عواصم - (وكالات): كشف قائد القوة البحرية في الحرس الثوري الإيراني، الأدميرال علي فدوي، عن إرسال وحدات بحرية خاصة إلى شواطئ سوريا، وذلك بالتزامن مع مفاوضات تجريها إيران مع تنظيم «جيش الفتح» من أجل إطلاق سراح أسراها وجثث قتلاها الذين سقطوا بمعارك خان طومان في ريف حلب الجنوبي الجمعة الماضي، في حين تحدثت مصادر معارضة عن وصول إمدادات عسكرية وحشود كبيرة من قوات الرئيس بشار الأسد والقوات الإيرانية من قاعدة حميميم باتجاه حلب شمال البلاد، في محاولة للضغط على المعارضة المسلحة وتحقيق انتصارات ميدانية. وعادت الأوضاع إلى المربع الأول فجر أمس بحلب بين قوات النظام والمعارضة المسلحة بعدما انتهت التهدئة المعلنة بين الطرفين من دون تمديد، وتبادل الطرفان عمليات القصف واستهدفت قوات النظام أحياء سكنية، فيما أكدت مصادر أن المعارضة السورية استعادت السيطرة على كامل مخيم حندرات في ريف حلب، في وقت تعرضت قرية الزارة بريف حمص لغارات روسية بعد سيطرة فصائل من المعارضة عليها، في حين أعلن الصليب الأحمر منع قوات الأسد قافلة المساعدات الإنسانية الأولى إلى داريا منذ بدء حصارها في 2012، من دخول البلدة التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة في سوريا. ونقلت وكالة «نادي المراسلين الشباب» التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، عن فدوي تأكيده إرسال وحدة خاصة من القوات البحرية التابعة للحرس الثوري إلى سوريا، وذلك في تصريحات له، أثناء تشييع قائد مغاوير القوات الخاصة، الذي مات قبل يومين في ظروف غامضة أثناء مهمة بمياه الخليج العربي. ورداً على سؤال حول تواجد القوات البحرية الإيرانية على السواحل السورية، قال فدوي «الثورة الإسلامية لا حدود لها، وأينما تطلب الأمر سيتواجد الحرس للدفاع عن الثورة»، على حد تعبيره.من جهة أخرى، أكد النائب بمجلس الشورى الإيراني والمتحدث باسم لجنة الأمن القومي، نوذر شفيعي، أن «هناك مفاوضات تجريها إيران مع تنظيم «جيش الفتح» - وهو تحالف لفصائل إسلامية معارضة في سوريا - من أجل الإفراج عن الأسرى الإيرانيين من قوات الحرس الثوري، الذين وقعوا بقبضة التنظيم، بعد معركة خان طومان بريف حلب. كما تحدثت مواقع إيرانية أن المفاوضات تشمل تسليم جثث 13 قتيلاً من الحرس الثوري قتلوا بنفس المعارك. من ناحية أخرى، ما زالت أصوات المعارك تسمع في أنحاء عدة من سوريا، مع غارات مكثفة للنظام على معقل الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وسيطرة تنظيم القاعدة وحلفائه على قرية علوية وسط البلاد، بالإضافة إلى معارك بين مقاتلي المعارضة وتنظيم الدولة «داعش» في الجنوب.وفي حلب، ثاني كبرى مدن البلاد، انتهى مفعول «نظام التهدئة» المؤقت الذي تم التوصل إليه قبل أسبوع بين الأطراف المتحاربة، من دون الاتفاق على تمديد في اللحظات الأخيرة على غرار مناسبتين سابقتين. من جانبه، اعتبر المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية رياض حجاب أن «خمس سنوات مضت والشعب السوري يموت. لم نعد نريد اقوالا، بل افعالا من اصدقائنا». وطالب حجاب بالحصول على أسلحة مضادة للطائرات لمواجهة القصف، داعياً أيضاً إلى اتخاذ تدابير ضد النظام الذي يستفيد بحسب تعبيره من «ضوء أخضر للمضي في تجاوزاته». وفي محافظة حماة وسط سوريا، سيطرت جبهة النصرة ومجموعات إسلامية على بلدة الزارة العلوية.