عواصم - (وكالات): باتت القوات العراقية والميليشيات الشيعية التابعة لها على مشارف مدينة الفلوجة، أحد أهم معاقل تنظيم الدولة «داعش» في العراق، وتستعد لاقتحامها بعد أسبوع من هجوم بدأته بدعم من طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وأدت العمليات العسكرية ضد المتطرفين في العراق وسوريا على السواء إلى محاصرة عشرات آلاف المدنيين، فإلى جانب الفلوجة يخوض تنظيم الدولة «داعش» اشتباكات ضد الفصائل المعارضة شمال مدينة حلب السورية قرب الحدود التركية، ويواجه هجوماً يقوده الأكراد بدعم أمريكي على مواقعه شمال مدينة الرقة، معقله في سوريا. وفي محافظة الأنبار غرب العراق، وصلت قوات مكافحة الإرهاب العراقية إلى مشارف مدينة الفلوجة للمرة الأولى منذ انطلاق عملية استعادة المدينة بداية الأسبوع الحالي. وقال قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق عبدالوهاب الساعدي إن «قطعات عسكرية كبيرة من جهاز مكافحة الإرهاب وأفواج طوارئ شرطة الأنبار ومقاتلين بالحشد الشعبي وصلت إلى معسكر طارق ومعسكر المزرعة» جنوب شرق مدينة الفلوجة. وأكد أن «تلك القوات ستقوم باقتحام المدينة خلال الساعات القليلة المقبلة لتحريرها من «داعش»». وبدأت القوات العراقية، بمساندة الحشد الشعبي وغالبيته فصائل شيعية مدعومة من ايران، ومقاتلين من عشائر الأنبار، الإثنين الماضي هجوماً واسع النطاق لاستعادة الفلوجة بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.وبدت معركة تحرير الفلوجة في يومها السادس متباطئة بعض الشيء، إذ أن نشاط القوات العراقيّة لا يزال محصوراً خارج المدينة، فيما يؤكّد مختصون أمنيون أن تحصينات تنظيم الدولة، تعيق التقدم نحو المدينة. وقال عضو لجنة الأمن البرلمانيّة محمد الكربولي، إن «معركة الفلوجة على ما يبدو ليست معركة سهلة، وإنها ستستغرق وقتاً طويلاً حتى يتم الحسم»، موضحاً أن «تنظيم «داعش» استغل فترة سيطرته على المدينة ليتخذ فيها تحصينات كبيرة ومشددة عقدت من عمليّة اقتحام المدينة».وأضاف أن «التنظيم لغم كافة الطرق المؤدية إلى الفلوجة، كما إنه اتخذ تحصينات مشددة ونشر عناصره وأنشأ سواتر ترابية وما إلى ذلك من التحصينات التي تعد من التحصينات صعبة الاختراق، وكل ذلك عقد من المشهد وصعّب من سير المعركة».في المقابل، أكد قائد فرقة الرد السريع في الشرطة الاتحادية، اللواء ثامر الحسيني، أن «القوات العراقية قريبة من مشارف الفلوجة».يشار إلى أن القيادات الأمنية العراقية؛ أعلنت مرات عدة عن انتهاء المرحلة الأولى من معركة تحرير الفلوجة والبدء بالمرحلة الثانية، والتي تتضمن عملية اختراق المدينة، لكن المعطيات الميدانية تؤشر إلى عدم وجود أي تقدم نحو الفلوجة. وتخضع الفلوجة التي تعد مع الموصل أبرز معاقل المتطرفين في العراق، لسيطرة «داعش» منذ يناير 2014. وأثارت المعارك في محيط الفلوجة قلقاً على مصير المدنيين العالقين داخلها بسبب خضوعهم للحصار من قبل «داعش» في الداخل، ومن القوات العراقية وميليشيات الحشد الشعبي الشيعية في الخارج. وقال مدير المجلس النروجي للاجئين في العراق نصر مفلحي إن الوضع في الفلوجة «يزداد خطورة كل يوم» بالنسبة إلى المدنيين الذين يضطر بعضهم إلى الفرار من حي إلى آخر رغم عدم «وجود أي منفذ آمن». ويسيطر ما بين 500 وألف مقاتل على الفلوجة حيث لايزال يعيش نحو 90 ألف مدني، نجح مئات منهم فقط في مغادرة المدينة الجمعة الماضي بمساعدة القوات العراقية.من ناحية أخرى، نددت شخصيات سياسية في العراق بزيارة قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الجنرال الإيراني قاسم سليماني لقوات الحشد الشعبي الشيعية.وقال 3 نواب في البرلمان عن محافظة الأنبار إن «زيارة قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يمكن أن تذكي التوتر الطائفي وتلقي بظلال من الشك على تأكيدات بغداد بأن الهجوم هو عملية يقودها العراق لهزيمة «داعش» وليس لتصفية حسابات مع السنة».وفي الأيام القليلة الماضية نشرت وسائل إعلام إيرانية صوراً قالت إنها لزيارة قام بها سليماني للفلوجة ولاجتماع عقده مع قادة الحشد الشعبي.