عواصم - (وكالات): أعلنت مصر واليونان العثور على أولى قطع حطام الطائرة المصرية المنكوبة التي تحطمت فجر أمس الأول قرب سواحل اليونان الأول عندما كانت متجهة في رحلة من باريس إلى القاهرة. وتم انتشال مقاعد وحقائب من البحر قبالة سواحل مصر غداة تحطم طائرة «مصر للطيران» في المتوسط لأسباب مازالت غامضة. وأعلن الجيش المصري عثور طائراته وزوارقه على أولى قطع حطام طائرة إيرباص «إيه 320» على مسافة 290 كلم شمال الإسكندرية مؤكداً «استكمال أعمال البحث والتمشيط وانتشال ما يتم العثور عليه». من جهة أخرى أفاد وزير وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس بأنه تم العثور على «أشلاء من جثة واحدة ومقعدين وحقيبة أو حقائب عدة» بين بقايا الطائرة.وفي وقت سابق، عثرت السلطات اليونانية على «مواد طافية» وسترات نجاة قيل إن المرجح أن تكون من الطائرة. لكن نائب رئيس شركة مصر للطيران أحمد عادل قال لقناة «سي إن إن» الأمريكية إن الحطام الذي عثر عليه اليونانيون ليس من الطائرة المنكوبة. ولاحقاً أكدت «مصر للطيران» في بيان انتشال الجيش «مزيداً من الحطام وأغراضاً تعود للركاب وأشلاء بشرية وحقائب ومقاعد». وقدم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تعازيه إلى أسر الضحايا وهو ما يرقى إلى تأكيد رسمي مصري لوفاة الركاب. في هذه الأثناء أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية أن أحد أقمارها الاصطناعية التقط صورة ما يبدو أنه بقعة نفط «بطول كيلومترين» في البحر «تبعد 40 كلم جنوب شرق الموقع الأخير للطائرة» المصرية. وتأمل السلطات بأن تسهم هذه القطع الأولى في توضيح أسباب اختفاء أثر الرحلة إم إي 804 المفاجئ من شاشات الرادار في أثناء تحليقها، دون رصد أي مشاكل، وسط طقس صاف شرق المتوسط. وتبحث السلطات المصرية وخبراء بجدية فرضية تعرض الطائرة لهجوم إرهابي، إذ لم يصدر طاقمها أي نداء استغاثة قبل تحطمها المفاجئ بعد انعطاف حاد في الجو فيما بدأت السقوط. وأعلنت «مصر للطيران» استقبال أقارب الركاب الذين بلغ عددهم 66 شخصاً بينهم 30 مصرياً و15 فرنسياً منهم طفل ورضيع، في فندق حيث قام مسؤولون فيها باطلاعهم على آخر المستجدات. وفي باريس أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت لشبكة «فرانس 2» «أننا ندرس كل الفرضيات، لكن ليس لدينا أي فرضية مرجحة، لأننا لا نملك أي مؤشر على الإطلاق حول أسباب» تحطم طائرة. وفي الواقع لا يجيز أي عنصر ملموس ترجيح فرضية الحادث أو الاعتداء. ولم تتبن الحادث أي مجموعة مسلحة ناشطة في الشرق الأوسط، على غرار الفرع المصري لتنظيم الدولة «داعش»، «ولاية سيناء» الذي سارع إلى تبني انفجار عبوة في طائرة السياح الروس في 31 أكتوبر الماضي بعد إقلاعها من شرم الشيخ جنوب شرق مصر متوجهة إلى موسكو. وقتل ركاب الطائرة الـ224 جميعاً. ومع توخي الحذر الشديد وتأكيد عدم استبعاد أي فرضية لتفسير سقوط الطائرة، قال وزير الطيران المدني المصري شريف فتحي إن الظروف المحيطة بتحطم الطائرة «توحي بأن فرضية هجوم إرهابي (...) قد تبدو الاحتمال الأرجح أو الاحتمال المرجح»، مضيفاً «لكنني لا أريد القيام باستنتاجات متسرعة». وأضاف آيرولت من جهته «أن فرنسا تشارك مع مصر واليونان ودول أخرى، وبات هناك طائرة في الموقع، وستتبعها طائرة أخرى وسفن». كما أرسلت باريس 4 محققين هم 3 عناصر من مكتب التحقيق والتحليل ومستشار فني من شركة إيرباص، وصلوا إلى مصر للمشاركة في التحقيق حول أسباب الحادث، وسيلتقون نظراءهم في الطيران المدني المصري. وتحطمت الرحلة «إم إس 804» فجر أمس الأول بين جزر جنوب اليونان وسواحل شمال مصر. وذكرت شركة مصر للطيران أن الطائرة كانت تنقل 56 راكباً بينهم طفل ورضيعان بالإضافة إلى طاقم من 7 أفراد و3 عناصر أمن. وأضافت أن الركاب هم 30 مصرياً و15 فرنسياً وبريطاني وكندي وبلجيكي وبرتغالي وجزائري وسوداني وتشادي وعراقيان وسعودي وكويتي. وأكدت أوتاوا لاحقاً أن بين الركاب كنديين اثنين. ويحمل العديد من المصريين جنسيتين. وأعلن وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس أن الطائرة «قامت بانعطافة 90 درجة إلى اليسار ثم 360 درجة إلى اليمين أثناء هبوطها من ارتفاع 37 ألف قدم إلى 15 ألف قدم» قبل أن تختفي عن شاشات الرادار فيما كانت على ارتفاع عشرة آلاف قدم. وقد اختفت عن شاشات الرادار وهي داخل المجال الجوي المصري، بحسب الطيران المدني اليوناني. ولم يكن الطيار أفاد بـ «أي مشكلة» في آخر اتصال له مع المراقبين الجويين اليونانيين قبل ذلك بعشرين دقيقة. وبحسب السلطات اليونانية، فان الطائرة سقطت على مسافة 130 ميلاً بحرياً «240 كلم» قبالة سواحل جزيرة كارباثوس. من جهته، قال خالد الجميل وهو رئيس طاقم ضيافة وعضو اللجنة النقابية للعاملين بشركة مصر للطيران إن «الطيار محمد سعيد علي شقير له خبرة 15 عاماً وكان مسؤولاً عن تدريب وتأهيل صغار الطيارين». وأضاف أن «الطيار من أسرة طيارين وكان عمه طياراً كبيراً في مصر للطيران وابن عمه طيار». ومضى قائلاً إن «شقير كان محبوباً جداً وكان يحل الخلافات بين أي اثنين من زملائه». ولم تظهر أي ميول إسلامية في صفحة شقير على «فيسبوك» بل تضمنت انتقادات لجماعة الإخوان المسلمين ومشاركات لكتابات مؤيدة للسيسي كما نشرت فيها صور له وهو يضع نظارات الطيارين. وتأتي الكارثة الجوية الجديدة فيما تواجه مصر مشكلات أمنية واقتصادية متفاقمة. وأدى إسقاط طائرة السياح الروس في 31 أكتوبر الماضي إلى تراجع اكبر لقطاع السياحة الذي يعتبر أساسياً للاقتصاد المصري، في وقت يواصل «داعش» هجماته في مصر مستهدفاً بصورة خاصة قوات الأمن. وتسبب سقوط الطائرة الروسية في أضرار شديدة لصناعة السياحة المصرية التي تعد من أهم موارد النقد الأجنبي للدولة التي يزيد عدد سكانها على 80 مليون نسمة. ومن شأن أي حادث مماثل تبديد الآمال في انتعاش السياحة.ورغم أن معظم الحكومات لزمت الحذر إزاء القفز إلى استنتاجات سابقة لأوانها كتب المرشح الجمهوري المحتمل لرئاسة الولايات المتحدة دونالد ترامب في صفحته على «تويتر» يقول إن سقوط الطائرة بدا هجوماً إرهابياً جديداً. وطالب ترامب الغرب بالحزم والذكاء واليقظة. وبعد ساعات من تغريدته قالت المرشحة الديمقراطية المحتملة للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون إنه يبدو أن الحادث عمل إرهابي. لكنها أضافت أن التحقيق في الحادث سيكشف ملابساته. وذكر مسؤولون من عدة وكالات أمريكية أن مراجعة أمريكية لصور التقطتها أقمار صناعية لم تظهر حتى الآن أي مؤشرات على حدوث أي انفجار على متن طائرة مصر للطيران. وأضافوا أن الولايات المتحدة لم تستبعد أي فرضيات وراء الحادث بما في ذلك الخلل الفني أو الإرهاب أو إجراء متعمد من جانب الطيار أو الطاقم.