يرعى سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى اليوم افتتاح معرض «طائرة سبيت فاير» الذي يأتي كثمرة تعاونٍ بين شركة «بي أيه إي سيستمز» وهيئة البحرين للثقافة والآثار، في متحف البحرين الوطني.ويحتفي المعرض، بتراث الطيران المدني والعسكري المشترك بين البحرين والمملكة المتحدة، حيث يأتي تنظيمه بدعمٍ من «بي أيه إي سيستمز» ومتحف سلاح الجو الملكي البريطاني بالمملكة المتحدة.جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي نظمته مديرة إدارة الثقافة والفنون في هيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة، والمدير العام لشركة أنظمة الدفاع الجوي «بي أيه إي سيستمز» أندي ويلسون.وقالت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: إنه «تزامناً مع احتفالنا بـ200 عام من العلاقات مع المملكة المتحدة، يسرّنا أن نطلق هذا المعرض المميز الذي يستعرض لمحاتٍ من هذه العلاقة الطويلة والمتينة التي تربطنا بالمملكة المتحدة في مجال الطيران العسكري والمدني، والذي سيوفّر للجمهور فرصة للتعرف عن كثبٍ على الطائرات المختلفة التي تجسّد التعاون المهم بين البلدين الصديقين».وأضافت الشيخة مي بنت محمد: «نحن نؤمن أن العلاقات البحرينية البريطانية هي علاقة ذات أبعاد تاريخيةٍ متعددة المستويات، ونفخر بأن يقام هذا الحدث تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وذلك إذ يدل على حرص سموه على الاهتمام بمثل هذه الفعاليات التي تسلّط الضوء على الثقافة الغنية والتي تتميز بها البحرين».وستكون «سوبر مارين سبيت فاير»، الأيقونة محطّ أنظار زوار هذا المعرض، كونها أشهر طائرة مقاتلة في التاريخ، فهذه الطائرة التي سجّلت أولى رحلاتها قبل 80 عاماً هي التي حمت الأجواء أثناء الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك أجواء البحرين. وقام متحف سلاح الجو الملكي البريطاني بالشراكة مع «بي أيه إي سيستمز» بإعارة نموذج الطائرة إلى متحف البحرين الوطني.فيما قال السفير البريطاني لدى البحرين سايمون مارتن: «لمن دواعي سروري أن تتاح لي الفرصة للاحتفال بالعلاقات الثنائية التي تربط البحرين والمملكة المتحدة في هذا العام التاريخي الذي نحتفل فيه بالذكرى المئوية الثانية على هذه العلاقة الوطيدة والغنية».وأضاف أن «الدفاع والأمن لطالما كانا من المجالات الرئيسة التي تعاونا فيها لتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين، ويتجسد هذا الأمر بوجود طائرة سوبرمارين سبيت فاير الأيقونة التي ستُعرض طوال موسم الصيف في متحف البحرين الوطني.. آمل أن يتسنّى لأكبر عددٍ ممكنٍ من الزوار رؤية هذه الطائرة الجميلة والتاريخية والتعرف على الدعم المهم الذي قدمته البحرين للمملكة المتحدة أثناء الحرب العالمية الثانية».ومازالت الطائرة تحتفظ بمركزها كأشهر طائرة مقاتلة خاضت معارك الحرب العالمية الثانية، بيد أنها لم تكن تحارب بمفردها، حيث مول الصندوق الخليجي للمقاتلات، الذي شاركت فيه البحرين، شراء 11 نموذجاً من هذه الطائرة لدعم المجهود الحربي، وساهمت في الصندوق كافة شرائح المجتمع في الخليج العربي والذي بلغ مجموعه 50 ألف جنيه إسترليني (31 ألف دينار)، حملت 6 مقاتلات «سبيت فاير» اسم دولة البحرين على هيكلها.كبير المستشارين العسكريين في «بي أيه إي سيستمز» ورئيس مجلس أمناء متحف سلاح الجو الملكي البريطاني السير جلين تروبي، قال «هذا يوم حافل بالتميز للبحرين وقطاع الطيران على حد سواء، ولطالما كانت العلاقة بين المملكة المتحدة والبحرين علاقة وثيقة، كما يشير إلى ذلك الاحتفال بالذكرى المئوية الثانية على تأسيس هذه العلاقة».وأكد أن إحضار طائرة «سبيت فاير» إلى البحرين لدعم المعرض والاحتفالات المقامة في إطار هذه الذكرى أمرٌ نسعد به، ومثّل شراء البحرين 6 نماذج من هذه الطائرة لصالح سلاح الجو الملكي البريطاني أثناء الحرب العالمية الثانية مؤشراً مهماً على دعمها للمملكة المتحدة.وقال حظيت هذه الخطوة التي جاءت في فترةٍ بالغة الخطورة بتقديرٍ كبيرٍ من قبل سلاح الجو الملكي البريطاني. ويصادف هذا العام الذكرى السنوية الـ80 لأول رحلةٍ قامت بها «سبيت فاير» وكذلك الذكرى الـ40 لتسيير أول رحلةٍ لطائرة الكونكورد التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والتي حطّت في البحرين، وبالتالي فهي ذكرى طيبة لهاتين الطائرتين الأيقونتين، وكذلك للعلاقة بين البحرين والمملكة المتحدة».وذكرت الشيخة هلا، أن الطائرة تحمل تاريخاً بين البلدين من العلاقات الدبلوماسية والتي غطت كافة المجالات، مضيفة أن البحرين ساهمت في الحرب العالمية الثانية بست طائرات.وأشادت بالجهود التي بذلها طلبة قسم الهندسة في كلية البوليتيكنك خلال 3 أيام، حيث قاموا فيها ضمن فريق محترف بتركيب هذه الطائرة مرة أخرى في متحف البحرين، ما يبرز تقنية ومهارة طلبة البحرين.فيما أشاد المدير العام لشركة أنظمة الدفاع الجوي «بي ايه اي سيستمز» أندي ويلسون، بإقامة هذا المعرض الذي يتزامن مع ذكرى مرور 200 عام على علاقات الصداقة القوية والتي تربط البلدين في مختلف الميادين، منوهاً بأن هناك الكثير من قصص التعاون بين المملكة المتحدة والبحرين في مجال الطيران.وسيتضمن المعرض عدداً من الطائرات الأخرى، وهي: طائرة «آنسون»، التي تم تصميمها وبناؤها في شمال غرب إنجلترا من قبل شركة «آفرو»، والتي استخدمتها شركة «جلف أفييشن» العام 1950، وأصبحت لاحقاً شركة طيران الخليج، الناقل الوطني للمملكة.كما يتضمن المعرض طائرة «فيكرز في سي 10»، التي استخدمت للرحلات التجارية إلى البحرين من قبل شركة الخطوط الجوية البريطانية بدءاً من العام 1964 ومن قبل طيران الخليج بدءاً من سبعينات القرن العشرين. وكانت النماذج التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني تتخذ من البحرين قاعدةً لها أثناء حرب الخليج العام 1991. ويضم المعرض أيضاً طائرة «بلاكبيرن باكانير»، التي استخدمها سلاح الجو الملكي البريطاني في قاعدة المحرّق الجوية، وتم تصميم وبناء الطائرة في مصنع بمدينة برُوْه في إنجلترا، وهو ذات المصنع الذي تم فيه بعد 40 سنة بناء أسطول طائرة «هوك» التدريبية لصالح سلاح الجو الملكي البحريني، وطائرة «كونكورد» التي احتفلت في يناير الماضي بالذكرى الـ40 لتسيير أولى رحلاتها إلى البحرين، وكان ذلك في 21 يناير العام 1976، وكانت تلك الرحلة علامة فارقة في تاريخ الطيران كونها أول رحلة جوية تجارية فاقت سرعتها سرعة الصوت. ولم تستغرق تلك الرحلة التي انطلقت من مطار لندن هيثرو وحطّت في البحرين سوى 3 ساعات و17 دقيقة فقط. ومن بين السابقات التي سجلتها هذه الطائرة أيضاً أن المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة كان أول زعيم دولةٍ عربيةٍ يطير بسرعة تفوق سرعة الصوت. يذكر أن هذه الطائرة تم تصميمها وبناؤها من قبل شركة الطائرات البريطانية التي أصبحت لاحقاً شركة (بي أيه إي سيستمز).يشار إلى أن هذه الطائرات مجتمعة تحكي قصة التطور والإبداع التي شهدتها صناعة الطيران في المملكة المتحدة وكيف كانت ولازالت البحرين سبّاقةً في دعم وتبنّي أحدث التقنيات الجديدة.وسيستمر المعرض حتى 23 أكتوبر، إذ سيتسنى للزوار خلاله مشاهدة مقاطع فيديو لطائرة «سبيت فاير» وهي تخوض معارك الحرب العالمية الثانية والتقاط الصور التذكارية مع الطائرات المعروضة والتعرّف على كل ما يتعلق بتاريخ الطيران في البحرين.وسيقام على هامش المعرض برنامجاً خاصاً يمنح طلاب المدارس في البحرين الفرصة لمعرفة المزيد عن عالم الطيران والبحرين عبر وسائل تعليمية ممتعة.