دعا نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة شركة البحرين للاستثمار العقاري «إدامة» الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، المؤسسات الأكاديمية والبحثية العربية المتخصصة إلى تعميق دراساتها المتعلقة بمفهوم العمران البيئي، والاستفادة من التجارب العالمية في هذا المجال الذي يعنى بتحقيق التنمية البيئية المستدامة.وقال لدى تفضله برعاية حفل افتتاح أعمال المعرض والندوة العالمية «العمران البيئي» الذي تنظمه شركة «إدامة» بالتعاون مع كلية الدراسات العليا للتصميم بجامعة هارفارد الأمريكية: «إن خلق المواءمة بين العمران والبيئة، تلك المواءمة التي لا يكون فيها التوسع العمراني على حساب موارد الطبيعة ومكنوناتها.. يتحقق من خلال التخطيط العمراني السليم والاعتماد على الحلول المتطورة لاستخدام الطاقة البديلة النظيفة وكل ما هو صديق للبيئة».وأوضح الشيخ خالد بن عبدالله، أن البحرين ولكون أرضها معروفة منذ القدم بأنها موطن الخضرة وما قابل هذه النعمة التي حباها الله بها من تحديات معاصرة كشح الموارد المائية والتغيرات المناخية وندرة المؤهلين للاشتغال في حرفة الزراعة، فقد تنبهت الحكومة إلى أهمية استثمار مظاهر العمران البيئي، من خلال الحث على استخدام تقنيات المباني الخضراء، وتطوير اشتراطات تطبيق هذه التقنية بما يتناسب وأفضل الممارسات الدولية، والانتهاء من متطلبات تنفيذ الحزام الأخضر على نحو يحقق التوازن بين الاستخدام الأمثل للمساحات مع المحافظة على الرقعة الخضراء كمنطقة مستدامة، إلى جانب ما توليه اللجان الحكومية المتخصصة والتي تجمع ممثلي الجهات ذات العلاقة من اهتمام وعناية فائقة بتجميل المدن والشوارع الرئيسية بالمسطحات الخضراء.وأضاف: «كما لم تغفل الحكومة في برنامج عملها الحالي عن الإشارة إلى الجانب البيئي والتنمية الحضرية، فأفردت محوراً تحت هذا العنوان يهدف إلى توفير بيئة آمنة وملائمة للسكان، ومن بين بنود هذا المحور ما تضمنه البرنامج من منح الأولوية بصورة خاصة للمشاريع المتعلقة بحماية المحميات الساحلية والبحرية ودعم مشاريع التخضير والتشجير».وأشاد الشيخ خالد بن عبد الله بتزامن موعد انعقاد «العمران البيئي» وما تتخلله من ندوات وورش عمل مع موعد انعقاد المؤتمر العام الـ17 لمنظمة المدن العربية الذي تستضيفه مملكة البحرين برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، والذي تضمن في إحدى جلساته العلمية ورقة حول تطبيقات المباني الخضراء في مملكة البحرين، وهو دليل آخر يبرهن على ما توليه الحكومة الموقرة من اهتمام ورعاية بهذا الملف الحيوي.وتقوم فكرة المعرض - وهو معرض دولي متنقل - على عرض صور مضخمة من كتاب «Ecological Urbanism» - أي العمران البيئي - لمؤلفيه عميد كلية الدراسات العليا للتصميم بجامعة هارفرد الأمريكية، د.محسن مصطفوي، والمحاضر في هندسة المناظر الطبيعية بالجامعة نفسها، د.غاريث دوهرتي. ويعد الكتاب واحداً من أكثر الكتب المتخصصة مبيعاً في هذا المجال، وهو يتألف من 655 صفحة، حيث تم طرح النسخة الأصلية من هذا الكتاب باللغة الإنجليزية وتمت ترجمتها إلى عدة لغات، ومن المقرر أن تكون النسخة العربية منه في متناول المهتمين خلال العام 2017.وخلال الحفل الذي أقيم في مقر «إدامة» بمبنى آركابيتا في خليج البحرين والذي حضره وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني عصام خلف، ومدير عام مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، وعدد من كبار المسؤولين والمدعوين والمهتمين في المجالات الأكاديمية البحثية والبيئية والهندسية والتطوير العقاري، أثنى الشيخ خالد بن عبد الله على الجهود التي قضاها دوهرتي في تأليف الكتاب، وتخصيصه جزءاً منه للحديث حول العمران الأخضر في البحرين، وما تطلبه ذلك من البقاء لمدة سنة كاملة في البحرين لإجراء هذا البحث العلمي والاطلاع عن قرب على التجربة المحلية في هذا المجال. كما تسلَّم من د.دوهرتي نسخة من الكتاب.