظاماً، كما نود أن يكون هناك إجراءات لتبادل الثقة والأسرى بين جميع الأطراف السورية».وتابع «نتمنى انتقال سلس للسلطة، لكن هناك عقبات أساسية في عملية الانتقال في سوريا، ولذا علينا هزيمة داعش ومجموعات تنظيم القاعدة، وحث نظام الأسد للالتزام بعهوده التي قطعها أمام العالم والمشاركة بمفاوضات جنيف بشكل فعال..نأمل تطوير خطة سياسية تستطيع الأطراف السورية الاتفاق عليها ضمن اتفاقية جنيف وقرار مجلس الأمن».وأكد أن المناقشات بحثت جدية حكومة العراق لاستعادة المناطق التي احتلتها داعش وبناء العراق، كما تحدثت عن الحاجة للمساعدة من أجل إعادة الوضع وحماية المجتمعات هناك، فضلاً عن تحرير المنطقة من الإرهاب.وشدد على أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي التي تحاول صد الاعتداءات في المنطقة، مشيراً إلى وجود جولات للمباحثات الجديدة في 18 أبريل وهو ما تسعى له دول الخليج وأمريكا منذ فترة طويلة.وأكد كيري أهمية دور المملكة العربية السعودية التي تهتم كثيراً بتحقيق النجاح بالعملية العسكرية، ووفاءها لإيجاد حل سلمي دائم يتيح للأطراف الأمن والسلام في اليمن.وتابع «ناقشنا خلال اجتماع أمس الاهتمام والقلق المشترك بالنسبة لإيران والتهدئة في المنطقة..قام الأسطول الخامس في البحرين بوقف بعض شحنات الأسلحة التي حاولت إيران تهريبها لليمن، وحاولنا وقف هذه الاستفزازات في المنطقة».وأضاف «في حال رغبة إيران الالتزام بالعهود التي قطعتها على نفسها وكسب وضعها مصداقية لكي لا تمثل تهديداً للمنطقة، عليها دعم جهود السلام وتحقيق الأمن في اليمن بدلاً من تهريب الأسلحة للفصائل هناك».وبيّن أن الحديث جرى عن تدخلات إيران في سوريا وفي البحرين وغيرها من الدول وللأسف فإن بعض الأنشطة من إيران تؤدي إلى التدخل في شؤون دول أخرى.وطالب إيران ببذل جهود بناءة لتعزيز السلام، وأن تحاول حل النزاع في سوريا بدلاً من مواصلة إرسال الأسلحة، وعليها دعم السلام ووقف العمليات العدائية.وشدد على أن أمريكا ودول مجلس التعاون الخليجي متحدتين في موقفهما تجاه الأنشطة الصاروخية لإيران، مضيفاً «نقول بكل وضوح لإيران إننا مستعدون لإنشاء ترتيبات جديدة لإيجاد حل سلمي لتلك الموضوعات ونتطلع لأن تقوم إيران بإثبات موقفها للجميع بجديتها لوقف الأنشطة العدوانية مما يعزز مصداقيتها ونواياها».وشدد على أن التعاون بين أمريكا ودول مجلس التعاون لا غنى عنه، ويمثل ركيزة أساسية لشعوب المنطقة، وأجندة الولايات المتحدة تعبر عن رغبتها في تعزيز السلام، ودعم النمو والرخاء وسيادة القانونوبيّن أن هذه منصة للتعاون المشترك تحتم على أي دولة في العالم أن تدعمها وتمثل أساساً راسخاً للتعاون بين بلداننا، ونغنتم الفرصة لحل سلمي في المنطقة، ويسعدني أن أجد الإجماع في دول الخليج حول هذا الموضوع، وهذا ما نسعى لتنفيذه فعلاً، ووجدت أن الخليج يرحب في من يدعم هذا الجهد السلمي.وأضاف «سنقف متوحدين في الخليج والولايات المتحدة ضد أي جهود لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، أو من يحاول تفتيت هذه الرؤيا».