كتب عبد الله إلهامي:أكد نواب أن المرجعية الإيرانية تتلاعب بمواقف "الوفاق” من الحوار وتدفعها نحو التناقض، معتبرة أن تصريحاتها من الحوار ترجمة للتدريبات التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لقادتها.وقالوا في تصريحات لـ«الوطن” إن "الوفاق” ذكرت في السابق أنها لن تدخل أي حوار إلا بشروط طرحت في ما يسمى بـ«وثيقة المنامة” قبل أن يعودوا الآن للتصريح باستعدادهم للحوار دون شروط، إضافة إلى تأكيدهم أن مطالبهم تمثل كافة أطياف الشعب البحريني، بينما ينادون بإسقاط النظام وتغيير الحكومة وهو ما لا يقبل به معظم البحرينيين.وأشاروا إلى أن تأثير المرجعية الإيرانية على مواقف "الوفاق” يظهر في بيانها الذي أصدرته أول أمس للتضامن مع 18 شهيداً فلسطينياً في قطاع غزة في الوقت الذي تتجاهل فيه 8 آلاف و500 قتيل في سوريا.وأضافوا أن المتتبع لبيانات "الوفاق” يدرك تبعيتها لإيران، فهي لم تصدر بياناً ضد مجازر إسرائيل في غزة إلا بعد إدانة طهران لتلك المجازر، في حين يلتزمون بعدم إدانة مجازر النظام السوري ضد شعبه التزاماً بتعليمات ولي أمرهم في قم.وأوضحوا أن تناقضات "الوفاق” الداخلية وبياناتها المتضاربة التابعة لمواقف إيران كشفت وجهها المزدوج، مشيرين إلى أن بعض قياداتها يتحدثون عن الحوار ويلمحون إلى اتصالات بشأنه مع جهات حكومية، ومن ثم ينفون وجود أي مقدمات للحوار.وأوضحوا أن ادعاءاتهم بعدم ارتباطهم بالشأن الديني، بينما يقول عيسى قاسم إن حراكهم «تلبية لنداء الله»، مما يظهر دوافعهم الطائفية لتحقيق المصالح السياسية.وأشاروا إلى أن «الوفاق» تمارس لعبة مزدوجة في إطار ألعابها المعتادة، لتحقيق مكاسب مبنية على سياسة الكذب والنفاق التي تنتهجها على الدوام.العملية المتبادلةوأشار النائب د.محمود المحمود إلى أنه قبل يومين قرأ المواطنون عن وجود حوار خلال عشرة أيام، إلا أن جزءاً من «الوفاق» أتبع ذلك بنفي، موضحاً أن «الوفاق» منقسمة لقسمين أحدهما يطبل والآخر يعزف، إذ إن أحدهما يشد والآخر يرخي، وهذه العملية المتبادلة تتبع في كثير من الدول التابعة لولاية الفقيه، مما يفسر الاضطراب النفسي لديهم. ولفت إلى أن «الوفاق» أحياناً تصرّ على الدخول في أي حوار بشروط ما يسمى بوثيقة المنامة، وفي أحيان أخرى تؤكد استعداداها للمحاورة بدون شروط، مما يظهر الشد والجذب الموجود لديها، مشدداً على أن الحوار المسبوق بشروط عادة يكون مصيره الفشل، لذلك فإن الحوار يجب ألا يُبنى على مصلحة سياسية أو أهداف معينة، بل يجب أن يبدأ بتصفية النفوس وتقديم مصلحة الوطن فوق كل شي، إضافة إلى الالتزام بزمن معين، كي يعود بنتائج إيجابية على الوطن والمواطن. وأوضح المحمود أن النواب والمواطنين كافة يؤيدون الحوار، لذلك فإن الجميع يشيد بجهود الحكومة السباقة دوماً للحوارات، إذ إنها لم تقفل الأبواب طيلة السنوات الماضية، ولم تحجب أي فئة عن الالتقاء بها، لذلك فإن «الوفاق» إن كانت مستعدة للمحاورة من أجل الخروج من الأزمة فعليها أن تبادر، فذلك سيضيف للوطن.لفت الأنظاروأضاف النائب محمد العمادي أن المطالب التي تدعي «الوفاق» بأنها تمثل كافة أطياف الشعب البحريني دليل واضح على كذبهم، إذ إنه حينما عُرض عليهم الالتقاء بمكونات الشعب للاتفاق على مطالب مشتركة رفضوا، مما يدل على رغبتهم في إيهام الخارج فقط بأنهم ممثلون عن عامة الشعب، لذلك فإن هذا الواقع غير الصحيح يحاولون فرضه على الجميع.وأشار إلى أن مطلبي إسقاط النظام وتغيير الحكومة لا يتوافق عليهما الشعب كله، وذلك ما أثبتته تجمعات الفاتح المتكررة، لذلك فإن مخرجات حوار التوافق الوطني تعد مطالب الشعب المشتركة والمتفق عليها بين كافة الأطراف، لذلك فإن الشعب البحريني يرفض التطوير والإصلاح المندس تحت عباءة بيع الوطن وتسليمه لجهات خارجية.وأوضح العمادي أن المطالب المعيشية التي تدعيها المعارضة مطية للفت الأنظار من أجل الوصول إلى هدف مبطن وهو الاستيلاء على حكم البحرين، مضيفاً أن تلك المطالب مهما كان فيها من الإشكاليات فهي ليست بالصورة التي يمثلونها، إذ إنهم يركبون أرقى أنواع السيارات ويستخدمون أفخر الأجهزة الإعلامية والإلكترونية، بل ويسافرون إلى كافة أنحاء العالم بميزانيات عالية، من أجل تشويه سمعة البحرين.دوافع طائفيةوأوضح النائب علي الزايد أن «الوفاق» تمشي في تناقض منذ تأسيسها إذ إنها تبدي خلاف ما تخفي، مما يظهر انعدام مصداقيتها بسبب تقلباتها المستمرة، مشيراً إلى أن تلك الأدوار المتبادلة تفسّر تخبطها السياسي الذي درجت عليه منذ تأسيسها، مضيفاً أن دعوات عيسى قاسم لتلبية نداء الله ليس لها علاقة بالشأن الديني، إنما تستخدم كدوافع طائفية لتسيير تلك السياسيات التي تأتي معلبة من الخارج.وأضاف أن ادعاء السلمية في ظل العنف والتخريب دليل آخر على تبادل الأدوار واستخدام الإرهاب كورقة ضغط من أجل تحقيق المصالح الخاصة، مشيراً إلى أن العديد من الصور أظهرت من يحمل المسدسات والسكاكين في الدوار، بالإضافة إلى ما يجري حالياً من الاعتداءات على رجال الشرطة ورمي المولوتوف عليهم. ولفت الزايد إلى أن الوفاق تستخدم سياسة الكذب والنفاق السياسي، للحصول على ما تريد، إلا أن الشعب بات واعياً بعد أن فضحت الحكومة كل مخططاتهم ووضعت النقاط على الحروف، لذلك فإن أساليبهم الملتوية لم تعد تجدي نفعاً.