حذيفة إبراهيمأكد نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، أن البحرين وبفضل توجيهات قيادتها الحكيمة، خطت بتسارع خلال العقود الماضية نحو تطوير مدنها الرئيسة حضرياً وعمرانياً؛ حتى أضحت نموذجاً فريداً من نوعه، كونها لا تزال تحافظ بين جنباتها على أجزاء من عمارتها التقليدية ذات الطابع العمراني الأصيل، وبين روح العصر وحداثته».وأناب صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة لحضور حفل افتتاح أعمال المؤتمر العام السابع عشر لمنظمة المدن العربية تحت عنوان «استشراف مستقبل المدينة العربية وإثراء صناعة الابتكار والمعرفة»، بحضور قرابة 400 مسؤول عربي رفيعي المستوى يتقدمهم رئيس مجلس النواب أحمد الملا، وعدد من الوزراء، نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء.وقال الشيخ خالد بن عبدالله «إلى جانب التزام البحرين بتطوير مدنها القائمة، فإنها أدركت أهمية استشراف المستقبل بإنشاء مدن حديثة تواكب ما تشهده من نمو ديمغرافي وتطور اقتصادي وعمراني لافت، كالمدينة الشمالية ومدينة شرق الحد التي تعتبران عند الانتهاء من تنفيذهما إحدى أكبر التجمعات السكنية على مستوى المملكة، إلى جانب عدد آخر من مشاريع التطوير العقاري التي تنفذها كبريات شركات القطاع الخاص».وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء أن استضافة مملكة البحرين لهذه التظاهرة المهمة التي تُعقد مرة كل 3 سنوات في إحدى المدن العربية ذات العضوية في المنظمة، وما يحظى به هذا الحدث من رعاية صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، لدليل على إيمان الحكومة بالأهداف الرائدة التي تأسست من أجلها منظمة المدن العربية، وحرصها على تفعيل التكامل العربي لتحقيق التنمية المستدامة».وأضاف «لمَّا كانت البحرين، ممثلة في أمانة العاصمة والبلديات الثلاث الأخرى، من أوائل الدول التي ساهمت في تأسيس منظمة المدن العربية وانضمت إليها رسمياً خلال الستينيات من القرن الماضي، فإن هذه المنظمة لن تلقى إلا كل الدعم والمساندة والسعي نحو تحقيق أهدافها».وأشد الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، بإصدار عاهل البلاد المفدى المرسوم رقم 35 لسنة 2016 بإنشاء اللجنة العليا للتخطيط العمراني، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وما أعقب ذلك من إصدار المرسوم رقم (36) لسنة 2016 باعتماد المخطط الهيكلي الاستراتيجي لمملكة البحرين والذي يحدد ملامح الجوانب المتصلة بالتطوير العمراني المستقبلي، وما يجب مراعاته عند إعداد واعتماد المخططات العامة والتفصيلية من قبل الجهات المعنية.وهنأ نائب رئيس الوزراء المهندس أحمد الصبيح من دولة الكويت الشقيقة، بمناسبة توليه مهام عمله الجديد أميناً عاماً لمنظمة المدن العربية، مباركاً لأعضاء المنظمة قرب الاحتفال باليوبيل الذهبي بمناسبة مرور 50 عاماً على التأسيس.وتمنَّى للمشاركين في أعمال المؤتمر العام للمنظمة كل التوفيق والنجاح، والخروج منه بتوصيات من شأنها أن تسهم في رفع مستوى الخدمات والمرافق البلدية، واعتماد أساليب شاملة للتخطيط، وتنمية وتحديث المؤسسات البلدية، وتطوير وتوحيد التشريعات والنظم البلدية في إطار العمل العربي المشترك.فيما أكد وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني عصام خلف، أن البحرين قريبة من منظمة المدن العربية، وتستفيد من خططها وبرامجها وأنشطتها الهادفة لتحسين الأداء ورفع الكفاءة والقدرة للعاملين في بلديات وأمانات ومجالس الحكم المحلي في مدننا، عبر مؤسسات ناشطة وفاعلة في قطاعات التدريب والتطوير وتبادل الخبرات لإثراء الابتكار والمعرفة والاستفادة من أفضل الممارسات على المستوى المحلي عربياً وإقليمياً ودولياً.وأوضح أن انعقاد المؤتمر في المنامة يضيف بعداً جديداً لمفهوم التنمية المستدامة من خلال المدن والبلديات التي أصبحت قاعدة أساسية للعمل التنموي المقرون بالمشاركة المجتمعية لتحقيق الرخاء والتقدم للساكنين، وتطوير المدن ودعم احتياجات المتضررة منها بالنزاعات، والمساعدة في إعادة المدينة العربية إلى المشهد العالمي هويةً وتراثاً وتحضراً.وأكد أن الجلسات العلمية المصاحبة للمؤتمر تشكل ترجمة عملية للتعاون بين المنظمات للتصدي لتحديات التنمية الحضرية المتسارعة، لاسيما الناجمة عن التحضر السريع في منطقتنا، وما يواكبها من تحديات ناشئة كالفقر الحضري، ونمو العشوائيات، واستنزاف الموارد والبيئة، وتزايد التهجير والنزوح.أمين عام منظمة المدن العربية المهندس أحمد الصبيح، دعا إلى العمل المشترك لتمكين المنظمة من الدفع في مفهوم التنمية المستدامة في إطار استراتيجية حضرية واعدة، لاسيما وأن ظاهرة التحضر تهم المنطقة العربية مثلما تهم كل دول العالم، فضلاً عن كون مفهوم التنمية المستدامة المحلية يتفق مع قرارات وتوجهات الأمم المتحدة التي رأت أن خطط وبرامج تقسيم التنمية إلى قطاعات لم يحقق التنمية المستدامة المنشودة، وهو ما أدى إلى بروز أهمية التنمية المستدامة على مستوى المدن والبلديات. وشدد على ضرورة النهوض بالمدن التي تدمرت في الوطن العربي بسبب الأحداث الجارية هناك، مشيراً إلى أن المنظمة ستعمل ومؤسساتها التابعة لها وشركاءها الإقليميين وبدعم من المدن الأعضاء في تقديم خبرتها لإعادة إعمار وتوطين الساكنين في المدن العربية والمناطق المتضررة بفعل الأحداث المؤسفة.فيما أكد مدير عام أمانة العاصمة، رئيس المؤتمر، المهندس الشيخ محمد بن أحمد آل خليفة، أن هذا التجمع الذي تستضيف البحرين أعماله عنصراً مكملاً للحفاظ على قوة الدفع التي مكنت منظمة المدن العربية ومؤسساتها من وضع مفهوم التنمية المستدامة، في إطار استراتيجية حضرية تأخذ في الاعتبار البعد الشمولي في تحديد استراتيجية العمل المشترك».ومن المقرر أن تختتم أعمال المؤتمراليوم، حيث تخلل المؤتمر في يومه الأول عدداً من الاجتماعات، كاجتماع مجالس أمناء المؤسسات التابعة للمنظمة، واجتماع المكتب الدائم، في حين سيتضمن اليوم الثاني جلسات علمية وورش عمل.وألقت الشاعرة منيرة السبيعي قصيدة شعرية عكست من خلالها جهود صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء التنموية على مختلف الأصعدة، كما تضمن الحفل عرض فيلم وثائقي يبرز أهم الملامح الحضارية والمعالم العمرانية لمملكة البحرين، بعدها تسلم الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة هدية تذكارية من أمين عام منظمة المدن العربية بمناسبة تشريفه حفل الافتتاح وحضوره نيابة عن سمو رئيس الوزراء.
خالد بن عبدالله: البحرين نموذجاً فريداً بتطوير المدن الرئيسة
30 مايو 2016