كتب - عبد الله إلهامي: كشف الرئيس التنفيذي لمجمع السلمانية الطبي د.وليد المانع أن الكوادر الطبية بالمجمع تبلغ 5500 موظف، يحوز قسم التمريض على القدر الأكبر منها وهو 2500 ممرض وممرضة، ويعقبهم الأطباء بعدد 778 طبيباً، وتحوز الخدمات المساندة على العدد المتبقي، بما فيهم الصيدلية والمختبر. وأكد أن المجمع يعاني من نقص الكوادر بسبب التطوير الدائم، وعدد الأسرّة الزائد والخدمات المتعددة، عوضاً عن التعداد السكاني المتنامي بشكل مستمر، مردفاً أن «النقص موجود بالفعل في التمريض والأطباء، والطلبات موجودة على طاولة الخدمة المدنية لتوفير الكوادر، إلا أن فئة الممرضين يصعب الحصول عليها من الخارج». وأضاف المانع أن ذلك يستهلك كثيراً من الطاقات والإمكانات، ورغم وجود النقص، فإن السلمانية تجتهد في استغلال مواردها بأفضل ما يمكن، مشيراً إلى أن بعض التخصصات تنخفض كوادرها، في حين أن البعض الآخر به زيادة، مؤكداً أن الكوادر الطبية موجودة، قائلاً «مادام هناك طلب متزايد على المجمع فإن الكوادر أيضاً في تزايد مستمر».وبين المانع أن مقولة «مجمع السلمانية لا يفي بالمستوى الذي يفترض أن يكون عليه» تقال دائماً بعد الأزمة التي مرت على المملكة، وذلك بغرض تحقيق مكاسب سياسية من وراء ذلك.ونفى المانع هجرة الكوادر الطبية، مردفاً «أتحدى أن تكون هناك إحصائية واحدة تبين ذلك.. والبيّنة على من ادّعى بمغادرة تخصصات يحتاجها السلمانية»، موضحاً أن البعض يحصل على فرص أفضل أو يتقاعد بسبب العمر، لكن الكفاءات ما زالت موجودة، مشيراً إلى أنه رغم الفترة التي عصفت بالمجمع خلال الأزمة، فإن ذلك لم يؤثر بقدر ما أذيع عن فصل عدد هائل من الأطباء، واختلال توازن الخدمات الطبية، مشيراً إلى أن عدد الأطباء الذين يخرجون خلال الإجازات الصيفية يتراوح بين 30 - 40 طبيباً، فيما أن عدد المفصولين من الكادر الطبي 10 أطباء فقط.وأكد أن هناك تعاوناً بين وزارة الصحة وديوان الخدمة المدنية لرفع مستوى رواتب الكادر الطبي، إذ أن الكوادر الخارجية يصعب عليها تقبل الرواتب الحالية، مشيراً إلى أن ذلك يعتبر سبباً في مغادرة البعض للسلمانية، ويعتبر ذلك من أحد الأسباب الموجودة.ولفت إلى أن الزيادة تتجه بشكل أكبر ناحية الخدمات، وذلك في ظل العمل على إيجاد حل لقضية الاستخدام الأمثل للخدمات الموجودة بالفعل، سواء من ناحية الأسرّة أو غيرها، إذ طرح مشروع «الأسرّة الفندقية» وقيّم من قبل مركز البحرين للتميز، ما أحدث فارقاً كبيراً.970 سريراً من جانبه قال رئيس الأطباء بمجمع السلمانية د.محمد العوضي إن ما يجعل المجمع مميزاً؛ اهتمامه بالمواطن قبل ولادته إلى ما بعد وفاته، موضحاً أن ذلك يعود لتوفر كافة التخصصات في مكان واحد، ما يمنحه قوة وميزة في علاج المرضى.وأضاف: حينما نتكلم عن النقص في الكوادر الطبية، فيجب أن نعرف أولاً متطلبات المجتمع من السلمانية، وما عليه أن يقوم به، فعدد سكان البحرين اليوم يبلغ مليون وربع نسمة، يعتمدون جميعهم على المجمع في كافة احتياجاتهم، لذلك يوجد نقص في كادري الأطباء والتمريض وحتى الخدمات المساندة، في ظل ذلك العدد الضخم.وأكد العوضي أن السلمانية طور من إمكاناته، حتى أصبح عدد الأسرّة في جميع الأقسام والأجنحة 970 سريراً، مشيراً إلى أن البعض يشكو من أن المجمع به العديد من الأسرّة غير المستخدمة، في حين أن هناك ضغطاً ببعض الأقسام الأخرى، فعلى سبيل المثال لا يمكن أن تنقل الأسرّة من قسم الحروق أو الأطفال إلى أقسام أخرى، عوضاً عن أنه لا يوجد ذلك النقص الهائل كما يثار.ولفت إلى وجود أسرّة كافية للبحرين بأكملها، لكنها تحتاج تنظيماً وترتيباً، إذ أن المواطن حينما يدخل للمستشفى فإنه يرغب عادة في البقاء لفترة أطول، ولا يريد الخروج حتى وإن كتب له الطبيب موعداً للمغادرة، ولا يمكن إجبار المرضى على ذلك، ما يتسبب بضغط وتأخير لمرضى آخرين لهم الحق الإدخال، فمثلاً قسم الأمراض الباطنية يعاني من الضغط، ويعتبر أكثر الأقسام من هذه الناحية، وذلك بسبب تأخير إخراج المرضى.وبين أن تلك المشكلة تحسنت مع مشروع الأسرّة الفندقية، والذي يتمثل في أن المريض حينما يدخل للطوارئ يشخص في أقل من أربع ساعات بقسم الباطنية، ولا يظل في الطوارئ أكثر من 12 ساعة قبل أن يحول إلى سريره بالقسم، في حين أنهم في السابق كانوا ينتظرون قرابة الأربع إلى خمسة أيام، مشيراً إلى أن ذلك النظام الجديد يحتاج إلى وقت لتعليم الأطباء والإدارة عليه.وتابع العوضي أن النظام الجديد يجعل الطبيب يخبر المريض قبل ترخيصه من المستشفى بيوم كامل، ويهيئ له الكادر التمريضي الأدوية وأوراق الخروج والمواعيد بشكل مبكر، لذلك لا يتأخر مريض الطوارئ في أخذ مكان مريض آخر.ولفت إلى أن 85-90% من مراجعي قسم الأمراض الباطنية يدخلون عن طريق الطوارئ وليس العيادات الصباحية أو الخارجية، مؤكداً أن المريض لا يطول بقاؤه في الطوارئ أكثر من نصف يوم، ومن ثم يحوّل إلى الأجنحة، مضيفاً ان «الأسرة الفندقية» استغرق عاماً كاملاً من تدريب الطوارئ والتمريض والكوادر في الأجنحة، لذلك فإن تحسن الخدمة يقابلها نقص في عدد الطلب على الأسرة.وقال العوضي إن الطوارئ يستقبل يومياً ما يتراوح بين 900 – 1000 مريض، وأكثر من نصفهم لا يحتاجون للطوارئ وإنما للمراكز الصحية، لافتاً إلى توجيه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء بوجود مركز صحي على مدار الساعة في كل محافظة، إلا أن الناس مع ذلك تصر على القدوم للمجمع أولاً، وقد يكون ذلك بسبب وجود خدمات أحياناً غير موجودة في المراكز، إلا أنها باتت تحتوي على الخدمات الأساسية مثل المختبرات وأقسام الأشعة.واشتكى العوضي من قلة عدد الاستشاريين في قسم الطوارئ، في حين أن من يغطي ذلك النقص هم الأطباء الخدميون، موضحاً أن القسم يعطي أولوية للحالات الحرجة مثل الحوادث أو القلب والتنفس، وأمراض الدم الوراثية مثل السكلر، والسرطانات، والجراحة الحرجة، لأنها حالات لا يمكن تأخيرها.وأشار العوضي إلى وجود العديد من طلبات استقدام استشاريين لدى ديوان الخدمة المدنية، لكن ما من كفاءات ترغب في القدوم للبحرين، بسبب ضعف الرواتب بالنسبة لهم، وهو السبب الرئيسي، والسبب الآخر هو الأزمة التي مرت بها المملكة، مشيراً إلى أن قسم التخدير قدم طلبات عدة لحاجته إلى تلك الفئة، إلا أنه لم يستطع جلب كوادر من الهند أو مصر، فعشرات الطلبات قدمت، ورفضت القدوم، عوضاً عن أن البعض منهم يعمل في دول خليجية مجاورة، وهناك فرق في الدخل، ويقارب ذلك الـ 2000 دينار.وأضاف: تمكن «السلمانية» من استقدام استشاريين لأمراض الدم الوراثية، وآخر للأورام بعقد خاص، رغم أن تلك العقود تحتاج موافقة من وزير الصحة، ومن ثم ديوان الخدمة المدنية.ولفت إلى أن المجمع ليس مستشفى خدمياً فقط وإنما تعليمي أيضاً، وتبدأ رواتب التدريب به من 500 دينار شهرياً، وحينما ينجح المتدرب في امتحان الرخصة يصبح بعدها موظفاً في وزارة الصحة، موضحاً أن أكثر الكوادر الطبية في السلمانية تحت التدريب، في حين أن الحاجة تتجه إلى «السينيور»، مضيفاً أن الدكاترة المتخصصين في المجمع على قدر عالٍ من الكفاءة.وقال العوضي إن «من خرجوا من السلمانية عدد قليل، وليس كما يثار بأن الكفاءات جميعها غادرت، فهم مجرد 10 أشخاص تقريباً، فعلى سبيل المثال قسم الأمراض الصدرية خرج منه د. مهدي لبلوغه سن التقاعد، ود.قباني الذي اتجه للطب الخاص، ولكن لا تزال هناك كفاءات، رغم أن بعضها يسافر للتدريب خارج المملكة.وذكر أن قسمي القلب والسكر يعاني كذلك من الضغط، مشيراً إلى أن حل مشكلة مرضى السكر، تمثل في تحويل المراجعين إلى المراكز الصحية، ومنح المراكز الأدوية اللازمة، إلا أن الناس مع ذلك تأتي للمجمع حباً فيه، رغم وجود طبيبين فقط في القسم ، والمراكز لديها أطباء عائلة مختصون.وأضاف أن قسم الولادة يعاني ضغطاً شديداً، يكمن في الأطفال حديثي الولادة لعدم وجود أجنحة كفاية، بل يحتاج إلى توسعة، كما أن الأمراض السرطانية بها عدد محدود من الاستشاريين، وقسم الأشعة به نقص كذلك، وذلك يؤثر على رعاية المرضى من ناحية تأخير وصول الخدمة للمريض، ما عدا الحالات الطارئة.، مشيراً إلى أن بعض الدكاترة الذين لا ينجحون في الرخص يسببون مشكلة، فلا يمكن ترقيتهم أو الاستغناء عنهم، وسنوياً يستقبل المجمع أطباء جدداً متخرجين حديثاً ما بين 50 – 100 طبيب.شواغر بالهياكل الحكوميةمن جانبه قال مدير عام السياسات والأجور بديوان الخدمة المدنية عادل حجي إن اختصاص الديوان هو تحديد الوظائف التي تحتاجها أي جهة حكومية، وعملية التوظيف تتم في الوزارة المعنية، وهي التي تحدد الأولويات بحسب ما يتوافر لديها من ميزانيات، مؤكداً أن هذا اختصاص أصيل للوزارة.وحول وجود شواغر في هيكل موظفي المجمع، بيّن حجي أن الهياكل الحكومية أغلبها بها شواغر، والمتبقي تحديد الأولويات، وشغل هذه الوظائف يكون من الوزارة وليس من ديوان الخدمة المدنية. يشار إلى أن طوارئ السلمانية يستقبل يومياً قرابة 1000 مريض، في حين أن هناك نقصاً كبيراً بعدد الاستشاريين، وفي المقابل فإن العدد الأكبر يستحوذ عليه الأطباء حديثو التخرج، إذ يستقبل المجمع سنوياً قرابة 100 طبيب جديد، ويبلغ عدد الكوادر الطبية بالمجمع 5500 موظف.ويبلغ عدد الأطباء في أقسام المجمع عموماً 778 طبيباً، ونسبة حديثي التخرج منهم 50-60%، بحسب الإحصائيات الرسمية للسلمانية، والتي تشير إلى أن قسم الباطنية به 126 طبيباً، يعقبه قسم الأطفال بـ 93 طبيباً، ومن ثم الجراحة بـ 77 طبيباً، وأمراض النساء والولادة بـ 73 طبيباً.