بغداد - (وكالات): دعت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومن رايتس ووتش» الحكومة العراقية إلى السماح عاجلاً بدخول المساعدات إلى مدينة الفلوجة التي قالت إن سكانها المحاصرين «يتضورون جوعاً» وتهددهم كوارث. وألقت المنظمة باللائمة - فيما يعانيه سكان المدينة - على الحكومة التي تحاصرها وتمنع دخول أي مواد غذائية لها، وتنظيم الدولة «داعش» الإرهابي الذي يستولي على المدينة منذ أوائل 2014، ويمنع سكانها من المغادرة. ونقلت المنظمة عن 3 مسؤولين عراقيين أن القوات الحكومية قطعت طرق الإمدادات إلى المدينة منذ استعادت منطقة الرمادي القريبة، عاصمة محافظة الأنبار، أواخر العام الماضي، ومنطقة الجزيرة الصحراوية شمال الفلوجة في مارس 2016.وأشارت إلى أن عشرات الآلاف من المدنيين لا يزالون عالقين في المدينة التي يزيد عدد سكانها على 300 ألف نسمة. ولفتت المنظمة إلى أنها لم تتمكن من الوصول إلى الفلوجة، وأنه «صار من الصعب جداً الحصول على معلومات من السكان المتبقين، لحظر «داعش» استخدام الهواتف المحمولة والإنترنت»، واستدركت بأن السكان يمكنهم أحياناً التقاط إشارات خلوية ليلا، حيث يردون على بعض رسائل النشطاء الحقوقيين في بغداد الذين حصلت منهم «هيومن رايتس ووتش» على معلوماتها.وقد تمكنت المنظمة مؤخراً، كما تقول، من التحدث مع أحد سكان الفلوجة و7 آخرين من المنطقة على اتصال مع مقيمين هناك. وحسب أولئك بات سكان المدينة يتناولون الخبز المصنوع من نوى التمر وحساء العشب، كما أن ما تبقى من الطعام يباع بأسعار باهظة.وقال أحد السكان إن كيساً يزن 50 كيلوغراماً من الطحين يباع بسعر 750 دولاراً، وكيس سكر بـ500 دولار، بينما في بغداد على بعد 70 كيلومتراً شرقاً تباع هذه الكمية من الدقيق بـ15 دولاراً والسكر بـ40 دولاراً. وأواخر مارس 2016، قال مصدر طبي في الفلوجة إن المستشفى المحلي يستقبل أطفالاً جوعى يومياً، ومعظم المواد الغذائية لم تعد متوفرة أياً كان ثمنها. وزود مسؤول عراقي، في اتصال مع بعض عائلات الفلوجة، «هيومن رايتس ووتش» بقائمة من 140 شخصاً، أغلبهم مسنون وأطفال، قال إنهم لقوا حتفهم في الأشهر القليلة الماضية بسبب نقص الغذاء والدواء. وأحجم المسؤول عن نشر أسماء القتلى خوفاً من عقاب تنظيم الدولة، الذي يمنع الناس من الاتصال بخارج المدينة. وأظهر شريط فيديو نشرته المنظمة على حساب فيسبوك «فلوجة مدينتي» نشر يوم 23 مارس الماضي جثثاً هامدة في الماء، وإما أغرقت نفسها مع طفليها لأنها لم تستطع العثور على الطعام. وأيد ناشط آخر من الفلوجة، مقيم الآن في كردستان العراق، ما جاء في الحساب بناء على معلومات من أقاربه ممن لايزالون في الفلوجة.وقال «برنامج الأغذية العالمي» في 24 مارس الماضي إنه «يشعر بالقلق إزاء حالة الأمن الغذائي في الفلوجة المحاصرة، مع عدم توفر المواد الغذائية في الأسواق».
الفلوجة تتضوّر جوعاً
08 أبريل 2016