يعيش العراقيون حالة من الذهول والترقب جراء العودة المفاجئة للتيار الكهربائي هذه الأيام، وما رافقها من وعود وزارة الكهرباء بانتهاء حالة القطع المبرمج وتجهيز الكهرباء على مدى 24 ساعة في اليوم. وقد أثار هذا التطور غير المتوقع تكهنات وتقديرات متضاربة صبت معظمها في خانة التشكيك في استمرار الوضع الجديد.ويرتبط ذلك بخشية العراقيين من أن تكون عودة الكهرباء -التي ظلت شبه غائبة عنهم منذ ربيع عام 2003- مؤقتة وهو ما يحيلهم إلى الحال السابق الذي ألفوه. وقد أبدت الحاجة أم يعرب مثلا, استغرابها من عدم انقطاع الكهرباء, وأعربت عن عدم تصديق أنها ستتمكن من استخدام الغسالة الكهربائية، التي لم تتمكن من تشغيلها لأكثر من نصف ساعة منذ بداية الاحتلال الأميركي عام 2003.وسألت أم يعرب عن حقيقة الأمر. وما إذا كان التيار الكهربائي سيستمر أم إن الأمر مجرد دعاية انتخابية كما قالت. ويشير تعليق هذه السيدة البغدادية إلى يـأس العراقيين من عودة الكهرباء واعتيادهم المولدات التي تنهك جيوبهم, لكنها توفر الحد الأدنى من احتياجاتهم اليومية.ويربط يعرب -ابن الحاجة- عودة الكهرباء بتحسن الطقس واعتداله في المرحلة الانتقالية بين الصيف اللاهب والشتاء البارد مما يؤدي إلى تقليل استهلاك الطاقة. ويتوقع ألا يستمر الأمر طويلاً، مضيفا أن العراقيين يعلمون أن موضوع انقطاع الكهرباء أصبح قضية سياسية مع اقتراب الانتخابات التي تسعى الحكومة في سياقها لكسب ود المواطنين.ويتوقع يعرب أن تعود الكهرباء إلى سابق حالها بعد انتهاء الانتخابات في أبريل/نيسان المقبل بسبب حجم الفساد الهائل في هذا القطاع كما هو الحال في القطاعات الأخرى.