لاحول ولا قوة إلا بالله (إنا لله وإنا إليه راجعون) انتقل إلى رحمة الله تعالى مساء يوم السبت الماضي عميد عائلة الصديقي في البحرين والسعودية والكويت الشيخ عبدالرزاق الصديقي. قال تعالى: (إنك ميت وإنهم ميتون)، إن المسلم يتقبل هذه المصيبة بقبول حسن لإيمانه أن كل من حانت منيته وانتهت أيامه في هذه الحياة، لن يتأخر ساعة واحدة، كما قال تعالى عز وجل: (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون). ولذا فإن حق الميت الدعاء له والبر به بعد موته.نسأل الله أن يتغمد الفقيد الغالي بواسع رحمته وعظيم مغفرته، وأن يجعل ما قدمه لدينه ووطنه في ميزان حسناته. اللهم نور مرقده، وعطر مشهده، وطيب مضجعه وآنس وحشته، ونفس كربته وقه عذاب القبر وفتنته، وجازه بالحسنات إحساناً، وبالسيئات عفواً وغفراناً، وأظله تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك.في منطقة الزلاق كانت ولادته وفي بيئة بحرينية تقليدية ووسط عائلة مكافحة شب وتربى فوق أرضها وتحت سمائها، كان رحمه الله مثالاً في الخلق الكريم مهيباً وقوراً، حسن المعشر متسامحاً كريماً نزيهاً مخلصاً في عمله، كان مثقفاً واسع الاطلاع جم التواضع، ومحاوراً جيداً يملك القدرة على التأثير، سمح المحيا هادئ الطبع، باراً بأقاربه واصلاً لرحمه.بدأ حياته العملية بشركة وعمل بها فترة من الزمن، بعدها ترك العمل بالشركة وتعين في وزارة المالية قسم (الخزانة) مخلصاً في عمله وكان في كل أعماله موضع التقدير والاحترام من المسؤولين وأبناء المجتمع ومازال كذلك حتى وافاه الأجل المحتوم، وخلال فترة عمله بوزارة المالية (الخزانة) كان مثلاً أعلى في الإخلاص والتفاني، كان أديباً ومجلسه في الزلاق كان عامراً بالأقارب والأصدقاء والمحبين له، كان أديباً من مثقفي الرعيل الأول ومعدوداً من صفوة المثقفين في الزلاق.يحب مكارم الأخلاق، «يستاء» إذا استهزأ بالناس أحد في مجلسه، أو تظرف عنده رجل بهذر، أو فحش قول، كان يكره الغمز واللمز ويضيق ذرعاً بقائله ويظهر ذلك على وجهه.له خمسة أبناء ولدان: الدكتور محمد مدير التطوير التقني المهني بوزارة التربية والتعليم والقاضي أحمد وثلاث بنات ابنتان يعملن في التربية والتعليم والثالثة محامية.حصل أولاده وبناته على مستويات عالية في الدراسة والتعليم، وذلك بفضل الله ثم بفضل الرعاية والتربية الحسنة والمتابعة المستمرة من قبل الوالدين..أبو محمد الشيخ عبدالرزاق عرفته من سنين رجلاً واضحاً في فكره وفي قوله وفي عمله، وأعزي نفسي في «أبومحمد» وأبناءه وبناته ورفيقة عمره زوجته أم محمد وجميع عائلة الصديقي في البحرين والسعودية والكويت وكل من عرفه. لقد كان آخر لقائي بالفقيد (أبو محمد) قبل أيام قريبة من وفاته في مجلسه في الزلاق، كان على ما هو عليه منذ عرفته كريماً، محباً، متسامحاً. أسال الله له المغفرة والرحمة والرضوان، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يتغمده مع الأبرار .. سأل عن أولادي وخاصة ابني المهندس طفيل الذي قال عنه: «إنني أحبه كثيراً لأنه طيب وكريم على خلق..»، أسعدني هذا الكلام كثيراً من المغفور له بإذن الله «أبومحمد» الشيخ عبدالرزاق.أدت جموع غفيرة صلاة الجنازة على الفقيد في مسجد مقبرة الزلاق، وقد اكتظ بهم المسجد، ودفن في مقبرة الزلاق في جمع حاشد من محبيه وعارفي فضله. (إنا لله وإنا إليه راجعون) وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . يوسف العبدالله اليوسف تربوي من الدمام