انسحبت القوات النظامية السورية من مدينة اساسية في جنوب سوريا اليوم السبت بعد اشتباكات عنيفة لايام مع كتائب من المعارضة، في وقت تمكن مقاتلون أكراد من السيطرة على معبر حدودي مع العراق اثر معارك مستمرة مع متطرفين اسلاميين مرتبطين بتنظيم القاعدة.سياسيا، وصل الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي الى طهران ضمن جولته الاقليمية الساعية الى بناء توافق حول عقد مؤتمر جنيف 2 لحل الازمة السورية المستمرة منذ 31 شهرا والتي اوقعت اكثر من 115 الف قتيل.وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان مقاتلين معارضين سيطروا على مدينة طفس التي تفصل شرق محافظة درعا عن غربها "بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية استمرت اسابيع"، وقتل خلالها العشرات من الطرفين.واوضح ان قوات النظام انسحبت كذلك من مواقع مجاورة لطفس، وباتت اقرب نقطة لها على بعد عشرة كيلومترات من المدينة.وسجل مقاتلو المعارضة خلال الاسابيع الماضية تقدما في عدد من مناطق درعا الحدودية مع الاردن والمتصلة بريف دمشق حيث معاقل اساسية لمقاتلي المعارضة.في شمال شرق البلاد، افاد المرصد ان "وحدات حماية الشعب الكردي تمكنت فجرا من السيطرة على معبر اليعربية الحدودي مع العراق"، اثر اشتباكات مع الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة ومقاتلي الكتائب المقاتلة التي تسيطر عليه منذ آذار/مارس.وكان المقاتلون الاكراد بدأوا صباح الخميس محاولة للتقدم نحو اليعربية في محافظة الحسكة، وسيطروا الجمعة على أجزاء منها.وافاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي ان المقاتلين الاكراد "سيطروا خلال الايام الماضية على اربع قرى في محيط اليعربية، ونقاط عسكرية عدة"، متحدثا عن عدد كبير من القتلى لدى المتقاتلين.واليعربية ذات اهمية للطرفين، اذ تشكل ممرا مهما للسلاح والمقاتلين بين سوريا والعراق. وتتيح البلدة تواصلا للاكراد مع كردستان العراق، في حين يرى المقاتلون الاسلاميون المتطرفون فيها نقطة وصل مع غرب العراق حيث يحظى المقاتلون المرتبطون بالقاعدة بنفوذ واسع.وشهدت مناطق واسعة في شمال سوريا وشمال شرقها لا سيما قرب الحدود التركية والعراقية، معارك شرسة خلال الاشهر الماضية بين المقاتلين الاكراد التابعين في غالبيتهم الى حزب الاتحاد الديموقراطي، والاسلاميين المتطرفين.ويرى محللون ان الاكراد يسعون الى تثبيت سلطتهم الذاتية على الارض والموارد الاقتصادية في المناطق التي يوجدون فيها، ومنها الحكسة الغنية بالنفط، في استعادة لتجربة رفاقهم في كردستان العراق.اما "الدولة الاسلامية" بزعامة العراقي ابو بكر البغدادي، فتسعى الى طرد اي خصم محتمل لها من المناطق الحدودية مع العراق وتركيا.وتحظى المجموعات المتشددة ومنها ايضا جبهة النصرة، بنفوذ واسع في مناطق وجودها داخل سوريا، معتمدة على قوة مقاتليها وتمويلها وتسليحها الجيدين، وتعمل على تطبيق معايير اسلامية متشددة.ونفت جبهة النصرة ليل الجمعة مقتل زعيمها ابو محمد الجولاني. بعد ان اورد الاعلام الرسمي السوري خبر مقتله في ريف اللاذقية، ثم تراجع عنه في وقت لاحق.وتتواصل العمليات العسكرية في عدد كبير من انحاء البلاد، غداة مقتل 40 شخصا بينهم سبعة اطفال، على الاقل الجمعة في تفجير سيارة مفخخة قرب مسجد في قرية السوق في وادي بردى شمال غرب دمشق.وفي اطار التحضير لمؤتمر جنيف-2 الذي يفترض ان يضم ممثلين عن النظام والمعارضة وعن دول اقليمية ودولية معنية بالازمة السورية، وصل الاخضر الابراهيمي السبت الى طهران، ابرز الحلفاء الاقليميين للرئيس السوري بشار الاسد، غداة زيارته الدوحة الداعمة للمعارضة.وايران هي المحطة السابعة في جولة الابراهيمي التي شملت ايضا تركيا والاردن والعراق ومصر والكويت وسلطنة عمان، ومن المقرر ان تشمل دمشق.ويسعى الدبلوماسي الجزائري الذي سيتشاور في حصيلة جولته مع دبلوماسيين روس واميركيين، الى حصد توافق حول مؤتمر لحل الازمة محدد في 23 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وقد اعلن ان الكثير من الصعوبات تعترضه.ولم تتضح مواقف طرفي النزاع الاساسيين النهائية من المؤتمر بعد. ففي حين يعلن النظام مشاركته "من دون شروط"، يؤكد في الوقت نفسه رفضه محاورة "الارهابيين" والبحث في مصير الرئيس الاسد.في المقابل، يواجه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تباينا في الآراء بين اعضائه، الا انه يشدد على "ثوابت" ابرزها عدم التفاوض الا حول "انتقال السلطة بكل مكوناتها واجهزتها ومؤسساتها ثم رحيل" الاسد.وإزاء تفاقم الوضع الانساني في سوريا، دعت مسؤولة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس الجمعة مجلس الامن الى الضغط على طرفي النزاع ليسمحوا بايصال المساعدات الضرورية الى العديد من المناطق.وكان المرصد السوري وناشطون افادوا فرانس برس الجمعة ان نحو ثلاثة آلاف مدني يحتاجون الى مساعدات غذائية عاجلة في الاحياء التي يسيطر عليها المعارضون في مدينة حمص (وسط)، والمحاصرة من قوات النظام منذ اكثر من عام.في الاردن، قتلت لاجئة سورية طفلها المصاب بالتوحد عبر حقنه بالبنزين بعد محاولة فاشلة لشنقه من اجل ان "تريحه" من مرضه ومن الظروف التي تمر بها اثر الفرار من سوريا، على ما افاد مصدر امني الجمعة.وفي تداعيات النزاع على لبنان المجاور، ارتفعت الى تسعة قتلى حصيلة اشتباكات متقطعة تدور منذ الاثنين بين سنة وعلويين في مدينة طرابلس (شمال لبنان)، بحسب مصدر امني.