عواصم - (وكالات): سقط أمس 18 قتيلاً بقصف جوي بمحافظتي حلب وإدلب، كما شمل القصف مناطق عدة في حماة وحمص واللاذقية والرقة ودير الزور، تزامناً مع إعلان روسيا عن تهدئة ببلدة داريا، في حين طالبت المعارضة السورية الأمم المتحدة بالضغط على قوات النظام السوري وحلفائه للالتزام بهدنة خلال شهر رمضان على كامل الأراضي السورية باستثناء مناطق سيطرة تنظيم الدولة «داعش»، وفق ما أفادت متحدثة باسم المعارضة. وقالت عضو الوفد المفاوض الممثل للهيئة العليا للمفاوضات بسمة قضماني عبر الهاتف «طالبنا الأمم المتحدة بهدنة على الأراضي التي تسيطر عليها الأطراف القادرة على الالتزام بتطبيق الهدنة، اي النظام والمعارضة». وأضافت «نتحدث عن كامل الأراضي السورية باستثناء مناطق سيطرة تنظيم «داعش»». ونشر المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أكد فيها على «وجوب التزام النظام والقوات المتحالفة معه بوقف شامل وكامل للأعمال القتالية على جميع الأراضي السورية دون استثناء طيلة شهر رمضان المبارك».من ناحية أخرى، أعلن التحالف الدولي انه شن 18 غارة جوية على مواقع لتنظيم الدولة «داعش» في منبج شمال سوريا، حيث فتحت جبهة جديدة ضد المتطرفين. وبحسب الحصيلة اليومية التي تنشرها القيادة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط فإن الغارات دمرت «مركز قيادة (..) وأبراج اتصالات (..) و6 جسور يستخدمها تنظيم الدولة (..) و8 مواقع قتالية». ويؤكد مسؤولون أمريكيون أن غارات التحالف بقيادة أمريكية ترمي إلى دعم هجوم بداه المقاتلون العرب والأكراد في «قوات سوريا الديمقراطية» لاستعادة مدينة منبج الاستراتيجية قرب الحدود التركية. وقوات سوريا الديمقراطية تحالف تهيمن عليه «وحدات حماية الشعب» الكردية ويستفيد من خبرة ومشورة القوات الأمريكية الخاصة. إنسانياً، دخلت أمس أول قافلة مساعدات بلا مواد غذائية إلى مدينة داريا قرب دمشق والتي تحاصرها قوات النظام منذ عام 2012، تزامناً مع انتهاء مهلة حددتها الأمم المتحدة لبدء إلقاء المساعدات جواً إذا تعذر دخولها براً. ويأتي إدخال المساعدات إلى داريا بعد ساعات على إعلان موسكو هدنة لمدة 48 ساعة في المدينة لإفساح المجال أمام إيصال القوافل الإنسانية إليها، في خطوة اعتبرتها المعارضة السورية «غير كافية». وتشكل داريا معقلاً يرتدي طابعاً رمزياً كبيراً للمعارضة لأنها خارجة عن سلطة النظام منذ 4 سنوات، كما أن لها أهمية استراتيجية بالنسبة للحكومة لسورية على اعتبار أنها ملاصقة لمطار المزة العسكري، حيث سجن المزة الشهير ومركز المخابرات الجوية. وخلال سنوات الحصار الطويلة، خسرت المدينة المدمرة بشكل شبه كامل تسعين بالمئة من سكانها البالغ عددهم 80 ألف نسمة فيما يواجه من تبقى من السكان نقصاً حاداً في الموارد ويعانون من سوء التغذية. من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تقرير جديد إن تنظيم الدولة «داعش» ينتقل إلى مرحلة جديدة من الحرب ستؤدي على الأرجح إلى مزيد من الهجمات على أهداف مدنية دولية. وخلال الأشهر الستة الماضية ارتبط اسم «داعش» بهجمات أدت إلى مقتل أكثر من 500 شخص في 11 بلداً هي بنغلادش وبلجيكا ومصر وفرنسا وألمانيا وإندونيسيا ولبنان وباكستان وروسيا وتركيا والولايات المتحدة.