أنت لا تعرف لقلبك وجوداً.. فأنى لك أن تصغي لكلماته أو تفهم إشاراته في حال من الأحوال؟ وليس في حياتك للحقيقة من وجود أو عنوان، فأنى لك أن تبحث عنها؟ البحث هنا مستحيل، هي كلمات صعب على طالب الحق استيعابها وعصي على إدراكه إدراكها، كيف لطالب الحق أن يستوعب أن ما للحقيقة في حياته من وجود؟ ما الجدوى من وجودك هذا طالما أن الحب في حياتك مفقود؟وحده قلب صاف خال من الظلال يعي حقيقة ما هو كائن يكون،إنما يكون الآن وهنا دائماً وأبداً، وبحثك هو حصان هائج تمتطيه يرحل بك إلى المستقبل ومجهول قد لا ترتضيه، أنى لك أن تبحث الآن وهنا؟ وأنت لا تعرف أين مكانك موجود، ما بإمكانك أن تكونه الآن وهنا هو أن تكون موجود، لا شيء سوى كينونتك حاضرة كياناً حاضراً الآن وهنا. ولكنها أفكارك تنادي على حصان الرغبات، فيأتي ويدخل فيمر على اللحظات الآنية كصخور تمر فوق الزهور، ما عاد لها مكان وقد سلبت منها الحياة والحقيقة أن ما هو كائن يتفترض به أن يكون هو أنت الذي يجب أن يكون. دع الحب يسحب بساط البحث هذا من تحت قدميك ليهتز عالمك من حواليك، فيرتعش الخائف الذي فيك ويختل بنيانه حيث يقف على بساطه هنا وهناك، ها هو البساط قد سحب من تحت عقلك وقدميك، أين ستقف بعد الآن؟ هل من مكان في عالمك وحواليك؟ إن الحب سيرفعك إلى أعالي السماء لتفتح عينيك وتفرد جناحيك.علي العراديأخصائي تنمية بشرية