بعد ساعات فقط من إدانة القمة الإسلامية بأسطنبول لأعمال إيران وحزب الله الإرهابية والتخريبية بالبحرين يقع الاعتداء الإرهابي على رجال الأمن في كرباباد ليكشف حجم وحقيقة المخططات والمؤامرات التي تستهدف أمن واستقرار المملكة، ويؤكد ما تضمنته الكلمة الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى أمام القمة الإسلامية الثالثة عشر بتركيا مما عانت منه البحرين وما زالت تعاني من أعمال إرهابية تخريبية مدعومة من جهات خارجية والتي يستوجب مواجهتها بكل الجهود والإمكانيات، كما عكس نظرة القيادة الحكيمة حول ضرورة مجابهة خطر الإرهاب الذي يستهدف الأرواح والأموال والممتلكات في مختلف أركان العالم.اعتداء كرباباد الآثم على رجال الأمن في البحرين، وبحسب ما كشفت عنه الوقائع، لم يفضح فقط حجم المؤامرات المكشوفة التي تقوم بها أذرع إيران وحزب الله اللبناني في البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي، لزعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة، إلا أنه أكد ما يدع مجالا للشك ما تخوفت منه الدول الإسلامية جميعاً حينما أدانت بشدة تلك الأعمال الإرهابية والتخريبية. ولعل اعتداء كرباباد الإرهابي، والذي جاء ليؤكد مواصلة عمليات العنف والترويع والإرهاب، التي بدأت باستشهاد الشرطي أول أحمد المريسي في 15 مارس 2011، مروراً بـ 16 شهيداً فاضت أرواحهم الطاهرة إلى بارئها، كان أخرها العملية التي وقعت في 28 أغسطس الماضي باستشهاد الشرطي وجدي صالح بلغيث في كرانة، كل تلك الاعتداءات الإرهابية الآثمة تؤكد ما تواجهه أمتنا الإسلامية دولاً وشعوباً تحديات بالغة الدقة والخطورة داخلية وخارجية تفرض زيادة التنسيق والتشاور والتعاون بما يوجب مواجهتها ودرء أخطارها التي تهدد أمن واستقرار ومستقبل دولـها وشعوبها، وتحول دون تحقيق مصالحهـا وأهدافها المشــتركة فــي وحــدة الـصف والتضامــن والوصول إلى العدل والسلام الذي يدعونا إليه ديننا الحنيف وشريعته الغراء.ورغم عظم التحديات وجسامة المخاطر والتهديدات، إلا أن البحرين أدركت مبكراً خطورة تلك الأعمال الإرهابية لعناصر حزب الله وخلايا إيران بالمملكة، وجددت التزامها بمحاربة هذا الخطر الجسيم الذي لا يهدد أمن واستقرار البحرين وحسب ولكنه يستهدف زعزعة الأمن والطمأنينة بالمنطقة والعالم أجمع، ومن هذا المنطلق جاءت دعوة جلالة الملك المفدى في كلمة جلالته السامية بالقمة الإسلامية إلى المجتمع الدولي لإعلان الحرب على الإرهاب وإزالة أسبابه وتطوير أطر التعاون بين كافة دول العالم بما يكفل اجتثاثه من جذوره وتجفيف منابعه، فضلاً عن محاربة الخلايا النائمة لحزب الله وايران، وكشف المخططات الإرهابية في البحر والبر التي كانت تستهدف أنفس وأرواح وأموال وممتلكات المواطن والمقيم ورجال الأمن. ويبدو أن عزل قمة إسطنبول ودول الخليج الواضح والصريح لإيران من قائمة الدول الإسلامية قد وضع النقاط فوق الحروف وكشف الستار عن الدور الإيراني وأذرعه الممتدة وخلاياه النائمة وراء كل ما يجري من أعمال إرهابية تؤدي بحياة الأبرياء من شهداء الواجب، وزعزعة أمن واستقرار دول الخليج وحق مواطنيها في الحياة الآمنة المطمئنة. وجاء انسحاب الرئيس الإيراني حسن روحاني والوفد المرافق له أثناء تلاوة البيان الختامي الصادر عن القمة الإسلامية في إسطنبول بعد إدانة البيان للأعمال الإرهابية لحزب الله وتدخلات إيران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ودول أخرى أعضاء منها البحرين وسوريا والصومال واليمن واستمرار دعمها للإرهاب، ورفض البيان لتحريض إيران وتدخلها في الشؤون الداخلية للبحرين والسعودية، وكذلك الاستياء من الاعتداءات التي تعرضت لها البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران كخرق واضحاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية والقانون الدولي الذي يحمي حرمة البعثات الديبلوماسية، إضافة إلي نبذ بيان القمة الإسلامية للأجندة الطائفية والمذهبية التي تتبانها إيران عبر طموحات فرض ولاية الفقيه، جاء الانسحاب ليؤكد أن بيان الادانة ليؤكد بما لا يدع مجالا للشك حجم التورط الإيراني في مستنقع الارهاب الآثم وأعماله التخريبية المتواصلة بالبحرين ودول المنطقة. وبالعودة للاعتداء الإرهابي بكرباباد أمس، والذي أدانته كافة مؤسسات المجتمع المدني ووصفته بالآثم والجبان، إلا أنه وقع عقب ثمانية أشهر كاملة من آخر اعتداء إرهابي بالبحرين، بما يؤكد نجاح الأجهزة الأمنية في حماية الوطن وتوفير أجواء الأمن والأمان للمواطنين بكافة ربوع الوطن وحماية مكتسباته ودرء ما يتهدد المملكة من أطماع ومؤامرات خارجية لا تريد الخير للبحرين.وبحسب البيان المفصل والموثق بعشرات الأدلة والأرقام والتواريخ والوقائع، والذي نشرته مؤسسات رسمية خليجية، فإن دعم إيران للإرهاب بالبحرين والمنطقة والعالم أجمع يعود إلي عام 1979 ومنذ استلام نظام ولاية الفقيه الحكم والذي اعتمد مبدأ تصدير الثورة ونشر الفتن والقلاقل والاضطرابات في دول المنطقة، بهدف زعزعة أمنها واستقرارها، والضرب بعرض الحائط بكافة القوانين والاتفاقات والمعاهدات الدولية، والمبادئ الأخلاقية، وذكر البيان أن النظام الإيراني يعتبر الدولة الأولى الراعية والداعمة للإرهاب في العالم، بعدما نجحت في تأسيس العديد من المنظمات الإرهابية التابعة إليها ومنها حزب الله في لبنان، وحزب الله الحجاز، وعصائب أهل الحق في العراق، وغيرهم الكثير، والعديد من الميليشيات الطائفية في عدد من الدول، بما فيها الحوثيون في اليمن، وتم إدانة تلك المنظمات من الأمم المتحدة، وفرضت عليها عقوبات دولية، إضافة إلى دعم وتواطؤ طهران مع منظمات إرهابية أخرى مثل القاعدة والتي آوت عدداً من قياداتها ولايزال عدد منها في إيران.