طهران - (وكالات): صادق مجلس الشورى الإيراني على مشروع قرار منح الجنسية لعائلات وذوي قتلى الميليشيات الشيعية، وأغلبهم من اللاجئين الأفغان والباكستانيين، بعد تصاعد الانتقادات عقب مقتل الآلاف منهم في سوريا.وأفادت وكالة «تسنيم» للأنباء بأن المجلس صوّت على مشروع قرار يسمح للحكومة الإيرانية بمنح الجنسية الإيرانية لزوجة وأبناء ووالدي القتلى «غير الإيرانيين» الذين قضوا خلال الحرب العراقية الإيرانية، إضافة إلى عوائل القتلى الذين كلفتهم المؤسسات المسؤولة بالقيام بمهام معينة بعد الحرب، في إشارة إلى من لقوا مصرعهم في سوريا والعراق بصفوف الحرس الثوري الإيراني.وبحسب الوكالة، يتعين على الحكومة أن تمنح عوائل هؤلاء الجنسية في غضون عام من حين تقديم الطلب وفق القرار الذي صادق عليه المجلس مكملاً للمادة 28 من أحكام مشروع تنمية البلاد.يذكر أن إيران تعلن أسبوعياً عن مقتل العشرات من ميليشيات «فاطميون» الأفغانية خلال المعارك في سوريا، بينهم أطفال تحت السن القانونية ممن يجندهم الحرس الثوري منذ اندلاع المواجهات في سوريا عام 2011، من بين اللاجئين الأفغان من خلال منحهم مبالغ ما بين 500 و700 دولار شهرياً، مستغلا فقرهم وعوزهم، إضافة إلى منحهم أوراق إقامة في إيران. يذكر أن الحرس الثوري رفع عدد المقاتلين الأفغان في لواء «فاطميون» ليصبح فيلقاً جاهزاً لمواصلة القتال إلى جانب قوات النظام السوري وسائر الميليشيات التابعة لإيران في سوريا منذ مايو 2015.وتشير إحصائيات مصادر معارضة إيرانية إلى وجود ما يقارب 10 آلاف مقاتل من الأفغان، وأغلبهم من الشيعة من قومية الهزارة القريبة من الفرس، تم تدريبهم وتسليحهم من قبل فيلق القدس، ذراع الحرس الثوري الإيراني للتدخل في المنطقة.وكانت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومن رايتس ووتش» المدافعة عن حقوق الإنسان، جمعت في تقرير لها في يناير الماضي، شهادات تفيد بأن الحرس الثوري الإيراني جند منذ نوفمبر 2013 آلاف اللاجئين الأفغان في إيران، وتحدثت عن تجنيد قسري للبعض منهم.يذكر أن نحو 3 ملايين أفغاني يعيشون في إيران بعد هربهم من الاضطهاد والنزاع في بلادهم، ولم يحصل سوى 950 ألف منهم على بطاقة لاجئ، وفق المنظمة.وكان الجنرال سعيد قاسمي، قائد مجموعة «أنصار حزب الله» وهي من جماعات الضغط المقربة من المرشد الإيراني علي خامنئي انتقد الشهر الماضي دفن العشرات من قتلى الميليشيات الأفغانية «فاطميون» والباكستانية «زينبيون» في الحرب بسوريا، في مقبرة مدينة قم، بالقرب من طهران، على أنهم «مجهولو الهوية». وقال قاسمي إن السلطات تتعامل بتمييز واضح بين قتلى الحرس الثوري وبين قتلى الميليشيات، حيث تقام للإيرانيين مراسم جنائز عسكرية مهيبة، بينما لم تقم جنائز للأفغان والباكستانيين، ويتم دفنهم بخفاء ودون اهتمام رسمي أو إعلامي وحتى عدم القيام بتسجيل أسمائهم «بقوائم الشهداء»، على حد تعبيره.ويعيش أكثر من 3 ملايين أفغاني في إيران، بينهم مليون بصفة مهاجرين شرعيين.
إيران تمنح الجنسية لعائلات قتلى الميليشيات في سوريا والعراق
03 مايو 2016