أكد تقرير، أن زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إلى سويسرا اليوم، تأتي لتضفي المزيد من الزخم للعلاقات بين البلدين حيث من المنتظر توقيع عدد من الاتفاقات المهمة، تشكل نقلة نوعية في تدعيم التعاون الثنائي وتعود بالفائدة على الشعبين كما إن الزيارة فرصة للتباحث بين البلدين حول القضايا الدولية المختلفة في ظل مسعى البلدين الدائم نحو عالم أكثر أمناً واستقراراً. ومن المنتظر، وفقاً للتقرير، أن تنتقل زيارة عاهل البلاد المفدى بالعلاقات البحرينية السويسرية إلى آفاق أرحب بما تتضمنه من توقيع المزيد من الاتفاقات، وتعزيز التفاهم المشترك حول القضايا الدولية في إطار مسعى البحرين لتعزيز التعاون الدولي وتدعيم السلام والأمن العالمي وثقافة الحوار والتلاقي ومحاربة التطرف والإرهاب. وتميزت العلاقات البحرينية السويسرية على الدوام، بأنها علاقات تعاون وصداقة وثيقة وممتدة في جميع المجالات فعلى المستوى السياسي بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ يونيو 1974 على مستوى السفراء. ويتفق الجانبان على مجموعة من الثوابت في علاقاتهما الدولية أهمها السعي لتعزيز الأمن والسلم الدوليين من خلال الدبلوماسية النشطة والدفع نحو حل النزاعات الدولية بالوسائل السلمية بعيدًا عن الصراعات والحروب التي لا يجني منها أحد شيئاً، واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لها.ووقع البلدان مذكرة تفاهم حول المشاورات السياسية بين وزارتي خارجيتي البلدين في 11 نوفمبر 2014. خلال الزيارة الرسمية لسكرتير الدولة السويسري للشؤون الخارجية للمملكة.ويقيم البلدان علاقات سياسية قوية مبنية على الثقة وهو ما تعكسه الزيارات العديدة المتبادلة بين البلدين، سواء على المستوى الرسمي أو التشريعي أو على مستوى القطاع الخاص، ومنها زيارة السفير جورج مارتن مساعد وزير الدولة للشئون الخارجية، ومدير الإدارة السياسية بوزارة خارجية الاتحاد السويسري في مارس 2016، وزيارة وزير الدولة للشؤون الخارجية للمملكة ايف روسيير في نوفمبر 2014، والتي استقبله خلالها عاهل البلاد المفدى، حيث أبرز جلالته الحرص المتبادل على تطوير العلاقات بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والسياحية والثقافية، منوهاً بالدور الهام الذي تضطلع به سويسرا وإسهاماتها مع المجتمع الدولي في ترسيخ الأمن والاستقرار وتعزيز السلام العالمي.كما زار المملكة مساعد وزير الخارجية السويسري والمدير العام لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية السويسرية فولفغانغ أماديوس برولهارت في يناير 2013. وفي أبريل 2015 زار وفد من الاتحاد السويسري يرأسه سفير الاتحاد السويسري إتيان تيفو المملكة، وضم الوفد رئيس قسم حقوق الإنسان بوزارة الخارجية فيرونيك هالر، ونائب رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية توماس غوربر. وعلى الجانب البحريني، شهدت الزيارات المتبادلة زيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء إلى سويسرا في يونيو 2007 للمشاركة في اجتماعات الدورة الخامسة والتسعين لمؤتمر العمل الدولي المنعقدة في جنيف كضيف شرف، حيث ألقى سموه كلمة أمام المؤتمر كما تفضل سموه بافتتاح فعاليات اليوم البحريني الذي أقامته وزارة العمل بالتعاون مع منظمة العمل الدولية.كما زار وكيل وزارة الخارجية السفير عبدالله عبداللطيف سويسرا في فبراير 2015، إلى جانب زيارة وفد من مجلس الشورى للبرلمان السويسري في مارس 2014 وغيرها الكثير من الزيارات.اقتصادياً، هناك تعاون كبير بين البلدين وعلى وجه الخصوص في مجالات الأنشطة المالية والسياحة، حيث تشترك المملكة والاتحاد السويسري في كونهما مركزان ماليان يعتد بهما على مستوى العالم.وتعد البحرين مركزاً مالياً في المنطقة منذ السبعينات واكتسبت منذ تولي عاهل البلاد المفدى مقاليد الحكم سمعة دولية كبيرة حتى صارت البحرين مقرًا لأهم البنوك والشركات المالية العالمية، أما سويسرا فتعتبر أهم مركز مالي في أوروبا والعالم، حيث أنها تحتفظ بثلث حجم الثروة العالمية الخاصة. كما أن معظم الشركات العالمية والمتعددة الجنسيات تستعين بالمصارف السويسرية للقيام بخدماتها المالية. وعلى الرغم من أن الموقع الجغرافي للبلدين ساعدهما ليكونا مركزاً مالياً مهماً، إلا أن سمعة مصارفهما ومواردهما البشرية لعبت دوراً مهماً في نجاحهما المالي. ويمكن للبلدين استثمار هذا النجاح في تدعيم التعاون في هذا الجانب وكذلك في مجال السياحة حيث تسهم السياحة بنسب يعتد بها في الدخل القومي لكلا البلدين نتيجة لجهودهما في تطويرها وتنويع نشاطاتها.ويرتبط البلدان بالعديد من الاتفاقات سواء على المستوى الثنائي مثل اتفاقية تنظيم النقل الجوي التي تم التصديق عليها في 2011 واتفاقية الإعفاء المتبادل من الضرائب المفروضة على الدخل ورأس المال الناتج عن عمليات النقل الجوي والبحري الدولية عام 2004، ومثلت الاتفاقيتان نقله هامة على طريق دعم وتطوير العلاقات الاقتصادية بين البحرين والاتحاد السويسري وتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي بينهما وتوفير الإطار القانوني اللازم له بما يخدم المصلحة المشتركة للجانبين. وهناك اتفاقات على المستوى الجماعي، كاتفاقية «الافتا» التي تم التوقيع عليها في 22 يونيو 2009 ودخلت حيز النفاذ في 1 سبتمبر 2013 بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من جهة وكلا من الاتحاد السويسري والنرويج وآيسلندا وليختنشتاين من جهة أخرى. إلى جانب اتفاقية إقامة منطقة تجارة حرة بين دول الخليج ورابطة «الافتا» في يوليو 2015، حيث ساعدت الاتفاقية في ارتفاع معدل التبادل التجاري بين البلدين من 66 مليون دينار عام 2011 إلى أكثر من 100 مليون دينار عام 2015. وتضمنت الاتفاقية إزالة الرسوم الجمركية في التجارة بين البلدين.وتعد صفائح الألمنيوم وسبائك الألمنيوم الخام والتلسكوبات البصرية والآلات الفلكية أهم صادرات البحرين إلى الاتحاد السويسري. أما أهم واردات البحرين من الاتحاد السويسري فهي المجوهرات والساعات وخامات الألمنيوم والمركزات وقطع غيار لتوربينات الغاز والأدوية. ويبلغ عدد الوكالات التجارية السويسرية المسجلة لدى وزارة الصناعة والتجارة والسياحة 94 وكالة، كما يبلغ عدد فروع الشركات التجارية السويسرية المسجلة في المملكة 8 أفرع، وهناك 11 شركة بها مساهمون سويسريون.يذكر أن هناك تعاوناً جيداً بين البحرين والاتحاد السويسري في مجالات التنمية البشرية، حيث تستعين المملكة بالخبرات السويسرية المتقدمة في مجال التعمير والبيئة، كما إن هناك تعاوناً كبيراً في المجال الصحي في مجال التدريب وتبادل الخبرات بين البلدين. واستضافت البحرين مؤتمر الرقابة الدوائية في يناير 2009 الذي نظمته هيئة المعلومات الدوائية ومقرها سويسرا، كما أن هناك تنسيقاً دائماً لإجراء زيارة بعض الأطباء السويسريين إلى البحرين. وسهلت سويسرا زيارة مواطني البحرين إليها واتخاذ الإجراءات العاجلة لتسهيل هذه العملية، حيث تم افتتاح مكتب إصدار تأشيرات شينجن لسويسرا في المملكة عام 2014. وهناك تعاون أيضاً في مجال رعاية الشباب والرياضة ويسعى البلدان لتنظيم برامج مشتركة في هذين القطاعين.