اسطنبول - (أ ف ب): يستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم وغداً عشرات من قادة الدول في إسطنبول الذين سيشاركون في قمة منظمة التعاون الإسلامي بهدف احتواء الانقسامات في العالم الإسلامي رغم الشكوك في قدرة أنقرة على تحقيق ذلك. وتعتبر استضافة تركيا لهذه القمة مؤشراً جديداً إلى رغبتها في الظهور بمظهر القوة الكبرى في العالم الإسلامي وخصوصاً أن القمة تعقد في مدينة كانت رمزاً للإمبراطورية العثمانية. وقال خبير العلوم السياسية ومدير الأبحاث في معهد ساينس بو غرينبول الفرنسية جان ماركو «إن عقد قمة منظمة التعاون الإسلامي هو فرصة مهمة لتركيا، إذ إنها تأتي في الوقت الذي تحتاج فيه تركيا إلى استعادة صورتها في العالم الإسلامي». وتجري القمة تحت إجراءات أمنية مشددة في إسطنبول، العاصمة السابقة للإمبراطورية العثمانية والتي كان يحكم السلاطين منها دول البلقان وصولاً إلى الجزيرة العربية. ولم تتفق الدول الإسلامية على موقف موحد من النزاع في سوريا. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو إن القمة تعقد في وقت «يشهد فيه العالم الإسلامي العديد من الخلافات». وصرح أمام وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي أن «النزاعات بين الأشقاء تسبب بالكثير من الألم، كما أن الطائفية تمزق الأمة». وأضاف «نأمل في أن تمهد القمة الطريق لمداواة الجراح». وتعقد القمة عقب لقاء ثنائي في أنقرة الثلاثاء بين خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكدا خلاله أهمية العلاقات بين البلدين. وفي دلالة على ذلك توجه أردوغان بنفسه إلى مطار أنقرة لاستقبال العاهل السعودي على مدرج المطار، وبعد ذلك قلده أعلى وسام يقدم لزعيم أجنبي. وقال مدير برنامج الأبحاث التركي في معهد «واشنطن انستيتيوت» سونر كاغقبتاي إن التحالف القوي بين تركيا والسعودية أصبح الآن «حقيقة واقعة» إلا أنه قال إن على تركيا أن تنتبه إلى نظرة العالم الإسلامي لهذا التحالف.