المحامي العام الشيخه نورة آل خليفةتناولنا في المقالة السابقة ومازلت مصرة على استرجاعكم للمعلومة السابقة، في مساعدة الأبناء على حسن اتخاذ القرار، ومدى التأثر بالآخرين والانقياد لما يملى عليهم فهل نحن كآباء قريبون منهم؟ وأول آلية أدفع بها إليكم مقولة احمه وسانده وساعده على حسن اتخاذ القرار فهو زورق النجاة له.ففي مجال الجريمة أو في مجال العنف والاعتداءات الجسدية أو الجنسية وجدت أن بعض الأطفال زج بهم لارتكاب جريمة قد تكون بدافع التجربة والتقليد، وكانت البنية التحتية للطفل غير معدة ويسهل اختراقها، فقد كانت هناك واقعة المشاركة في حرق إطارات على الطريق العام، أطفال يلعبون في المنطقة بأمان جاءهم زميل يكبرهم بقليل طلب منهم حمل قناني الكوكتيل (المولوتوف) لمساعدته في نقلها ففعلوا دون نقاش وساروا خلف زميلهم ليجدوا أنفسهم على الطريق العام، حيث كان هناك بالغون قد وضعوا إطارات وأشعلوها، فطلب منهم أن يلقوا القناني لتعلوا النار، ففعلوا فانكسرت إحدى الزجاجات وهي مشتعلة وكانت بقربه فانفجرت وأحدثت بأحدهم إصابة بليغة، لقد استدرج ليكون طرفاً في واقعة وإصابة بليغة به، فليس له ذنب إلا أنه لم يعد ولم يوجه له النصح في اتخاذ القرار، فلم يحسن اتخاذ القرار ولو كان الوضع على عكس ذلك لكانت النتيجة مختلفة.لابد أن تعرضوا على الطفل أفكاركم وما تعتقدونه، ساعدوه ووجهوه وأسدلوا إليه بالنصح واعرضوا آراءكم، دعوه يتخذ القرار وصوبوا له قراراته لو حادت عن الصواب، اسمعوا لهم حاوروهم ناقشوهم وفي بعض الأمور اليسيرة اتركوا لهم الخيار النهائي دون تشبث بتنفيذ آرائكم وقراراتكم، فالمساحة بين المساندة والمساعدة والتحكم رفيعة جداً، كما تجنبوا الخوف والحماية الزائدة، لابد من التوضيح لهم بعقبات التصرف غير السوي أو التعامل مع العنف الذي قد يظهر عليهم إن لم يسيطروا عليه، وكافئوهم دائماً على حسن اتخاذ القرار ليتعودوا أن يقول هذا صواب وهذا خطأ، عودوه أن يقول لا في مكانها ونعم في مكانها، عودوه أن تعطوه مساحة أن يفصح عن رأيه وهي البداية في القرارات المهمة مستقبلاً.- هل الوالدان هما فقط المؤثران على الطفل، أم هل المدرسة والأصدقاء والإنترنت والشارع هم فقط المؤثرون على الطفل؟ بالتأكيد لا.. أصبح العالم مفتوحاً بل في داخل منزلك، فمتابعة الأطفال والقرب منهم هي التي تحدد مدى تأثر الطفل بالآخرين، فقد يكون التأثير إيجابياً أو قد يكون سلبياً، ففي واقعة وردت للنيابة لطفلة قاصر ذهبت ضحية لتأثرها بطفلة أخرى زميلة لها قادتها إلى الانحراف، ولبعدها عن رقابة الوالدين وعدم التواصل والتأثر السلبي زجت بها في علاقات غير مشروعة مع بالغين بعيداً عن عين وعلم الأسرة، وأودت بمستقبلها وجرحت طفولتها على مدى أربع سنوات. فلستم وحدكم من يربي الأبناء ويؤثر فيهم. هناك أصدقاؤه، ومدرسته، والشارع، والتلفزيون، والإنترنت وغيره كثير.. لا أقول لك احبس ابنك وامنعه من كل هذا. على العكس، تقبلوا هذه الحقيقة وتعاملوا معها، الحماية الحقيقية بأن تكونوا منفتحين على كل ما يتأثر به أبناؤكم.
كم أتمنى بُني ألا تتأثر بسواي فأنت نسخة عني 4
18 أبريل 2016