عواصم - (وكالات): استقال محمد علوش كبير مفاوضي وفد الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة من منصبه متحدثاً عن فشل محادثات السلام غير المباشرة في جنيف بجولاتها الثلاث مع استمرار المعارك وعدم غحراز تقدم في الملف الغنساني، في خطوة تعيد خلط اوراق «هيئة المفاوضات السورية»، في وقت حرصت فيه روسيا على استثمار الحدث، في تصريحات على لسان نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، قال فيها غن «استقالة محمد علوش، ممثل «جيش الإسلام»، من منصبه، سيكون لها «تأثير إيجابي في مفاوضات جنيف 3».وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط إن الهيئة ستجتمع خلال 10 أيام لتحديد من يمثلها في الجولة المقبلة من مباحثات السلام بعد استقالة علوش.وتأتي استقالة علوش بعد أيام من إبلاغ مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا مجلس الأمن الدولي انه لا ينوي استئناف المفاوضات قبل أسبوعين أو ثلاثة. وعلوش الذي عين كبيراً لمفاوضي الهيئة العليا للمفاوضات في ديسمبر الماضي، ينتمي إلى «جيش الإسلام» الفصيل النافذ في الغوطة الشرقية لدمشق. ويعد «جيش الإسلام» من أبرز الفصائل الموقعة على اتفاق وقف الأعمال القتالية. وتضم الهيئة العليا للمفاوضات أطيافاً واسعة من المعارضة السورية السياسية والمسلحة، وكانت علقت مشاركتها في آخر جولة مفاوضات في أبريل الماضي احتجاجاً على تدهور الوضع الإنساني وانتهاكات تتهم بها قوات النظام لاتفاق وقف الأعمال القتالية. ولم تحقق جولات المفاوضات الثلاث والتي بدأت نهاية يناير الماضي أي تقدم ملحوظ، وهي تصطدم دائماً بتمسك طرفي النزاع بمواقفهما حيال مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد. وتطالب المعارضة بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات مشترطة رحيل الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية، فيما يصر الوفد الحكومي على أن مستقبل الأسد ليس موضع نقاش في جنيف مقترحاً تشكيل حكومة وحدة موسعة تضم ممثلين عن المعارضة «الوطنية» وعن السلطة الحالية. وتعليقاً على استقالة علوش، اعتبرت جوزيفين غيريرو المتحدثة باسم دي ميستورا أنها «مسألة داخلية في الهيئة العليا للمفاوضات». وأضافت «نتطلع لمواصلة العمل مع كافة الأطراف لضمان تقدم العملية» السياسية. أما الخبير في الشؤون السورية في معهد الشرق الأوسط للدراسات شارلز ليستر فاعتبر أن استقالة علوش قد تكون بمثابة إنذار لنهاية المفاوضات. وبحسب ليستر فان الاستقالة قد تؤدي إلى انسحابات أخرى من بينها رئيس وفد الهيئة أسعد الزعبي.وقال ليستر «قد تكون هذه طريقة جيش الإسلام للقول إن مفاوضات السلام باتت على شفير الانهيار». وكانت فصائل مقاتلة عدة بينها «جيش الإسلام» أعلنت الشهر الحالي أنها تفكر بالانسحاب من العملية السياسية التي وصفتها بأنها «عقيمة»، وهددت باعتبار اتفاق وقف الأعمال القتالية «بحكم المنهار تماماً» إذا لم تتوقف هجمات قوات النظام.ويزداد الوضع الإنساني سوءاً في ريف حلب الشمالي مع هجوم شنه تنظيم الدولة «داعش» على مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة، ما أسفر عن فرار آلاف المدنيين إلى المناطق الحدودية مع تركيا والمكتظة أصلاً بالنازحين. ميدانياً، قتل وأصيب العشرات بأكثر من مئة غارة شنتها طائرات روسية وسورية على مدينة حلب وريفيها خلال الـ24 ساعة الماضية، في حين تحتدم المعارك بين فصائل المعارضة وتنظيم الدولة شمال المدينة. من ناحية أخرى، صرح وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو أن أنقرة تعرض على واشنطن القيام بـ «عملية مشتركة» ضد المتطرفين في سوريا لا تشارك فيها القوات الكردية التي تعتبرها «إرهابية» في حين تعتبرها واشنطن حليفة لها. وأثار دعم واشنطن للمقاتلين الأكراد في سوريا في القتال ضد «داعش»، غضب تركيا، خاصة بعد الصور التي نشرت لعناصر من القوات الأمريكية الخاصة يرتدون شارات وحدات حماية الشعب الكردي.
استقالة علوش تعيد خلط أوراق «هيئة المفاوضات السورية»
31 مايو 2016