تراجع معدل المصابات بالأمراض المزمنة في المملكة خلال الفترة «2010-2014» من 18935 إلى 8489 وفقاً لتقرير أصدره المجلس الأعلى للمرأة بمناسبة اليوم العالمي لصحة المرأة الذي يوافق 28 مايو من كل عام. وأكد التقرير، أن ذلك يعكس التحسن في جودة حياة المرأة من خلال ممارستها لأنماط الحياة الصحية، في وقت ارتفعت عدد المشاركات في البرامج المتعلقة بالتغذية السليمة والصحة البدنية والفحوصات الذاتية والوقاية من التدخين خلال عام واحد «2013-2014» من 574 إلى 3505 مشتركات.وأشارت الإحصائيات إلى ارتفاع متوسط العمر المتوقع عند الولادة للمرأة من 75.9 إلى 77.4 خلال الفترة الزمنية «2000-2015» مع الإشارة إلى أن المرأة بشكل عام تعمر أكثر من الرجل، حيث استقرت نوعاً ما الفجوة بينهما في العمر، فيما ارتفعت نسبة الولادات التي تتم بإشراف صحي خلال الفترة «2009-2013» من 99.5 إلى 99.8، ما يعكس جودة الخدمات الصحية التي تقدم للأم الحامل وأثناء الولادة بالمملكة.واستعرض التقرير، كافة الأنشطة ذات العلاقة بأثر جودة الحياة أحد آثار الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية والذي يتمحور حول عدد من المحصلات التي تعنى بتمكين المرأة من التمتع بحياة كريمة وآمنة في جميع مراحلها العمرية، وتعزيز السلامة الصحية والنفسية من خلال متطلبات تحسين جودة حياة المرأة، وتوسيع خيارات العمل المتاحة للمرأة لتكون قيمة مضافة في المجتمع.وتأتي جهود «الأعلى للمرأة»، في إطار تعزيز صحة المرأة مواكبة للتقدم الذي تحرزه البحرين في تقديم الخدمات الصحية والطبية وفقاً لأرقى المعايير العالمية لمختلف شرائح السكان، مع التركيز على وجه الخصوص بخدمات الرعاية الصحية المقدمة للمرأة في مختلف مراحل حياتها، مثل فحص الدم والكشف المبكر عن سرطان الثدي، ومتابعة علاج الأمراض المزمنة والتطعيمات ذات العلاقة.وأشار التقرير إلى الإحصائيات المتعلقة بجودة الحياة والتي أوردها في كتيب «المرأة البحرينية في أرقام» استناداً إلى المصادر الرسمية وتؤكد مدى التقدم التي تحرزه مملكة البحرين على صعيد الرعاية الصحية عامة، والخدمات الموجهة للمرأة بشكل خاص، بما يوضح استمرار تقدم المرأة البحرينية على مؤشرات قياس الصحة بمختلف جوانبها. وأشار التقرير إلى أهمية جهود مختلف الجهات الداعمة لخطط وبرامج محور «جودة الحياة» في الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية عبر تنفيذ برامج توعوية مستمرة حول الفرص والخيارات المتاحة للمرأة التي تضمن لها حياة كريمة وآمنة في جميع مراحلها العمرية، وتساهم في تعزيز مفهوم الصحة والسلامة المهنية مع التأكيد على توفير بيئة صحية سليمة للمرأة العاملة.وفي هذا الإطار، يخصص «الأعلى للمرأة» أنشطة دورية طيلة العام بشكل منفرد أو بالتعاون مع شركاء وجهات صحية وطبية، وتركز تلك الفعاليات على العديد من القضايا الوقائية والعلاجية ذات الصلة بصحة المرأة مثل أمراض العصر كالسكري وأمراض القلب وسرطان الثدي وعوامل الاختصار كالخمول البدني والسمنة وزيادة الوزن وضغوطات العمل والحياة.وتأتي هذه الأنشطة، مواكبة لتسليط منظمة الصحة العالمية الضوء على الشؤون الصحية التي تهم كل امرأة، ومن بينها سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم الذين يعتبران من أكثر أنواع السرطانات تهديداً لصحة المرأة وضرورة الكشف المبكر عنهما، إضافة إلى مشاكل الصحة الإنجابية التي تصيب ثلث النساء بين عمر 15 و44 عاماً، مع أهمية إجراء فحص عام نسائي كل سنة بما يساعد على الوقاية من هذه المشاكل، وأيضاً الصحة النفسية، حيث تعتبر المرأة أكثر عرضة من الرجل للمشاكل النفسية التي تتمثل في معظمها بالاكتئاب الذي يحول حياة المرأة صعبة ومليئة بالتوتر، فيما يحسن التخلص من هذه المشكلة من حياة المرأة ويحميها من المشاكل الصحية الناتجة عن الاكتئاب التي تتمثل في أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.ويتوجه المجلس بشكل خاص لنشر الوعي بين الأمهات حول ضرورة اهتماهن بالصحة النفسية والجسدية لبناتهن منذ الطفولة وحتى البلوغ، ومراقبة التغيرات الجسدية التي تطرأ عليها ومقارنتها بالمعدلات الطبيعية، وتوعية الفتيات بأهمية العناية بالنظافة الشخصية وكيفية المحافظة على الصحة البدنية واجتناب التعرض للأمراض، وتكريس السلوكيات الصحية السليمة.ويربط «الأعلى للمرأة» بين صحة المرأة والاستقرار الأسري، انطلاقاً من أن لصحة المرأة أثراً كبيراً على صحة الأسرة، ففي معظم الحالات المرأة هي من يتخذ القرارات اليومية الحياتية، فعلى سبيل المثال لا الحصر هي من يشتري احتياجات الغذاء وتحدد نوعية وكمية الوجبات الغذائية، وهي التي تهتم بصحة أطفالها الوقائية كالتطعيمات وتقرر متى تستشير الطبيب أو عدمه عند مرضهم. كما إن حفاظ المرأة على صحتها ينعكس إيجاباً على صحة طفلها، حيث تبدأ علاقة الأم بطفلها حتى قبل الحمل وذلك بالتخطيط لاستقبال فرد آخر في العائلة، وتنمية الشعور بقبول الجنين من الأم على أنه فرد قادم ويجب الاهتمام به وتهيئة النفس والظروف لاستقباله، والعمل على تثبيت الحمل برعايته صحيا في مراكز الأمومة المتخصصة، إضافة إلى دعم الزوج والأسرة للأم ما قبل الحمل وخلال فترة الحمل مهم جداً، حيث يعتمد تطور الجنين جزئياً على علاقة الحب بين الأم وجنينها وهي علاقة متبادلة.ويولي المجلس، الصحة النفسية للمرأة أهمية خاصة، لأنها لا تعني مجرد غياب الأمراض النفسية، وإنما القدرة على الشعور بالسعادة والتعامل مع المواقف المختلفة في الحياة ومع من حولها في المجتمع، إضافة إلى إحداث التوافق والتناغم بين قدرتها وطموحها وعواطفها من أجل تلبية متطلبات الحياة المختلفة وقدرتها على متابعة الحياة بشكل طبيعي ليعطيها الشعور بالرضا وزيادة الثقة بالنفس، فصحة المرأة النفسية الجيدة تؤدي الى صحة جسدية جيدة.