عواصم - (وكالات): منحت جامعة القاهرة أمس خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان عبد العزيز آل سعود الدكتوراه الفخرية تقديراً لدوره البارز في «مساندته مصر وشعبها»، وذلك في ختام زيارة إلى مصر استمرت 5 أيام استقبل خلالها بحفاوة بالغة وشهدت توقيع عقود استثمارات بمليارات الدولارات والإعلان عن اتفاقات استثمارات سعودية كبيرة لدعم الاقتصاد المصري. وقال الملك سلمان عقب تسلمه شهادة الدكتوراه الفخرية إن «قرار منحي الشهادة هو تكريم لي ولبلادي وللشعب السعودي».وخلال الزيارة، عبر العاهل السعودي عن تأييده للحرب التي تخوضها القاهرة ضد المتطرفين، خصوصاً في شمال سيناء حيث سقط المئات من القتلى من قوات الجيش والشرطة المصرية في هجمات شبه يومية يشنها الفرع المصري لتنظيم الدولة «داعش» الإرهابي منذ عزل الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في يوليو 2013. وفي كلمة ألقاها أمام البرلمان المصري حيث استقبل بتصفيق حاد عدة مرات وبترحيب بالغ، قال الملك سلمان إن إحدى المهام التي يتعين على مصر والسعودية أن تعملان على إنجازها «سوياً تتمثل في مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب». وتابع «لقد أدركت السعودية ضرورة توحيد الرؤى والمواقف لإيجاد حلول عملية لهذه الظاهرة فتم تدشين تحالف إسلامي عسكري» في ديسمبر الماضي.وخلال الأيام الأربعة الأخيرة تم توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بشأن استثمارات سعودية في مصر أبرزها تأسيس صندوق استثمار مشترك برأسمال 16 مليار دولار. كما تم الإعلان عن إنشاء جسر بري فوق البحر الأحمر لربط البلدين بالإضافة إلى ترسيم الحدود البحرية بين البلدين. ونتيجة هذا الترسيم، تم الإقرار بوقوع «جزيرتي صنافير وتيران داخل المياه الاقليمية للمملكة العربية السعودية». وقبيل مغادرته القاهرة، زار الملك سلمان جامعة القاهرة، أكبر وأقدم جامعة مصرية، حيث منحه رئيسها دكتوراه فخرية تقديراً «لمساندته مصر وشعبها ودوره البارز في دعم جامعة القاهرة». وجرت الاحتفالية بمنح العاهل السعودي الدكتوراه في القاعة الرئيسة لجامعة القاهرة في أجواء احتفالية. وقال رئيس جامعة القاهرة جابر نصار في كلمة ألقاها بهذه المناسبة إن «ما حققه الملك سلمان عبد العزيز لأمته وشعبه يقف دليلاً على أنه قامة عربية وأممية رفيعة يسعد جامعة القاهرة أن تمنحها درجة الدكتوراه الفخرية باستحقاق واقتدار».من جهته، قال خادم الحرمين في كلمة مقتضبة «يسعدني أن أكون بينكم اليوم في هذا الصرح العلمي الشامخ في جامعة القاهرة العريقة منارة مصر التي ساهمت في إثراء الحركة العلمية والفكرية ليس في مصر وحدها بل في العالم العربي والإسلامي». وأضاف «من المهم أن تواصل المؤسسات التعليمية والثقافية دورها في صنع الحضارة وبناء الإنسان وأن نواصل دعمنا لهذه الصروح التعليمية كجامعتكم الرائدة». وكان الملك سلمان أطلق مشروعاً بتمويل سعودي لتطوير مستشفى القصر العيني، أحد أكبر المراكز العلاجية في مصر والتابع لجامعة القاهرة بكلفة 120 مليون دولار. وزار العاهل السعودي الأزهر الشريف حيث تم وضع «حجر الأساس لمدينة البحوث الإسلامية الجديدة للطلاب الوافدين للدراسة بالأزهر» التي سيتم تمويلها بمنحة من العاهل السعودي.وأحيطت زيارة زيارة خادم الحرمين بمظاهر حفاوة وترحيب كبيرين انعكست في التغطية الإعلامية الواسعة من قنوات التلفزيون الرسمية والخاصة. وتزين أعلام مصر والمملكة شوارع القاهرة. في سياق متصل، قال مسؤول في الهيئة المصرية العامة للبترول إن الاتفاق الذي وقعته الهيئة مع شركة «أرامكو» السعودية قبل أيام من زيارة العاهل السعودي للقاهرة ينص على تزويد البلاد باحتياجاتها البترولية لمدة 5 سنوات بقيمة إجمالية 23 مليار دولار وبواقع 700 ألف طن شهرياً.وأضاف المسؤول ««أرامكو» ستوفر لنا 700 ألف طن شهرياً لمدة 5 سنوات من المواد البترولية بواقع 400 ألف طن سولار و200 ألف طن بنزين و100 ألف طن مازوت شهرياً». وأضاف «قيمة العقد 23 مليار دولار بفائدة 2% وسيتم السداد على 15 سنة مع فترة سماح 3 سنوات. الصندوق السعودي للتنمية سيدفع مقابل المواد البترولية لشركة أرامكو بشكل فوري على أن يستعيد تلك المبالغ من مصر على أقساط». من ناحية أخرى، استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خادم الحرمين الشريفين في أنقرة، على أن يجريا محادثات ثنائية قبل انعقاد قمة لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول.وتوجه الرئيس التركي إلى مطار أنقرة لاستقبال العاهل السعودي حيث رحب به والوفد الكبير المرافق له. ومن المقرر أن يجري المسؤولان محادثات في المجمع الرئاسي في أنقرة تتطرق إلى الحرب في سوريا ومكافحة تنظيم الدولة.ومنذ فبراير الماضي تتمركز 4 مقاتلات أف 15 سعودية في قاعدة أنجرليك جنوب تركيا للمشاركة في غارات جوية على مواقع «داعش» في سوريا والعراق. كما تشارك السعودية في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمكافحة المتطرفين.وافتتحت دول منظمة التعاون الإسلامي قمتها السنوية في إسطنبول وسط حماية أمنية مشددة، ويتوقع أن يطغى عليها ملفا الإرهاب والقضية الفلسطينية. ويجتمع ممثلو 57 دولة عضواً في المنظمة منذ الأحد الماضي وسط اضطرابات عدة تؤثر على تلك الدول، خصوصاً مع استمرار النزاع في سوريا واليمن، وسلسلة الاعتداءات الدامية التي استهدفت دولا عدة بينها تركيا. وبدأ الاجتماع السنوي الذي يعقد للمرة الثالثة عشرة بلقاء جمع كبار المسؤولين لاعتماد جدول الأعمال، يليه اجتماع لوزراء الخارجية على مستوى وزراء الخارجية. وبعد ذلك، يلتقي 30 رئيس دولة وحكومة في قمة يومي الخميس والجمعة برئاسة الرئيس التركي. كما يتوقع أن تتبنى القمة قرارا حول النزاع الفلسطيني يدعم الجهود الدولية الرامية إلى «إعادة إطلاق عملية سياسية جماعية».
جامعة القاهرة تمنح خادم الحرمينالدكتوراه الفخرية تقديراً لمساندته مصر
12 أبريل 2016