عواصم - (وكالات): أعلن أسعد الزعبي كبير المفاوضين عن الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية الرئيسة أن كل أعضاء وفد الهيئة في محادثات السلام سيغادرون جنيف بحلول اليوم وأنه لا توجد فرصة تذكر لاستئناف المحادثات ما لم يتغير الوضع جذرياً على الأرض، ما يعني انهيار المفاوضات، فيما دخلت أمس قافلة مساعدات إنسانية ضخمة إلى مدينة الرستن المحاصرة وسط سوريا، وهي الأضخم منذ بدء النزاع الذي تتعثر مفاوضات هادفة إلى حله برعاية الأمم المتحدة في جنيف، في وقت شيعت إيران 20 قتيلاً من ميليشيات «فاطميون» الأفغانية لقوا مصرعهم خلال المعارك في سوريا، بينهم 4 أطفال تحت السن القانونية وتتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاماً، مما يدل على أن الحرس الثوري لا يستثني حتى الأطفال من التجنيد للحرب.وعلقت الهيئة العليا للمفاوضات مشاركتها في المحادثات لكنها وافقت على مواصلة المحادثات الفنية بعيداً عن مبنى الأمم المتحدة. غير أن الهيئة قررت أمس وقف المفاوضات لحين تلبية مطالبها بخصوص الوضع العسكري على الأرض. وقلصت الهدنة الجزئية التي توسطت فيها واشنطن وموسكو في فبراير الماضي العنف غرب سوريا في البداية لكن القتال تصاعد مجدداً في الأسابيع الماضية فيما يهدد بانهيار وقف إطلاق النار. وقال محمد علوش مفاوض المعارضة السورية الذي يمثل جماعة جيش الإسلام موجها حديثه لمفاوض الحكومة بشار الجعفري إنه إذا كان يريد حكومة وحدة وطنية حقيقية فعليه أولا إطلاق سراح 10 آلاف امرأة في السجون وعشرات الألوف من السجناء الآخرين. وأضاف أنه يتعين عليه كذلك وقف «المذابح» التي يرتكبها كل يوم وبعد ذلك ربما يمكن استئناف المحادثات. وقالت الهيئة إنه لا يمكنها مواصلة المحادثات نظراُ لتدهور الوضع العسكري على الأرض وغياب التقدم بشأن القضايا الإنسانية ووصول المناقشات بشأن الإفراج عن آلاف السجناء إلى طريق مسدود. وقال دبلوماسيان غربيان كبيران إن الوفد تلقى تعليمات من المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب بمغادرة المحادثات.وذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء أن متحدثاُ باسم الكرملين قال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد اجتماعا لمجلس الأمن الداخلي عبر خلاله عن قلقه بشأن «التدهور الخطير للموقف» في محادثات السلام في جنيف.إنسانياً، دخلت أمس قافلة مساعدات إنسانية ضخمة إلى مدينة الرستن المحاصرة وسط سوريا، وهي الأضخم منذ بدء النزاع الذي تتعثر مفاوضات هادفة إلى حله برعاية الأمم المتحدة في جنيف.من جانبه، قال مبعوث الأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا إنه تم إحراز تقدم «متواضع» على صعيد توصيل المساعدات الإنسانية للسوريين المحاصرين، وإن الحكومة مازالت تمنع دخول الإمدادات الطبية والجراحية لبعض المناطق، ووصف ذلك بأنه أمر «غير مقبول».من جهة أخرى، شيعت إيران 20 قتيلاً من ميليشيات «فاطميون» الأفغانية لقوا مصرعهم خلال المعارك في سوريا، كان من بينهم 4 أطفال تحت السن القانونية وتتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاماً، مما يدل على أن الحرس الثوري لا يستثني حتى الأطفال من التجنيد للحرب.ونشر موقع «تقارير الحرب» الناطق بالفارسية، صوراً عن تشييع القتلى الأطفال الأربعة، نقلاً عن مواقع إيرانية، وهم كل من محمد حسين رضائي البالغ من العمر 16 عاما، وقد تم دفنه بمدينة باكدشت، ونور محمد داوودي البالغ من العمر 16 عاماً أيضاً وتم دفنه بمدينة دليجان، بالإضافة إلى ربان مرادي ومصطفى حصاري البالغين من العمر 17 عاماً.يذكر أن الحرس الثوري رفع عدد المقاتلين الأفغان في لواء «فاطميون» ليصبح فيلقاً جاهزاً لمواصلة القتال إلى جانب قوات النظام السوري وسائر الميليشيات التابعة لإيران في سوريا منذ مايو 2015.وكان قائد اللواء الأفغاني، علي رضا توسلي، والذي كان يعرف برجل قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني في سوريا، قتل أواخر فبراير 2015، أثناء معارك درعا.وبرز اسم ميليشيات «فاطميون» أواخر عام 2012، والتي تضم عناصر من الشيعة من قومية الهزارة القريبة من الفرس بأفغانستان، وتم تدريبهم وتسليحهم من قبل فيلق القدس، ذراع الحرس الثوري الإيراني للتدخل في المنطقة.وتقوم إيران بتجنيد اللاجئين الأفغان المتواجدين على أراضيها عبر إغراءات مالية ومنح إقامات لهم ولأسرهم، مستغلة بذلك فقرهم وظروفهم المعيشية الصعبة لتزج بهم في معارك سوريا لحماية نظام بشار الأسد.وكانت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الإمريكية «هيومن رايتس ووتش» المدافعة عن حقوق الإنسان، جمعت في تقرير لها في يناير الماضي، شهادات تفيد أن الحرس الثوري الإيراني جند منذ نوفمبر 2013 آلاف اللاجئين الأفغان في إيران، وتحدثت عن تجنيد قسري للبعض منهم.يذكر أن نحو 3 ملايين أفغاني يعيشون في إيران بعد هربهم من الاضطهاد والنزاع في بلادهم ولم يحصل سوى 950 ألف منهم على بطاقة لاجئ، وفق «هيومن رايتس ووتش».
انهيار المفاوضات السورية والمعارضة تغادر جنيف
22 أبريل 2016