دشنت هيئة البحرين للثقافة والآثار بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي «ملتقى التراث الخليجي» على مدى يومي 14 و15 أبريل، على هامش مهرجان التراث السنوي الرابع والعشرين، والذي يعقد في خيمة خاصة إلى جانب متحف البحرين الوطني بعنوان «موجات صوتية من بحريننا»، فيما أوصى الملتقون بالحث على إنشاء معهد متخصص بالفنون الشعبية يمثل مرجعاً للباحثين. وتضمن الملتقى ندوة فكرية في قاعة محاضرات متحف البحرين الوطني شهدت حضور الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة مديرة إدارة الثقافة والفنون بهيئة الثقافة وممثلين عن دول الخليج والأمانة العامة لمجلس التعاون. وأدار الندوة جاسم بن حربان. واستهل بن حربان حديثه بتوجيه الشكر إلى الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، قائلاً إنها كرست عملها من أجل استعادة التراث الصوتي لمملكة البحرين وتعزيز دوره في إثراء المشهد الثقافي البحريني والهوية المحلية. وتطرق حربان إلى تجربة البحرين في الحفاظ على واحد من أهم الفنون الموسيقية البحرينية، وهو فن الفجري، حيث قال إن هذا النوع من الفنون الصوتية مارسه البحارة والغواصون من بعد انتهاء موسم الغوص الذي يمتد لأربعة أشهر وعشرة أيام. وأشار إلى أن فن الفجري له خمسة أنواع هي: البحري، العدساني، الحدادي، المخلوفي والحساوي، موضحاً أن الفجري كذلك يرتبط بكل مراحل رحلة الغوص من مرحلة التقصيرة «رفع المرساة» وحتى الوصول إلى قلب البحر حيث المغاصات. كما وتوقف الأستاذ جاسم حربان عند الرقصات المختلفة لفن الفجري وآلاته الموسيقية المختلفة. وخلاله عرضه لتجربة فن الفجري، قدم الأستاذ جاسم بن حربان مقاطع مغناة برفقة إيقاعات موسيقية أصيلة. وسلط الملتقى الضوء على العناصر الصوتية المتنوعة والمشتركة بين دول مجلس التعاون، لتكريس مبدأ الهوية الخليجية المشتركة، حيث أن التنوع الثقافي يشكل أرضية خصبة لتعزيز الانتماء الوطني والخليجي. كما وناقش ملتقى التراث الخليجي مجموعة أسئلة متعلقة بالتراث الصوتي لدول الخليج. وتطرق الملتقى أيضاً إلى جهود الشباب في إعادة صياغة الموروث الصوتي بشكل عصري. فعلى سبيل المثال، دعمت هيئة البحرين للثقافة والآثار بالتعاون مع أكاديمية «ريد بل» مشروع الباحث الموسيقي الشاب حسن حجيري، بعنوان «سيمفونيات الذات»، والذي هدف إلى تسليط الضوء على إرث الملحن البحريني الراحل مجيد مرهون، من خلال تسجيل أعماله بالتعاون مع فرقة البحرين للموسيقى وكوكبة من الفنانين. وتمكن المشاركون في ملتقى التراث الخليجي من التفاعل مع الفرق الشعبية المشاركة في مهرجان التراث السنوي 24، بالإضافة إلى الفعاليات المصاحبة المتعلقة بالموجات الصوتية وذلك من خلال زيارات لمقر المهرجان تضمنها جدول الملتقى. وأوصى ملتقى التراث الخليجي بزيادة الاهتمام بالتراث غير المادي في دول الخليج وتوثيقه، إضافة إلى دفع وزارات التربية والتعليم على الاهتمام بالتراث الصوتي من خلال إعداد مادة تعليمية تقدم في المدارس من أجل تحقيق التواصل بين الموروث والثقافة الشعبية الأصيلة والجيل الجديد. كما وتضمنت توصيات الملتقى أهمية أن تعمل الجمعيات الفنية على تأهيل أجيال جديدة من الفنانين المتخصصين في الفنون الشعبية، إضافة إلى حث مسؤولي الإعلام في دول الخليج على وضع الفنون الشعبية في الوسائل المسموعة والمرئية والمكتوبة.