خلقت من ضلع آدم و شاركته الحياة ومنها تكاثر النسل البشري، المرأة ذلك المخلوق الذي يشكل نصف المجتمع، والذي يمكن أن يمثل قدرة جبارة لتغير المجتمع والإسهام في تطويره وتدعيم أسسه الحضارية والثقافية، فهي تحمل عبء الحمل والتربية والتعليم والإنتاج، وها نحن حين نقف عند دورها الأول والذي تمحورت حوله لفترة طويلة من الزمن، حيث يقتصر على الدور المحدود والمقنن لها في حدود جدران بيتها وواجباتها المنزلية فقط، وأنها بقيت مركونة لفترة ليست بقصيرة بعيداً عن ميدان العمل والإنتاجية، ومن هذا المنطلق نستطيع أن نسلم بهذه الحقيقة وهي كون المرأة قوة جبارة وقادرة على التأثير الفعال في المجتمع.يتأثر دور المرأة العاملة في مجالات العمل بحسب نوعية المعتقدات والثقافات والعادات والتقاليد والأفكار والقيم التي تتحكم بالمجتمع وكما هو متعارف إن الدور الأساسي للمرأة في الحياة كأخت وأم وزوجة محاط بسياج من التشريعات القانونية التي تمكنها من أداء دورها الوظيفي والاجتماعي بنفس الوقت.لذلك عندما نتحدث عن التغيير فإننا لا نستطيع فصله عن المرأة، وأي تغير يمكن أن نقصد؟ إننا نقصد جميع التغيرات في المجتمع من الناحية الثقافية أو الاجتماعية أو العلمية والتكنولوجية فلابد أن تتأثر المرأة بهذا التغير ولذلك نجد أن الأدوار تقوم بها المرأة الآن كانت لفترة طويلة مقتصرة على الرجل، فهو المستأثر بها بنتيجة معتقدات فكرية متأثرة بالبيئة التي وجد فيها ومن هذه المعتقدات أن المرأة كائن ضعيف بذاته لا تقدر على العمل، ولكن دقات ساعة التغير كقطرات الماء التي لا يمكن أن ننكر تأثيرها على صلد الحجارة. وهنا نحن نجد أن التحولات والتغيرات المستمرة في جميع عناصر المجتمع تنعكس على المرأة وتؤثر على الأدوار التي تقوم بها، لنجد الوقت يستدرك جميع القيود ويفتح نوافذ الحرية لتمكين المرأة من العمل و إشراكها في اتخاذ القرارات، حيث وجدنا أن مشاركة المرأة هي ضرورة ملحة وحتمية لا بد منها ولا يمكن إنكارها أو الاستغناء عن البصمات التي تحدثها المرأة في ميادين العمل المختلفة. المرأة ذلك الطوفان الأنثوي الناعم المنتج والمسترسل في العطاء استطاعت أن تثبت قدرتها على والعمل والإنتاج والتطوير والتنمية بفعالية عالية وكفاءة لا نظير لها.وأثبتت الدراسات أن مساهمة المرأة في بعض مجالات العمل رفعت من مستويات الإنتاجية وحققت مردوداً ايجابياً واضحاً ومنها: - تمكن المرأة من تعديل نظرة الرجل للأنثى العاملة وحولتها لشراكة متكاملة بالعمل مع قبول الرجل التام لهذا الدور.- برزت المرأة العاملة دون الرجل في حل نوعيات خاصة من المشكلات التي ظهرت في مجالات عملها.- ساعد العمل المرأة في بناء ذاتها وتحسين مستويات التفكير، مما ساهم في حدوث تطوير تلقائي للمرأة وجعلها كفُـؤَة لتولي مناصب قوية وجبارة خاصة في النطاق القانوني والأمني. - تمكنت المرأة من توسيع دائرة الاختيارات في مجال العمل، حيث أن انفتاح المرأة على القيم الجديدة يجعلها أقدر على قبول مسؤوليات غير تقليدية في مجال الأعمال و تقلد المناصب، فهي ليست فقط المعلمة والطبيبة والممرضة ولكن برزت في الساحة مناصب جديدة وجريئة للمرأة فهي الآن قاضية، وكيلة نيابة، محامية، خبيرة جنائية وضابط أمني. وهكذا نجد أن الثروة البشرية هي عماد المجتمعات في التطور والتنمية والعطاء المستمر، لذلك نجد أن عجلة التطور لأي دولة لا يمكن أن تغفل كون المرأة هي ثروة حقيقية وطريق للتنمية وتطور المجتمع لا يمكن تجاهله وخاصة بعدما احتلته من مناصب مختلفة وشاركت في تسيير عجلة التنمية وبرهنت بجدارة أنها تستحق لقب أم وزوجة وأخت ومديرة وقاضية وخبيرة ومعلمة وطبيبة. فتحية إجلال لهذه المرأة العاملة.باحث علم جنائي - إدارة الأدلة المادية التابعة للنيابة العامة