عواصم - (وكالات): واصلت القوات العراقية والميليشيات الشيعية التابعة لها هجماتها للتقدم باتجاه وسط الفلوجة في إطار هجومها الهادف لاستعادتها من ايدي مسلحي تنظيم الدولة «داعش» حيث تواجه مقاومة عنيفة فيما لايزال 50 ألف مدني عالقين في المدينة، ومحاصرين بين القوات العراقية في الخارج و»داعش» بالداخل، بينما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة وجود 20 ألف طفل محاصرين داخل الفلوجة يواجهون مخاطر تجنيدهم قسراً. واحتشدت قوات عراقية وميليشيات شيعية على أطراف الفلوجة، أحد أبرز معاقل داعش» في العراق، لكنها تواجه مقاومة قوية من قبل مقاتلي التنظيم. وعبرت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء مصير 20 ألف طفل في المدينة يواجهون مخاطر «التجنيد القسري». وقال قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي «قواتنا توصل تنفيذ العمليات لاقتحام مدينة الفلوجة لكن هناك مقاومة عنيفة من «داعش»». وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن وجود عشرات آلاف المدنيين المحاصرين داخل مدينة الفلوجة وراء البطء في تنفيذ معركة تحرير المدينة. وقال العبادي خلال لقاء مع قادة أمنيين في احد المقرات قرب الفلوجة، نقلته قناة العراقية الحكومية، «كان من الممكن حسم هذه المعركة لو لم تكن حماية المدنيين ضمن خطتنا الأساسية». وبدأت القوات العراقية الاثنين الماضي، بعد أسبوع من انطلاق عمليات تحرير الفلوجة، مرحلة جديدة عبر إحكام السيطرة لاقتحام المدينة التي تقع على بعد 50 كيلومتراً إلى الغرب من بغداد. لكن الاقتحام الذي كان يتوقع ان تعقبه حرب شوارع داخل المدينة لم يتم حتى الآن. وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة يتواجد على أطراف الفلوجة «كلما تحاول قواتنا اقتحام الفلوجة تتفاجأ بدفاعات قوية من «داعش»». وشكل تقدم القوات الأمنية وسيطرتها باتجاه ضاحية على الأطراف الجنوبية للفلوجة أكثر ما حققته للوصول نحو مركز المدينة، لكنها واجهت مقاومة شرسة. وتحدث قادة أمنيون عن مقتل عشرات من المسلحين منذ انطلاق العملية فجر 23 من الشهر الماضي. وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة وجود ما لا يقل عن 20 ألف طفل محاصرين داخل الفلوجة يواجهون مخاطر تجنيدهم قسراً. وقال بيتر هوكينز ممثل المنظمة في العراق في بيان إنه «وفقاً لتقديرات منظمة اليونيسف هناك ما لا يقل عن 20 ألف طفل محاصرين داخل المدينة». وقال هوكينز إن «الأطفال يتعرضون لخطر التجنيد القسري وضغوط أمنية مشددة إضافة للعزل عن عائلاتهم». وأضاف أن «الأطفال المجندين يجدون أنفسهم مرغمين على حمل السلاح والقتال في حرب الكبار وحياتهم ومستقبلهم في خطر». وأشار السكان القلائل الذين تمكنوا من الفرار من الفلوجة منذ انطلاق العمليات العسكرية في 23 مايو الماضي إلى معاناة الأهالي العالقين في المدينة جراء نقص الغذاء ومياه الشرب. وأكد آخرون لايزالون في المدينة عبر اتصالات هاتفية أن ظروف الحياة قاسية فيما يسكن بضع مئات من العائلات التي استطاعت الهرب من قبضة المتطرفين في مخيمات على أطراف الفلوجة. وجددت منظمة اليونسيف الدعوة لإنشاء ممرات أمنية تسمح بهروب المدنيين من أهالي الفلوجة. وتتهم الأمم المتحدة تنظيم الدولة باستخدام الأهالي المدنيين دروعاً بشرية في معركته للدفاع عن أحد معاقله الرئيسة. ولم تدخل الفلوجة أي مساعدات منذ سبتمبر الماضي، ما دفع الأهالي للاعتماد على تناول التمر وعلى مياه لا تصلح للشرب من نهر الفرات. وتوقع العديد من الضباط العراقيين أن يطول القتال ضد «داعش» لتحرير الفلوجة اكثر مما تطلب لمدن أخرى مثل تكريت والرمادي. وتعد الفلوجة، ثاني أكبر المدن بعد الموصل التي يسيطر على التنظيم في العراق، يتواجد فيها مسلحون متطرفون. واستقبلت المحافظات الشيعية الأكثر مناهضة للتنظيم، بينها النجف عدداً من جثامين قوات الأمن الذين قضوا خلال الاشتباكات التي تجري منذ عشرة أيام حول الفلوجة.
20 ألف طفل محاصرون بالفلوجة يواجهون خطر التجنيد القسري
02 يونيو 2016