أكدت وسائل الإعلام المصرية أهمية زيارة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى لمصر، وما سيتمخض عنها من نتائج، وعرضت لرؤى الفعاليات المصرية السياسية والاقتصادية والحزبية والشعبية المرحبة بجلالة الملك، وتناول كبار الكتاب المصريين زيارة جلالة الملك بالرصد والتحليل.وأشار الإعلام المصري، الذي أفرد مساحات واسعة جداً للزيارة وللحفاوة التي استقبلت بها القاهرة جلالة الملك قيادة وشعباً، وما حظيت به الزيارة من اهتمام بالغ.كما رصدت الصحف المصرية ترحيباً شعبياً ورسمياً واسعاً لمنح جلالة الملك حمد بن عيسي عاهل البحرين قلادة النيل وهي أرفع وسام مصري عقب المباحثات الثنائية التي أجراها مع أخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي. وذكرت صحيفة الأهرام أنه وسط حفاوة بالغة استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي بدأ زيارة رسمية للقاهرة.وفي السياق نفسه، أكدت صحيفة الأخبار أن منح جلالة الملك حمد بن عيسي عاهل البحرين قلادة النيل يأتي تقديراً لخدمات جلالة الملك الجليلة لمصر وللوطن العربي. وحرصت بعض الصحف على نقل نص كلمة جلالة الملك على مواقعها الإلكترونية ومنها صحف الوفد والأهرام. وأشارت صحيفة البوابة المصرية إلى أن أعلام البلدين زينت طرق الموكب في استقبال الضيف الكبير والكريم، بينما رصدت اليوم السابع مكاسب زيارة جلالة الملك المفدى لمصر مؤكدة أنها تساهم في مواجهة تحديات المنطقة.في المقابل، نقلت وسائل الإعلام المصرية وعلى رأسها صحيفة الأخبار المصرية ما عبر عنه الرئيس المصري لجلالة الملك من تقدير مصري قيادةً وشعباً للمواقف التي اتخذتها مملكة البحرين إزاء مصر، ومواقفها الداعمة لإرادة الشعب المصري، مشيراً إلى أن الشعب المصري لن ينسى زيارة ملك البحرين كأول زعيم خليجي لمصر في أعقاب ثورة 30 يونيو والتي عكست أصدق معاني الأخوة والدعم.وجاءت افتتاحية كبريات الصحف المصرية لتؤكد أهمية الزيارة وعمق العلاقات بين القيادتين والشعبين فتقول الأهرام تحت عنوان علاقات تاريخية متميزة أن الزيارة تكتسب أهمية خاصة، فهي تأتي في وقت تمر فيه المنطقة العربية بتطورات متلاحقة، وتواجه تحديات جسيمة يتعلق بعضها بمصير وهوية الدولة الوطنية. كما أنها تأتي في سياق سلسلة زيارات لقادة دول الخليج لمصر خلال أيام قليلة، بدأت بخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والتي أعقبتها زيارة ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وبالتزامن مع سلسلة قمم لدول مجلس التعاون الخليجي إحداها كانت مع الرئيس الأمريكي باراك اوباما، مما يؤكد وجود تنسيق مصري خليجي قوي ومستمر لمواجهة التحديات الحالية.وتؤكد الصحيفة أن العلاقات البحرينية المصرية تتميز بعمقها التاريخي والاستراتيجي، وهذه هي الزيارة الرابعة للعاهل البحريني لمصر خلال عامين فقط، مما يوضح اهتمام البلدين بالزيارات المتعددة والمتبادلة بين قيادتي ومسؤولي مصر والبحرين، باعتبارها محوراً هاماً في مجال تعزيز العلاقات السياسية والأخوية بين البلدين، حيث تظهر هذه الزيارات مدى روح الود والتفاهم بين البلدين الشقيقين.وتستطرد الصحيفة أن التعاون الاقتصادي بين البحرين ومصر يتخذ أشكالاً متعددة ومتنوعة تشمل تقريباً جميع أوجه النشاطات التجارية والاستثمارية والتنموية والسياحية، كما ارتفعت قيمة الاستثمارات البحرينية في مصر، وما زالت الجهود مستمرة على الجانبين لزيادتها مجدداً بما يتماشى مع مستوى العلاقات بين البلدين الشقيقين.من جانبها، قالت صحيفة الجمهورية تحت عنوان «زيارة حمد.. والمصير المشترك» أنه بكل الترحاب.. استقبلت مصر جلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة دعماً لعلاقات التواصل بين الشعبين والتي تجمعهما منذ قرون عديدة بيننا وبينهم العروبة والتوافق الحضاري والعلاقات المتميزة. مؤكدة في نبرة أخوية عميقة إن قيمة زيارة ملك البحرين ليس فقط فيما تسفر عنه من اتفاقيات أو مذكرات تفاهم.. وإنما الإدراك المشترك بحقيقة أن البلدين تجمعهما أحلام واحدة.. وهموم واحدة.. بل ورؤية واحدة مشتركة للمستقبل.وتضيف الصحيفة إن الزيارة تأتي وقد استوثقت دول الخليج من أن ما يجمعهم بمصر مصير مشترك يستحق مساراً جاداً نحو دعم القدرات المصرية وتمكين مصر من الوقوف علي قدميها حماية للأمن القومي العربي والخليجي في المقدمة منه.وتلمح الصحيفة إلى أن الزيارة تأتي بعد أيام قيلة من زيارة خادم الحرمين الشريفين وبعد ساعات معدودة من مغادرة محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي بما يؤكد أن حقبة جديدة تبشر بالمزيد من العمل العربي المشترك لصالح الشعوب العربية.. حاضرها ومستقبلها.. والشباب منهم في المقدمة.كما تناولت وسائل الإعلام المصرية اجتماعات الدورة التاسعة للجنة البحرينية المصرية المشتركة، برئاسة وزيري خارجية البلدين ونقلت صحيفة الأهرام تأكيد المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن انعقاد الدورة للجنة المشتركة يأتي في توقيت تتميز فيه العلاقات بين البلدين بخصوصية عالية وتوافق في الرؤى حول كافة القضايا الإقليمية والدولية.واعتبرت صحيفة البوابة المصرية أن تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري أقوى هجوم دبلوماسي عربي على إيران من مصر، فقد أدان شكري، والشيخ خالد بن أحمد وزير الخارجية التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية، ودعيا السلطات في طهران باتخاذ سياسات معتدلة إزاء مصر والحيز العربي ودول الخليج وأن تأخذ سياسات تتسم بالاحترام المتبادل والاعتراف بسيادة الدول.وعجت وسائل الإعلام المصرية بالثناء الذي وجهته الفعاليات السياسية والإعلامية المصرية لجلالة الملك لزيارته الكريمة لجمهورية مصر العربية في هذا التوقيت المهم، ونقلت صحيفة الفجر عن وزيرة الاستثمار المصرية داليا خورشيد أهمية الزيارة وما لها من أثر بالغ في دعم وتوطيد العلاقات بين البلدين الشقيقين، واصفة العلاقات المصرية البحرينية بأنها من النماذج التي يحتذي بها سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية والاستثمارية، وقالت إن التعاون بين البلدين خاصة في مجال الاستثمار يزداد بصورة متنامية خلال المرحلة الأخيرة، في ظل التنسيق المتميز والقائم بين قيادة البلدين ومؤسساتهما الاقتصادية.كما قال محمد السويدي رئيس مجلس الأعمال البحريني المصري خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية «النهار اليوم» المصرية، تعقيباً على توقيع اتفاقيات بين مصر والبحرين، إنه يجب علينا الوقوف على احتياجات كل دولة من الأخرى، قائلاً: مصر بوابة إفريقيا والبحرين بوابة الخليج». ونقلت صحيفة الشروق المصرية عن طارق قابيل وزير التجارة والصناعة المصري أن العلاقات الاستراتيجية العميقة التي تربط البحرين ومصر تعد مثالاً ناجحاً ومتميزاً لعلاقات التعاون الاقتصادي القائم على تحقيق المصالح المشتركة، لافتاً إلى أن زيارة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة تعكس حرص قيادة البلدين على تحقيق انطلاقة في العلاقات المشتركة، وإقامة شراكة اقتصادية وتجارية تنعكس أثارها إيجاباً على شعبي البلدين.في المقابل أفردت الصحف المصرية مساحات كبيرة للمسؤولين البحرينيين للتعبير عن أهمية الزيارة فغطت صحيفة الأهرام على صفحتين كاملتين الندوة التي عقدها وزير الخارجية في الصحيفة وأدلى خلالها بتصريحات حول الزيارة وأهميتها، مؤكداً أن الزيارة ستكون مناسبة لتبادل الرأي، والتنسيق والتشاور بين الزعيمين العربيين الكبيرين كما أنها ستكون لبنة مهمة جداً في صرح العلاقات الأخوية الممتدة بين الدولتين.كما أجرت صحيفة الأخبار المصرية حواراً مع وزير الإعلام البحريني أكد فيه أن الزيارة تأتي في توقيت مهم بسبب ظروف المنطقة المشتعلة.ونقلت وسائل الإعلام المصرية رؤى النواب المصريين حول أهمية الزيارة فقال محمد العرابي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري، ووزير الخارجية الأسبق في مداخلة هاتفية لبرنامج «مساء القاهرة» على قناة «TEN»، إن زيارة جلالة الملك تأتي في إطار النهج الجديد التي تنتهجه الدولة المصرية، لإقامة نظام عربي جديد في منطقة الشرق الأوسط. مؤكداً أن «البحرين مهمة لأنها تقع في خط المواجهة مع إيران، واللقاء بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والملك حمد يؤكد مساندة ودعم مصر لدولة البحرين ضد أي تدخل من جانب إيران في شؤونها».وقال النائب أحمد إمبابى، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري ، لصحيفة اليوم السابع المصرية إن زيارة جلالة الملك سيكون لها مكاسب سياسية كبيرة خلال المرحلة المقبلة، موضحاً أن تلك الزيارات المتتالية من ملوك وزعماء الدول العربية يعطى رسالة للعالم بأن مصر هي القيادة الفعلية لمنطقة الشرق الأوسط، وأن المنطقة من مصلحتها استقرار القاهرة.وقال النائب عمرو محمد إن زيارة جلالة الملك سيكون لها مكاسب سياسية واقتصادية هائلة، خاصة أنها ستساهم في ربط الدول العربية بعضها ببعض، وتساهم في مزيد من التعاون.وأكد الكاتب المصري الكبير والنائب البرلماني مصطفى بكرى لليوم السابع أن زيارة الملك حمد تعكس الموقف البحريني الداعم لمصر، موضحاً أن زيارة العاهل البحريني للأزهر والكنيسة يرسى ثقافة التسامح والمواقف المتطرفة. موجهاً التحية والتقدير والاحترام لجلالة الملك «عاشق مصر والمحب لشعبها».أما النائب عبد الرحيم على عضو لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب فأوضح أن موقف مملكة البحرين ملكاً وشعباً في دعم مصر هو محل تقدير من أبناء مصر، وأن المصريين لن ينسوا موقف جلالة الملك بعد ثورة 30 يونيو.ولم تكن المواقع الإلكترونية الإخبارية المصرية بعيدة عن الزيارة فقد سعت إلى استضافة النواب للحديث عن الزيارة حيث قال النائب السيد موسى عضو مجلس النواب أن الزيارة تأتي في إطار التعاون بين مصر ودول الخليج العربية. ووصف النائب رياض عبدالستار إن زيارة جلالة الملك مهمة حيث تدعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وهذا دور حيوي ومهم في الظروف الحالية، فالبحرين من أفضل الدول التي وقفت بجانب مصر بعد ثورة 30 يونيو.وقال النائب عبدالفتاح أحمد عبدالفتاح إن زيارة جلالة ملك البحرين لمصر تأكيد على قوة العلاقات بين البلدين ورداً على المشككين بتوتر العلاقات بين مصر و دول الخليج.وأشاد النائب جمال عباس بالزيارة مشيراً الى أهميتها في توثيق العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين الشقيقين.ونقلت صحيفة الوطن المصرية ترحيب حزب المؤتمر بزيارة جلالة الملك حيث أكد الحزب في بيان له أن موقف البحرين ملكا وشعبا في دعم الدولة المصرية هو محل تقدير كل أبناء الوطن. مضيفا إن المصريين جميعا وبمختلف اتجاهاتهم وانتماءاتهم السياسية والحزبية والشعبية لا يمكن أبدا أن ينسوا موقف جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بعد 30 يونيو، حيث كان أول مسؤول عربي ودولي يزور مصر ويعلن مساندته لها.وحفلت الصحف المصرية بمقالات ورؤى الكتاب المصريين حول أهمية الزيارة فتقول أسماء الحسيني في صحيفة الأهرام تحت عنوان «مصر والبحرين وعلاقات ذات خصوصية» إن زيارة عاهل البحرين لمصر تشكل أهمية كبيرة سواء من حيث دورها في تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين على كل المستويات الاقتصادية وتوقيع العديد من الاتفاقيات المهمة، أو من حيث توقيتها في ضوء توافد قادة دول مجلس التعاون الخليجي على مصر في الأيام الأخيرة لدعم الموقف المصري سياسياً واقتصادياً في إطار التحديات التي تواجهها مصر. تمثل رسالة قوية للعالم بأن العلاقات المصرية الخليجية راسخة وقوية ومتينة وأنها قادرة على احتواء واستيعاب أي تحديات.وأضافت تتميز العلاقات البحرينية المصرية بخصوصية كبيرة تلحظها بوضوح من دفء المشاعر الجياشة بين الشعبين ومن اللقاءات الدورية بين المسؤولين في البلدين، ولذا فإن الزيارة الحالية لعاهل البحرين سوف تمثل دفعة كبيرة في تطوير العلاقات وترسيخها.الكاتب الكبير صلاح منتصر في مقاله بصحيفة الأهرام وتحت عنوان البحرين في مصر قال إنه عرف البحرين قديماً منذ سنوات الستينيات التي يتسم شعبها بالطيبة وحبهم الطبيعي لمصر.أما الكاتب الكبير بصحيفة الجمهورية السيد البابلي فقال في مقاله إن جلالة الملك حَمَد بن عيسي آل خليفة حرص على أن يأتي إلى مصر ومعه وفد اقتصادي كبير من رجال الأعمال في البحرين لتوقيع 19 اتفاقية تعاون وتعزيز مجالات الاستثمار في مصر. فالملك المحب العاشق لمصر كان حريصاً علي دعم القاهرة. وكان أول قائد عربي يزورها بعد ثورة 30 يونيه. للتأكيد على أن هذه الثورة أنقذت العالم العربي من الانهيار والتمزق. ولمصر مكانة خاصة في قلوب البحرينيين. فالبحرين هي الدولة العربية الوحيدة التي أطلقت أسماء عدد من المدرسين المصريين علي مدارسها. تقديراً لدور المدرس المصري في بدايات تأسيس الدولة البحرينية الحديثة. ولإخلاصه في العطاء والعمل.الكاتب البابلي كان له مداخلة أيضاً بإحدى الفضائيات المصرية (LTC) أكد خلالها أن البحرين تنظر للقاهرة على أنها العمق الاستراتيجي الحقيقي لمنطقة الخليج بأكملها، وتتعامل مع مصر من منطلق علاقات خاصة.وفي تحقيق بصحيفة اليوم السابع كتب هاشم الفخراني ونورهان فتحي أن زيارة جلالة الملك حل فيها جلالته ضيفاً عزيزاً على مصر، ليكمل بزيارته الرسمية مثلث القوى الخليجية الثلاث في شهر أبريل، التي بدأت بزيارة الملك السعودي وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي. وعلق السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق للصحيفة بأن سبب الزيارات المتتابعة لزعماء دول الخليج لكون مصر ودول الخليج في فضاء استراتيجي واحد يمتلك نفس الرؤية المشتركة لمواجهة التحديات والتهديدات الأمنية. وهو ما ردده السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق الذي أضاف أن من دلالات الزيارة إيمان العالم بالدور الذى تلعبه مصر في حل الأزمات رغم كونها هي أيضاً تعاني من تلك الأزمات الشديدة.وقال خبير العلاقات الدولية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية سعيد اللاوندي إن زيارة جلالة عاهل البحرين "مهمة للغاية، خاصة في ظل مخاطر الإرهاب ومحاولات وضع أطر لتوحيد الجهود الإقليمية والدولية، للتصدي لتلك الظاهرة». مضيفاً أن "البحرين تعول أيضاً على القدرات العسكرية المصرية للتصدي للتحديات التي تواجهها».