أكد وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة إلى أن الإسراء والمعراج حدث عظيم أرسى قاعدة التواصل الحضاري التي تضمن للبشرية جمعاء التعارف والتلاقي، ولا أدل على ذلك من مشهد اجتماع الأنبياء بالأقصى في الإسراء، وصلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهم جميعاً، ثم التقائه بهم في السموات، ما يؤكد وحدة ما جاء به الأنبياء، وأن رسالة الإسلام هي خاتمة الأديان بما تحمله من قيم الأخوة الإنسانية والسلام، وصولاً إلى تعايش سلمي يحفظ للجميع أمنهم وأمانهم، ويسهم في تنمية المجتمعات وازدهارها.وأشار، خلال احتفال المملكة بذكرى ليلة الإسراء والمعراج أمس الأول، تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وبتنظيم من إدارة الشؤون الدينية بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، بحضور المشايخ والقضاة والسفراء ورجال السلك الدبلوماسي، إلى أنه في ظل الأحداث المتلاحقة والمتغيرات المتسارعة التي تحيط بمنطقتنا خاصة والعالم عامة، نحن بحاجة ماسة لاستلهام الدروس والعبر من سيرة المصطفى لتعيننا بعد الله على الصمود أمام عاصفة الأحداث المتوالية، ولاشك أن وحدتنا وتكاتفنا بعد إيماننا بالله خير معين لنا، وأن الالتفاف حول القيادة لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وكذلك ضمن منظومة مجتمعنا الخليجي وقياداته ومساندتهم فيما يتخذونه من قرارات وإجراءات تهدف إلى حماية أمن الخليج واستقرار دوله وتحقيق أمن شعوبه لهو من أهم الأولويات.وقال إن الأمة اليوم بحاجة إلى استثمار العبر والعظات من معجزة الإسراء والمعراج، فما أحوج هذه الأمة إلى تحديد رؤيتها وأهدافها، والتوكل المطلق على الله مع الأخذ بالأسباب، فضلاً عن التمسك بهدي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وتعزيز قيم التعاون والتكامل والتواصل والإيجابية والتفاؤل والرضى في نفوسهم، والعمل على تحقيق أمن المجتمع وتأكيد أواصر الأخوة، والوقوف على كل ما يحقق للأمة والوطن والمجتمع أمناً وسلاماً واستقراراً. وأوضح أن رحلة الإسراء والمعراج جاءت لترشد الأمة إلى أن بعد العسر يسراً، وأن نور الصباح يأتي بعد الظلام الحالك، كما أن لنا في المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام أسوة وقدوة، حينما لجأ إلى ربه واستعان به راجياً منه العون سبحانه فكانت رحلة الإسراء الأرضية من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم رحلة المعراج العلوية التي انتقل فيها من الأرض مرورًا بالسماوات السبع وصولاً إلى سدرة المنتهى، حيث رأى صلوات الله وسلامه عليه من آيات ربه الكبرى، واطلع على جنة المأوى، ثم عاد إلى الأرض بنفس مطمئنة راضية وروح طامحة إلى المزيد من العطاء لنشر دين الله وإنقاذ البشرية والوصول بها إلى بر الأمان.من جانبه، قال الشيخ عبدالناصر الصديقي خطيب بإدارة الأوقاف السنية إن في الإسراء والمعراج دروس مستفادة فمن أول هذه الدروس هو الصبر فبعد كل محنة منحة فلابد للإنسان أن يصبر ومهما اشتد البلاء ومهما اشتدت المحن ومهما كانت الحروب، فلابد من يوم أن يأتي الفرج، فبعد العسر لابد من يسر فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج، فضلاً عن عظم شأن الصلاة ورفعة مكانتها وقدرها حيث أنها فُرضت في السماء العلا، ونتذكر أيضاً رحمة النبي حينما كان يتردد بين ربه وبين سيدنا موسى حتى خفف الصلاة، وكذلك في الإسراء والمعراج نتذكر مكانة القدس الشريف وأن لها مكانة خاصة في قلوب المسلمين فلا يجوز لأحد أن يتنازل عن شبر من أرض القدس.وأوضح أن التعايش السلمي بين الأمم مهما اختلفت دياناتهم ولغاتهم، هي الفائدة الثانية من إسرائه صلى الله عليه وآله وسلم، فقد ربط الإسراء بين بلدين بعيدين عن بعضهما جغرافياً وتوجهاً وديناً، فجمعهما النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، فصلى فيهما في ليلة واحدة.وذكر أن الفائدة الثالثة تتلخص في الاحتفاء بسيرة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، فحينما ذكر الله هذه الحادثة في القرآن الكريم أراد لنا أن نحتفي ونتدارس سيرة نبينا الكريم، ففيها من الكنوز والفوائد الفقهية والخُلُقية والآداب السماوية ما يكفل لهذه الأمة السعادة في الدنيا والآخرة.
وزير العدل: «الإسراء والمعراج» أرسى قواعد التواصل الحضاري
05 مايو 2016