عواصم - (وكالات): أعلن مجلس محافظة حلب التابع للمعارضة السورية امس حالة الطوارئ في المدينة، في حين تجدد القصف المكثف على عدة بلدات بريفها، بينما قالت روسيا إنها تقوم بمساعٍ للتوصل إلى وقف للأعمال القتالية في المدينة، في وقت وصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى جنيف لإجراء محادثات حول النزاع في سوريا، بينما اتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير النظام السوري بارتكاب «جرائم حرب» في حلب، مضيفاً أن «ما يحدث من انتهاكات في حلب من قبل طيران النظام وحلفائه هو جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب».وأفاد المقربون من الجبير أنه سيغادر إلى جنيف لإجراء محادثات تتعلق بالملف السوري مع نظيره الأمريكي.من جهته، قال مجلس محافظة حلب إن خطوة إعلان حالة الطوارئ جاءت لتلبية احتياجات المواطنين جراء الهجمة الشرسة لقوات النظام والقوات الروسية على المحافظة شمال البلاد. وتتعرض حلب لليوم العاشر على التوالي لقصف مكثف ما أدى إلى مقتل وإصابة مئات المدنيين بينهم نساء وأطفال. ولم يسلم المدنيون ولا المستشفيات والمنشآت الصحية والمنشآت الخدمية والحيوية من القصف، يأتي ذلك تزامناً مع تدهور الأوضاع الإنسانية.وفر العشرات من سكان المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بعدما تم استهدافها بغارات جوية مكثفة شنها النظام على ثاني مدن البلاد التي أصبحت ساحة المعركة الرئيسة في الحرب الأهلية التي دخلت عامها السادس. وأعلنت روسيا، الحليف الثابت لبشار الأسد، أن المحادثات جارية لوقف القتال في محافظة حلب، وذلك بعدما دعت الولايات المتحدة إلى وقف قصف النظام السوري للمدينة. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن الجنرال سيرغي كورالنكو أن «هناك مفاوضات نشطة تجري حالياً لإقرار «نظام تهدئة» في محافظة حلب». وكانت روسيا قالت إنها لن تطلب من النظام التوقف عن قصف حلب، مشيرة إلى أن ما يحصل يدخل في إطار «مكافحة التهديد الإرهابي» . وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القصف الجوي والمدفعي أوقع خلال الأيام الماضية في حلب 253 قتيلاً مدنياً بينهم 49 طفلاً. وقتل معظم الضحايا في غارات جوية شنها النظام الذي يستخدم البراميل المتفجرة، وهو سلاح يقتل بشكل عشوائي وفق منظمات حقوق الإنسان. ودعا البابا فرنسيس جميع اطراف النزاع في سوريا إلى احترام وقف إطلاق النار، معرباً عن «ألمه العميق» حيال المعارك التي لم تتوقف وخصوصاً في حلب. وتنقسم محافظة حلب الحدودية مع تركيا بين النظام وفصائل المعارضة والأكراد، إضافة إلى المتطرفين وبينهم تنظيم الدولة «داعش». وفي حين تبقى عملية السلام معلقة بخيط رفيع، يصل كيري إلى جنيف للتباحث مع مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا ونظيريه السعودي عادل الجبير والأردني ناصر جودة حول الهدنة والانتقال السياسي في محاولة لإنهاء حرب قتل فيها أكثر من 270 ألف شخص منذ عام 2011. ودخلت الهدنة حيز التنفيذ في 27 فبراير الماضي بمبادرة من واشنطن وموسكو الداعمتين لطرفي النزاع في سوريا، لكن المعارك في حلب والغارات التي يشنها النظام والطائرات الروسية منذ 22 إبريل تكاد تطيح بها. وقبل وصوله إلى جنيف، قال كيري عبر الهاتف لدي ميستورا ومنسق المعارضة السورية رياض حجاب، «إن وضع حد للعنف في حلب والعودة إلى وقف دائم للأعمال العدائية هما أولوية». وكرر كيري دعوة روسيا إلى «اتخاذ التدابير اللازمة لوقف الهجمات العشوائية للنظام في حلب».وأدت نحو 30 غارة شنها النظام إلى سقوط 10 قتلى، بينهم طفلان، في الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة شرق حلب حيث لا يزال يقيم نحو 200 ألف شخص. ولجأ البعض إلى مناطق أكثر أمناً، والبعض الآخر ترك المدينة عبر طريق الكاستيلو الذي يعتبر المخرج الوحيد بالنسبة إليهم. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن النظام يواصل حملته العنيفة ضد حلب «لأنه يريد أن يدفع سكانها نحو النزوح بهدف شن هجوم عسكري» لاستعادة السيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. وفي ظل مأساة حلب، انتشر هاشتاغ «...حلب تحترق» بشكل كبير على شبكات التواصل الاجتماعي، داعياً إلى تظاهرات تضامن في العديد من البلدان. واعتبر أنس العبدة رئيس الائتلاف الوطني السوري، جماعة المعارضة الرئيس في المنفى، ان فرص التوصل إلى حل سياسي باتت في خطر. وقال إن على الولايات المتحدة انقاذ عملية السلام التي تواجه مأزقاً في جنيف. ولم يتم تحديد موعد للجولة المقبلة من المحادثات، لكن الأمل ضئيل في حل دبلوماسي لهذا النزاع الكثير التعقيد، في ظل الاختلافات العميقة. وينشغل المجتمع الدولي بوضع حد لتهديد الجماعات المتطرفة، وبوضع حد لتدفق السوريين الذين وصلوا إلى أبواب أوروبا. من ناحية اخرى، افاد ناشطون والمرصد السوري بأن تنظيم الدولة «داعش» أعدم 4 شبان في الرقة شمال سوريا بعد اتهامهم بالتجسس.