كتب - حسن عبدالنبي، عبدالله إلهامي:أعلنت شركة نسيج أمس عن اكتمال عملية تمويل أول مشروع شراكة بين القطاعين العام والخاص في المنطقة بنحو 450 مليون دولار يتمثل في بناء 2800 وحدة سكنية في المدينة الشمالية واللوزي. وستقدم «نسيج،» التي ستعلن عن بيانات طرح المشروع في وقت قريب، تقارير تتضمن آخر تطورات مشروع الشراكة بين القطاعين العام والخاص وذلك طوال مراحل تنفيذه، حيث من المتوقع تسليم أول الوحدات الإسكانية بحلول يونيو 2016 ثم ما تلبث أن تتبعها المراحل الأخرى التي سيتم استكمالها بحلول العام 2017.وستطور «نسيج» أكثر من 2800 وحدة إسكانية اجتماعية وميسرة في منطقتين استراتيجيتين هما المدينة الشمالية بقرابة 2000 وحدة والتي تعرف أيضاً بالمدينة الجديدة في شمال البحرين واللوزي بحوالي 832 وحدة. وأكد رئيس مجلس إدارة «نسيج» خالد جناحي، خلال مؤتمر صحافي أمس أن المشروع الذي يجمع بين مؤسسات حكومية وخاصة يهدف إلى تقديم حلول إسكانية في متناول اليد نتيجة للتحديات الإسكانية المتزايدة. وقال جناحي: «تم الحصول على التمويل لهذا المشروع الرئيس من قبل بنك الإثمار.. من شأن هذه الخطوة أن تدفع الرؤية المشتركة بين وزارة الإسكان وشركة نسيج لتحويل المشروع إلى حقيقة واقعة».إلى ذلك، أكد القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لشركة «نسيج» محمد خليل السيد أن شراكة الشركة مع القطاع العام استغرقت 3 أعوام ونصف لطرح المشروع، موضحاً أنه سيتم بدء العمل الفعلي في تلك الوحدات خلال الأشهر الـ3 القادمة.وأضاف السيد أن «نسيج» ستطرح 367 وحدة سكن ميسر للبيع، من بينها 202 شقة بأسعار تتراوح بين 45-80 ألف دينار، و165 فيلا بمتوسط 100 ألف دينار للفيلا الواحدة، مضيفاً أن مدة العقد خمس سنوات، بينما مدة تنفيذ وتسليم الوحدات أقل من ذلك.وقال السيد إنه لا يمكن إلقاء اللوم على وزارة الإسكان لتأخر المشروع 3 سنوات ونصف، باعتبار أن تركيبته معقدة من الناحية القانونية والمالية والفنية، موضحاً أن إجمالي وحدات المشروع كان من المفترض أن تكون 4200 وحدة، في اللوزي والمدينة الشمالية والبحير، إلا أنه تم استثناء البحير نتيجة لوجود مخلفات عميقة، أي أن عدد الوحدات تقلص بمقدار 1400 وحدة ما أدى لاستمرار المشروع بسهولة.ويعتبر المشروع أكبر مشروع إسكاني تم تطويره في البحرين من خلال المشاركة مع القطاع الخاص، ومن المتوقع أن يضع مؤشراً جديداً للمشاريع الإسكانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مينا). إلى ذلك، قال جناحي: «بدأ العمل على هذا المشروع قبل 3 سنوات ونصف، ونظراً لتعقيد المشروع بسبب مشاركة عدة أطراف فيه، فقد أدى ذلك لوضع التزام الجميع على المحك وتطلب ذلك القيام باستثمارات كبيرة من حيث الوقت والجهد. فعلى سبيل المثال، قامت نسيج باستثمار أكثر من 7 ملايين دولار في مشروع مشاركة هذين القطاعين العام والخاص حتى قبل أن يتحول المشروع إلى حقيقة». واستطرد: «الإسكان الميسر ربما يعتبر أكثر التحديات الاجتماعية والاقتصادية الملحة التي نواجهها هذه الأيام. وهو يمثل أيضاً مسألة بالغة الأهمية من ناحية تجارية بالنسبة للمطورين الملتزمين الذين يفضلون الفرص الاستثمارية الحذرة القابلة للاستدامة على المصالح ذات المدى القصير».وواصل: «نأمل أن يحذو المستثمرون المتميزون والمطورون الذين يشعرون بالمسؤولية حذونا قريباً، وبعد أن يدركوا حجم الفرصة الاستثمارية المتوافرة وآثارها الاجتماعية سيبدؤون بالنظر إلى أدوارهم من ناحية استراتيجية». وقامت «نسيج» بتأسيس شركة المشروع المملوكة لها بالكامل وهي شركة شراكة للمشاريع الإسكانية، وذلك في أعقاب مراسم توقيع اتفاقيات المشروع مع وزارة الإسكان، في شهر يناير من عام 2012، بهدف تنفيذ المشروع إضافةً إلى تشكيل ائتلاف من شركات المقاولات الكبيرة من الأسماء المرموقة وهي سيباركو البحرين وتشيس منارة وتيرنا للمقاولات لتنفيذ الأعمال في مختلف مواقع المشروع. وإضافةً إلى ذلك، قامت «نسيج» في وقت سابق بجمع ائتلاف من الشركات الاستشارية الدولية والمحلية التي تمتلك خبرة مرموقة في وضع المخططات الرئيسة والهندسة المعمارية وتصميم مشاريع البنية التحتية وتصميم مشاريع الإسكان والبناء وتصميم أعمال التشجير وإدارة المرافق والخدمات الاستشارية المالية والقانونية واستشارات التكاليف وخدمات إدارة المشاريع.وقال جناحي: «استطعنا الجمع بين أكبر الأسماء اللامعة في العالم من العديد من القطاعات المختلفة ضمن هذه الشراكة.. قمنا أيضاً باستثمار أوقات طويلة ومبالغ طائلة وجهود مضنية لتحقيق هذا الهدف ورفضنا العديد من الفرص المتميزة التي تم تقديمها إلينا في أعقاب الأزمة المالية العالمية وركزنا بدلاً من ذلك على هذه الشراكة بين القطاعين العام والخاص». من جهته قال الرئيس التنفيذي بالوكالة لبنك الإثمار، أحمد عبدالرحيم: «باعتباره مصرفاً إسلامياً بالتجزئة، يدرك بنك الإثمار مسؤولياته تجاه مساهميه وتجاه المجتمع الذي يزاول فيه نشاطاته».في المقابل، قال رئيس مجلس إدارة شركة «سيباركو»، خالد عبدالرحيم: «عملنا جميعاً في تنفيذ بعض أكبر المشاريع الطموحة في العالم، ولكن مشروع الشراكة بين القطاعين العام والخاص هذا ربما يعتبر أكثر المشاريع المتميزة التي شاركنا فيه». وستقوم «سيباركو البحرين» بتنفيذ الأعمال في جزيرة المدينة الشمالية 13، بينما ستكون شركة «تشيس منارة» مسؤولة عن تطوير جزيرة المدينة الشمالية 14. وفي نفس الوقت، ستكون شركة «تيرنا للمقاولات» مسؤولة عن تنفيذ الأعمال في موقع اللوزي.ويشمل ائتلاف الشركات الاستشارية الدولية والمحلية شركة الإثمار للتطوير بصفتها مدير التطوير، هيل أنترناشيونال، شركة الاستشارات الإدارية للمشروع، شركة إيه إي سي أو أم شركة التخطيط الرئيس واستشاري تصميم الوحدات الإسكانية واستشاري تصميم أعمال التشجير، شركة الأنصاري للخدمات الهندسية بصفتها الاستشاري المحلى، شركة سكوت ويلسون استشاري تصميم أعمال البنية التحتية، ديفيس لانجدون استشاري التكاليف وأوليف في إي أم مدير المرافق.