عواصم - (وكالات): واصلت طائرات النظام السوري قصف الأحياء السكنية في حلب وريف حمص، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، بينهم نساء وأطفال، في حين اتفقت روسيا وأمريكا على هدنة مؤقتة في مناطق بالغوطة الشرقية القريبة من دمشق وفي ريف اللاذقية شمالاً، وفق ما أعلن الجيشان السوري والروسي. وأكد بيان صادر عن القيادة العامة لجيش الرئيس بشار الأسد والقوات المسلحة بثه التلفزيون الرسمي أنه «حفاظاً على تثبيت نظام وقف العمليات القتالية المتفق عليه، يطبق نظام تهدئة يشمل مناطق الغوطة الشرقية ودمشق لمدة 24 ساعة، ومناطق ريف اللاذقية الشمالي لمدة 72 ساعة». ولم يتطرق البيان إلى مدينة حلب التي خلفت فيها المعارك مئات القتلى من المدنيين منذ أسبوع. وقال مصدر أمني في دمشق إن تجميد القتال يأتي «بناء على طلب الأمريكيين والروس الذين التقوا في جنيف لتهدئة الوضع في دمشق واللاذقية». وأضاف أن «الأمريكيين طلبوا أن يشمل التجميد حلب، لكن الروس رفضوا ذلك». ونقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» الروسية عن مصدر دبلوماسي قوله إن موسكو وواشنطن اللتين تترأسان مجموعة الدعم الدولية لسوريا هما «الضامنتان لتطبيق لنظام وقف العمليات» من قبل كل الأطراف.وقال اللفتنانت كولونيل الروسي سيرغي كورالنكو من قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية ان التجميد يفرض «حظر على كل المعارك وعلى استخدام كل أنواع الأسلحة». ونهاية فبراير الماضي، رعت موسكو وواشنطن هدنة جزئية في سوريا لا تشمل المتطرفين. ورغم تراجع المعارك في عدة مناطق، استمر القتال ضد تنظيم الدولة «داعش» وجبهة النصرة الفرع السوري للقاعدة في اللاذقية ومحافظة دير الزور في الشرق وفي مناطق أخرى.ويسيطر جيش الإسلام الذي وافق على الهدنة على الغوطة الشرقية لكن المعارك تجددت بين الفصيل المسلح والقوات السورية منذ أسابيع. وتجدد القصف امس على مدينة حلب حيث قتل العشرات. وأصيب عدة أشخاص في غارة استهدفت مستوصفا في منطقة المرجة التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في حلب شمال سوريا بحسب الدفاع المدني. ويأتي ذلك غداة مقتل العشرات في غارة استهدفت مستشفى القدس الميداني في المدينة، واعتبر أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون أنه «لا يمكن تبريرها».ونعى سكان حلب الهدنة السارية منذ 27 فبراير الماضي برعاية موسكو وواشنطن، مع مقتل مئات المدنيين إثر تجدد المعارك وشن قوات النظام غارات جوية على أحياء المعارضة.وأعلن المجلس الشرعي في محافظة حلب تعليق صلاة الجمعة لأول مرة في أحياء حلب الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة، بسبب القصف العنيف. وأمام هذا التصعيد الكبير لأعمال العنف دعا الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا روسيا والولايات المتحدة إلى اتخاذ «مبادرة عاجلة» لإعادة تطبيقها. وفي حمص، أعلنت مصادر مقتل وإصابة مدنيين إثر غارات لطائرات النظام استهدفت الأحياء السكنية وسط مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، وتسببت الغارات في تدمير عدد من المنازل.
حلب وحمص تحت نار الأسد
30 أبريل 2016