عواصم - (وكالات): تدور اشتباكات عنيفة بين الفصائل المقاتلة وتنظيم الدولة «داعش» في مدينة مارع، ثاني أبرز معاقل الفصائل المعارضة في محافظة حلب، بعد تمكن المتطرفين من قطع آخر طريق إمداد إلى المدينة، بينما بدأ المعتقلون في سجن حماة المركزي وسط سوريا عصياناً جديداً احتجاجاً على عدم تحقيق مطلبهم بالإفراج عنهم وقاموا باحتجاز مدير السجن وقائد الشرطة في المدينة وذلك في تمرد هو الثاني خلال شهر واحد، فيما دان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الولايات المتحدة بسبب دعمها للمقاتلين الأكراد في سوريا بعد أن أظهرت صور كوماندوز أمريكيين يرتدون شارات وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة مجموعة «إرهابية».في غضون ذلك، سقط صاروخان أطلقا من سوريا بالقرب من المطار الدولي في غازي عنتاب كبرى مدن جنوب تركيا على بعد 40 كلم تقريباً من الحدود، دون وقوع ضحايا. وأشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إلى «اشتباكات عنيفة تدور بين الفصائل المقاتلة وتنظيم الدولة» شمال وشرق مدينة مارع، في ريف حلب الشمالي. وشن «داعش» فجر الجمعة الماضي هجوماً مفاجئاً في ريف حلب الشمالي، حيث تمكن من السيطرة على 5 قرى كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة، ما أتاح له قطع طريق الإمداد الوحيدة التي تربط مارع بمدينة أعزاز، أكبر المعاقل المتبقية للفصائل في محافظة حلب. ومن بين القرى التي سيطر عليها التنظيم المتطرف، كلجبرين وكفر كلبين الواقعتين مباشرة على الطريق بين أعزاز ومارع. وبحسب المرصد، فقد قتل في الهجوم على كلجبرين وحدها «68 شخصاً، بينهم 27 مدنياً و41 مقاتلاً من الفصائل»، فيما قتل 15 عنصراً من «داعش». وأوضح الناشط المعارض ومدير وكالة «شهبا برس» المحلية للأنباء مأمون الخطيب المتحدر من مارع والموجود في أعزاز، أن تنظيم الدولة «هاجم مارع من محاور عدة وتحديداً من الشرق والشمال، مستخدما الدبابات ومفخختين». وتتواجد في مارع وفق الخطيب، فصائل مقاتلة وإسلامية تضم أغلبيتها الساحقة مقاتلين من أبناء المدينة التي كان عدد سكانها يبلغ 50 ألف شخص قبل نزوحهم تدريجياً. ولايزال نحو 13500 مدني محاصرين داخل مارع بعد هجوم المتشددين فضلاً عن 6 آلاف آخرين في كفرجبرين وكفر كلبين، وفق بيان لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.وبعد ساعات على هجوم التنظيم، أبدت منظمات حقوقية وإنسانية مخاوفها إزاء مصير عشرات الآلاف من النازحين الموجودين في منطقة أعزاز قرب الحدود التركية المقفلة. وأعربت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف عن «قلقها البالغ إزاء محنة نحو 165 ألف نازح، تفيد تقارير بوجودهم قرب مدينة أعزاز»، وقالت إنهم «يواجهون صعوبات للحصول على الخدمات الطبية وتأمين الغذاء والماء والسلامة». وتقفل تركيا حدودها أمام الفارين من المعارك شمال مدينة حلب منذ أشهر عدة رغم مناشدة المنظمات الحقوقية والدولية أنقرة فتح حدودها، ما أدى إلى تجمع عشرات الآلاف في مخيمات عشوائية في منطقة أعزاز وسط ظروف معيشية صعبة. وفي محافظة الرقة، أبرز معاقل التنظيم في سوريا، تواصل طائرات التحالف الدولي بقيادة أمريكية قصف مواقع التنظيم شمال مدينة الرقة، دعماً لهجوم بدأته قوات سوريا الديمقراطية الثلاثاء الماضي. وتقع خطوط المواجهات في مناطق زراعية تكاد تخلو من المدنيين، في وقت يمنع «داعش» سكان البلدات تحت سيطرته شمال مدينة الرقة من النزوح.من جهة اخرى، بدأ المعتقلون في سجن حماة المركزي وسط سوريا عصياناً جديداً احتجاجاً على عدم تحقيق مطلبهم بالإفراج عنهم وقاموا باحتجاز مدير السجن وقائد الشرطة في المدينة وذلك في تمرد هو الثاني خلال شهر واحد، وفق المرصد السوري. وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن «بدأ عصيان جديد في سجن حماة المركزي ويبدو أنه اكثر شدة من الذي سبقه، إذ تمكن السجناء من احتجاز مدير السجن وقائد شرطة مدينة حماة و9 عناصر آخرين من الشرطة».