عواصم - (وكالات): قتل وأصيب عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال في قصف كثيف نفذته الطائرات الروسية والسورية على حلب شمال البلاد لليوم التاسع على التوالي، ودفع ذلك بعض السكان للنزوح، بينما تشهد المدينة وضعاً كارثياً وشللاً شبه كامل، فيما أعلنت روسيا أنها لن تمارس ضغوطا على دمشق لكي توقف غاراتها على مدينة حلب في حين قالت واشنطن إن وزير الخارحية جون كيري سيتوجه إلى جنيف اليوم في مسعى لتثبيث وقف الأعمال القتالية.وقتل وأصيب العشرات في غارات على أحياء بستان القصر والهلك وباب النيرب والكلاسة والطراب وعزيزة. كما تعرضت أحياء طريق الباب والجزماتي والأنصاري وبستان الباشا وكرم حومد للقصف، وهي تقع في الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة من حلب. وفي الوقت نفسه ألقت طائرات مروحية سورية براميل متفجرة على حي الميسر الذي يقع أيضاً في القسم الشرقي من المدينة.وقالت مصادر إن أسراباً من الطائرات الروسية والسورية تتناوب منذ صباح الأمس على قصف المناطق الخاضعة للمعارضة شرقي حلب ووسطها، وحتى ظهر الأمس قارب عدد الغارات ثلاثين. ووصفت المصادر القصف الذي تتعرض له المدينة بغير المسبوق.وفي الأيام القليلة الماضية دمر القصف مراكز طبية بينها مشفى القدس في حي السكري، الذي تعرض الأربعاء الماضي لغارة أوقعت 50 قتيلاً بينهم أطباء ومسعفون. وأنهت الحملة العسكرية عملياً الهدنة السارية منذ نهاية فبراير الماضي. وبالتزامن مع قصف مدينة حلب استهدفت الطيران الحربي الروسي والسوري بلدات تسيطر عليها المعارضة السورية في ريف حلب الجنوبي، وتحاول قوات النظام التقدم على عدة جبهات والاقتراب من طريق دمشق حلب الدولي. وقد تعرضت بلدة العيس وحدها لعشر غارات.وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن عشرات العائلات غادرت فجر أمس منازلها في حي بستان القصر الذي يتعرض لقصف عنيف ضمن الحملة التي يشنها النظام السوري وروسيا. وبينما غادرت بعض العائلات المدينة عبر طريق الكاستيلو إلى ريف حلب الغربي أو إلى إدلب انتقلت عائلات أخرى إلى مناطق داخل حلب أقل عرضة للقصف. وتشهد المناطق الخاضعة للمعارضة حالة من الشلل حيث أغلقت المدارس وفتح عدد قليل من المحال التجارية أبوابه. وذكرت مصادر ان الوضع الإنساني يزداد سوءا مع خروج المراكز الطبية تباعا عن الخدمة جراء القصف، واستهداف المرافق الخدمية على غرار محطات تصفية المياه، مشيرة إلى أن المشافي الميدانية باتت تغص بالجرحى.في هذه الأثناء تواصل فرق الدفاع المدني محاولة إخراج الضحايا وانتشال الجرحى من تحت الأنقاض. من ناحية اخرى، قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف «لن نمارس ضغوطا على النظام السوري ليوقف ضرباته لأنه ينبغي الفهم أن ما يحصل هنا هو مكافحة للتهديد الارهابي». ولفت إلى أن «الوضع في حلب يندرج في إطار المكافحة للتهديد الإرهابي». ومدينة حلب من أبرز المناطق المشمولة بوقف الأعمال القتالية الساري منذ 27 فبراير الماضي الذي تم التوصل إليه طبقاً لاتفاق أمريكي روسي حظي بدعم مجلس الأمن. ويتوجه كيري اليوم إلى جنيف سعياً إلى تثبيت الهدنة حيث سيجري مشاورات على مدى يومين مع الموفد الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا ونظيريه السعودي عادل الجبير والأردني ناصر جودة. وأوقع التصعيد العسكري منذ 22 إبريل الماضي مئات المدنيين، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وخلال مؤتمر صحافي في إسطنبول، اعتبر رئيس الائتلاف السوري المعارض أنس العبدة أن «النظام يقوم بكل ما يمكن وصفه بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية» في حلب، وقال «أصدقاؤنا مطالبون بإجراءات حقيقية على الأرض من أجل وقف العدوان ووقف استهداف المدنيين». وأعلنت قطر، أنها طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين لبحث التطورات في حلب. وبعيداً عن حلب، توقف القتال على جبهتي الغوطة الشرقية لدمشق وريف اللاذقية الشمالي بعد دخول اتفاق أمريكي روسي حيز التنفيذ، وذلك في إطار تهدئة لا تشمل حلب. وتسود حالة من الهدوء، وفق المرصد السوري، في جبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية الشمالي بعد أيام من المعارك العنيفة، كما في الغوطة الشرقية لدمشق.