نظمت فعالية «البحرين للكل والكل للبحرين»، احتفالاً أمس بمشاركة 100 طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة من البحرينيين والمقيمين من مختلف الجنسيات، في مجمع السيف بالمحرق، حيث تضمن الاحتفال العديد من الفقرات الفنية والأنشطة الترفيهية والتفاعلية وعروض للمواهب والمسابقات بهدف بث المرح والبهجة في نفوس هذه الفئة من المجتمع.وقالت اللجنة المنظمة، إن الفعالية تأتي بالتعاون مع «دار يوكو للتأهيل» ومركز دعم الأسرة والمعهد الإقليمي للتوحد «ريا»، انطلاقاً من الاهتمام الذي توليه البحرين والتزامها بدعم مختلف شرائح المجتمع والتي تشمل الأطفال والبالغين من ذوي الاحتياجات الخاصة والذين يحتاجون اهتماماً خاصاً وتركيزاً أكثر. وأشارت اللجنة إلى أن الفعالية لاقت ترحيباً وإقبالاً كبيراً من الأطفال المشاركين والذين استمتعوا بالعديد من الأنشطة والألعاب وأجواء المرح التي تم تجهيزها خصصياً لتتناسب مع احتياجات كل مجموعة منهم، من أجل تشجيعهم وحثهم على المشاركة والاندماج في المجتمع وغرس القيم التي تحث على المبادرة والثقة، إضافة إلى ترك ذكريات طيبة ومؤثرة تبقى في ذاكرتهم ونفوسهم على الدوام. وأكدت اللجنة أن الفعالية استهدفت رفع الوعي الجماهيري تجاه قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم باعتباره سمة حضارية للمجتمعات المتقدمة، والعمل على تغيير اتجاهات المجتمع نحو هذه الفئة كمسؤولية مجتمعية لمحاربة الاتجاهات السلبية وتدعيم الاتجاهات الإيجابية في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ورعايتهم. وأشارت إلى أنها حرصت على أن تكون هذه الفعالية والأنشطة مليئة بالحيوية والمرح وفي وجود معلمي ذوي الاحتياجات الخاصة وأولياء أمورهم، بهدف تهيئة أجواء عائلية تساعدهم على الإحساس بالطمأنينة والسرور.فيما أعرب مدير مركز المعلومات للأمم المتحدة في البحرين سمير الدرابي عن شكره لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، على دعمه المتواصل لمثل هذه القضايا الجديرة بالاهتمام. وأشاد في تصريح، بتنظيم هذا الحدث الرائع الذي يوفر فرصة لهؤلاء الأطفال للاستمتاع وعرض مواهبهم وما يترتب على ذلك من رفع الوعي باحتياجاتهم الخاصة، مؤكداً أن الأمم المتحدة تأسست على مبدأ المساواة للجميع وكرامة وقيمة كل إنسان بغض النظر عن الدين أو اللون أو العرق أو الانتماء أو الحالة الصحية أو الاحتياجات الخاصة التي يمر بها. وعلى حق الجميع التمتع بكافة الحقوق الإنسانية الأساسية. وأكد أن بناء عالم شامل ومستدام للجميع يتطلب المشاركة الكاملة للأشخاص مهما تباينت قدراتهم، لافتاً إلى أن أهداف التنمية المستدامة الـ17 التي تضمنها جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة الذي اعتمده قادة العالم في سبتمبر 2015 في قمة تاريخية بالأمم المتحدة، تشمل العديد من القضايا التي تهم الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. حيث تنص خمسة أهداف على تلبية احتياجات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. ودعا الدرابي إلى العمل لتحويل هذه الالتزامات إلى أفعال جنباً إلى جنب مع الأشخاص من هذه الشريحة، حتى يتمكن العالم من السير قدماً بمشاركة الجميع. وشارك في الفعالية من خلال برنامج «سكايب» العمدة البريطاني فرانك ليتش، عمدة كرديتون، بمدينة ديفون في بريطانيا، الذي يعاني شخصياً من إعاقة حيث ولد بذراع قصيرة، ويستخدم قدمه فقط في إنجاز أموره الحياتية، وتقاعد فرانك من مجال التدريس وتفرغ لتربية أطفاله الخمسة بعد وفاة مبكرة لزوجته. وتحدث ليتش للأطفال عن قصة حياته من خلال محاضرة قصيرة ألقاها حول قبول الإعاقة في المجتمع وضرورة دمج المعاقين في المجتمع، بهدف تحفيزهم وتشجيعهم على مواصلة حياتهم بروح التفاؤل والعزيمة والإصرار لتحقيق أهدافهم في الحياة. وأشاد ليتش بأهمية هذه المبادرة في خلق المزيد من الوعي لدى الناس بذوي الاحتياجات الخاصة، مشيداً بدعم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء لذوي الاحتياجات الخاصة وحرص البحرين على كفالة حقوقهم كاملة. وتضمنت الفعالية حضور البحرينية «أم هلال» والتي شاركت الأطفال مرحهم برواية الحكايات والقصص التراثية القديمة، وأحيا الاحتفالية مجموعة من أبرز نجوم الفن، منهم فنان الراب والهيب هوب البحريني المايسترو «حمد الفردان»، ودي جي آوتلو الشهير، إلى جانب فنان الراب البحريني فليبراتشي والذين أضفوا أجواء المرح على الفعالية.فيما عبر المقيمون من الجاليات الأجنبية وأولياء الأمور الذين حضروا الاحتفالية عن شكرهم إلى البحرين حكومة وشعباً على حرصهم على دمج هذه الفئة في المجتمع، مشيدين بما يوليه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء من اهتمام ورعاية لذوي الاحتياجات الخاصة من خلال توجيهات سموه السديدة لتوفير كافة سبل الرعاية التي تكفل لهم الحياة الكريمة.