من أصعب اللحظات وأقساها مرارة، حين يغادرنا أشخاص تركوا في وجداننا الأثر الكبير، ونحمد الله تعالى على المحيا والممات، مؤمنين بقضائه وقدره، وها نحن اليوم نعزي الوطن ومحبي نادي المحرق في فقيدنا الغالي الشيخ خليفة بن سلمان بن أحمد آل خليفة .. الابن البار للمحرق وناديها، لن أكتب عن المحرقاوي الذي عاش معطاءً لوطنه وأهله ولكل من عرفه، ولن أتحدث عن أحد النجوم اللامعين في تاريخ كرة القدم البحرينية، لأن تضحياته تجاوزت حدود الكتابة حيث سكن في وجدان كل من عرفه وتألم لوداعه، فما بالك بمن عاش معه لحظات عطائه لنادي المحرق، محباً وفياً مخلصاً في كل مراحل حياته وتاريخه.يا فقيد المحرق ...لقد عشت سنين عمرك قريباً من كل محرقاوي، ورياضي، ولم تخذل أحداً، طلب منك العون والمساعدة من أبناء الوطن، فكنت حقاً، كريماً عطوفاً على كل من تعامل معك، مؤمناً بأن الإنسانية، عنوان الحياة، لذا لم يكن غريباً أن تظل مشاعرك كالنسمات، تتمايل مع المحيطين بك حزناً وفرحاً .. أعطيت المحرق الشامخة، مدينة وناد، وظللت توصي وحتى الرمق الأخير بأن المحرق أمانة.فقيدنا وفقيد المحرق وناديها ... كنت عاشقاً لنادي المحرق ولم تكن ترض إلا أن يظل شامخاً، وسيبقى سر هذا الشموخ والذي يبهر الأجيال الرياضية يوماً بعد آخر، لأن هذا الصرح قائم على عطاء أناس مثلك، نذروا أنفسهم ووقتهم ليبقى نادي المحرق في وجدان الجميع. فقيدنا الغالي .. ستذكرك الأجيال بنادي المحرق، نبراساً مضيئاً ومنهل العطاء والتضحية، وسيظل تاريخك مصدر فخر واعتزاز بالنادي ، فالقامات السامقة لا يتجاوزها التاريخ أبداً، بل تبقى محور الذاكرة والكبرياء، وإن كانت الكلمات لن توفيك، فإن دعاءنا لك سيبقى موصولاً، فنم قرير العين، وثق أن الدرب الذي سرت عليه في خدمة نادي المحرق، سيظل نوراً لمن بعدك ومن سيأتي، فقيمتك وذكراك ستبقى فينا...وداعاً فقيد المحرق وناديها.. خليفة بن سلمان.محمد بن دينه / أمين سر نادي المحرق