عواصم - (وكالات): منحت فصائل مقاتلة بينها «جيش الإسلام» و»فيلق الشام»، الأطراف الراعية للهدنة المعمول بها في سوريا منذ نهاية فبراير الماضي، أي واشنطن وموسكو، مهلة 48 ساعة لإإلزام قوات الرئيس بشار الأسد وقف هجومها على مناطق عدة قرب دمشق. وأمهل 39 فصيلاً مقاتلاً في بيان تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي «الأطراف الراعية لاتفاق وقف الأعمال العدائية مدة 48 ساعة لإنقاذ ما تبقى من الاتفاق والزام نظام الأسد وحلفائه بالوقف الكامل والفوري للهجمة الوحشية التي يقوم بها على مدينة داريا ومناطق الغوطة الشرقية».ويسري منذ 27 فبراير الماضي وقف للأعمال القتالية في سوريا طبقاً لاتفاق أمريكي روسي، إلا أنه شهد انتهاكات في مناطق عدة بينها الغوطة الشرقية كما انهار في مدينة حلب في 22 ابريل الماضي حيث قتل نحو 300 مدني في اسبوعين.واعتبرت الفصائل المقاتلة أن قصف قوات النظام «لكافة المناطق المحررة وخصوصاً مدينة داريا، وعجز المجتمع الدولي عن إدخال علبة حليب اطفال واحدة» اليها و»الحملة الوحشية وغير المسبوقة» عليها، جميعها أسباب دفعتها إلى «اعتبار اتفاق وقف الأعمال القتالية بحكم المنهار تماماً». وتحاصر قوات النظام مدينة داريا منذ عام 2012 وهي تقع جنوب دمشق وبمحاذاة مطار المزة العسكري. وأكدت الفصائل في بيانها أنها «ستتخذ كل الإجراءات الممكنة وسترد بكل الوسائل المشروعة للدفاع عن اهلها وفي جميع الجبهات الى حين الوقف الكامل لعدوان النظام المجرم على جميع المناطق المحررة وخصوصاً مدينة داريا»، مطالبة قوات النظام بالتراجع إلى المواقع التي كانت فيها ما قبل الهجوم الذي بدأ في 14 مايو. وبعد يومين من منع دخول قافلة مساعدات تحمل حليب اطفال وادوية الى داريا، قصفت قوات النظام منتصف مايو الحالي المدينة في شكل كثيف. وتدور منذ ذلك الحين اشتباكات متقطعة مع الفصائل المقاتلة، وتحدث موقع «المصدر» الاخباري والمقرب من النظام السوري عن «عملية عسكرية ضخمة» لاستعادتها خلال الايام المقبلة. وفي 19 مايو الحالي، سيطرت قوات النظام السوري ومقاتلون من «حزب الله» اللبناني على بلدة دير العصافير و9 قرى في محيطها جنوب الغوطة الشرقية. واكدت الفصائل انها «تفكر جديا بالانسحاب من العملية السياسية» التي وصفتها بانها «عقيمة».وخلصت الى ان بيانها يعتبر «بمثابة بلاغ رسمي لكافة الجهات المعنية».وأكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي يتخذ من إسطنبول مقراً، في بيان «دعمه للقرار الذي اتخذته الفصائل العسكرية وقوى الجيش السوري الحر بخصوص اتفاق وقف العمليات العدائية»، مشدداً على «دعمه الكامل لمطالبها». وقتل عشرات المدنيين في غارات جوية شنتها روسيا ونظام الأسد على مناطق سكنية في بلدات ومدن تسيطر عليها المعارضة الأسبوع الماضي. في سياق متصل، تسبب قصف طائرات النظام السوري في محافظتي إدلب وحمص في سقوط قتلى وجرحى، كما شهدت مناطق بريف دمشق قصفاً ومعارك أسفرت عن تقدم للمعارضة ببلدة داريا، بينما تسببت القنابل العنقودية الروسية في سقوط قتلى بحلب. وفي تطور اخر، دخلت الحرب على تنظيم الدولة «داعش» في سوريا منحىً جديداً، حيث قام قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، الجنرال جوزيف فوتيل، بزيارة سرية إلى الشمال السوري هدفها التحضر لهجوم الرقة، معقل «داعش» في سوريا.والتقى الجنرال فوتيل، خلال الساعات الـ11 التي أمضاها في سوريا، مع خبراء عسكريين أمريكيين يعملون مع مقاتلين عرب سوريين، كما اجتمع مع قادة من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن.وأبلغ قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، وهو أرفع مسؤول أمريكي يزور سوريا منذ انطلاق العملية العسكرية الأمريكية ضد التنظيم، فريق من الصحافيين، رافقه في رحلته القصيرة، أن زيارته هدفت لبناء تحالفات تجمع العرب والأكراد في مواجهة «داعش».