حوار - وليد صبريكشفت رئيس قسم برامج تعزيز الصحة بوزارة الصحة د. كوثر العيد أن «نسبة الوفاة بالأمراض المزمنة في البحرين تصل إلى 63 %»، مشيرة إلى أن «أمراض القلب والجهاز الدوري أحد أهم الأسباب المؤدية للوفاة في المملكة»، موضحة أن «الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الدهون وداء السكري والتدخين والسمنة تعد من أهم الأسباب المؤدية لأمراض الجهاز الدوري». وأضافت د. كوثر في حوار لـ «الوطن» أن «نسبة 32.9% من الفئة العمرية بين 20 إلى 64 سنة، تعاني من زيادة الوزن، بينما تبلغ نسبة الإصابة بالبدانة في تلك الفئة العمرية نحو 36.3%»، لافتة إلى أن «57.1% من البحرينيين لا يمارسون النشاط البدني». وقالت إن «38.2 % يعانون من ارتفاع ضغط الدم، و40 % مصابون بالكوليسترول»، مضيفة أن «34 % نسبة الوفيات في البحرين بسبب أمراض الجهاز الدوري».وأوضحت أن «السرطان يتسبب في وفاة 14 % من البحرينيين، فيما تتسبب أمراض الجهاز التنفسي في وفاة 3%، بينما تبلغ نسبة الوفيات جراء الإصابة بالسكري نحو 24%». وإلى نص الحوار:الأمراض المزمنة * ما أبرز الأمراض المزمنة في البحرين؟ وما نسبة الإصابة بها مجتمعة؟- تعتبر أمراض القلب والجهاز الدوري أحد أهم الأسباب المؤدية للوفاة في مملكة البحرين، وتعد الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الدهون وداء السكري والتدخين والسمنة من أهم الأسباب المؤدية لأمراض الجهاز الدوري، وتخصص وزارة الصحة نسبة كبيرة من ميزانيتها لتوفير الأدوية لمعالجة هذه الأمراض، ناهيك عن الأجهزة والتحاليل المخبرية التي توفرها لتشخيص ومعالجة مضاعفات هذه الأمراض، وقد تم دمج عيادة الأمراض المزمنة في نظام الرعاية الصحية الأولية، بحيث يتم فيها التركيز على خفض العوامل المساعدة لحدوث أمراض القلب منذ البداية مثل ارتفاع نسبة الدهون والتدخين والسمنة، وبهذه الطريقة نستطيع تلافي مضاعفات هذه الأمراض، وتتواجد تلك العيادات في جميع المراكز الصحية، حيث يقوم بالعمل كل من الطبيب والممرضة بالتعاون مع السجلات الطبية وأخصائي تعزيز الصحة بالمركز الصحي، ويعتبر تثقيف المرضى بهذه الأمراض ومساعدتهم في اتباع أنماط الحياة الصحية أحد أهم المحاور التي تتناولها هذه العيادة بالإضافة للعلاج، ومن باب الوقاية بدأت العيادة مؤخرا في تقديم بعض التطعيمات لمرضى السكري، كتطعيم الأنفلونزا الموسمية، وتطعيم الدفتيريا والخناق، وتطعيم التهاب الكبد الوبائي «ب»، والتطعيم المدمج ضد المكورات الرئوية، والتطعيم ضد المكورات الرئوية «المتعدد السكريات»، وتطعيم جديري الماء. ونحن بادارة تعزيز الصحة نعمل مع هذه العيادات لزيادة الوعي الصحي والذي يترتب عليه التقليل من الإصابة بالأمراض والتقليل من مضاعفاتها أو الحد منها، حيث تعد الأمراض المزمنة غير المعدية من أهم أسباب اعتلال الصحة والوفاة في مملكة البحرين والخليج والعالم، وتشير الإحصائيات إلى أن 60 % من وفيات العالم بسبب هذه الأمراض، وخمس دول في مجلس التعاون ضمن قائمة أعلى عشر دول في معدل الإصابة بالسكري. وفي مملكة البحرين بلغت نسبة انتشار عوامل الخطورة في الفئة العمرية بين 20 إلـــى 64 سنــــة، بالنسبة لزيـــادة الوزن نحــــو 32.9 %. أما البدانة فقد بلغت نسبة الإصابة بها 36.3%، و38.2 % نسبة المصابين بارتفاع ضغط الدم، كما أن 57.1% لا يمارسون نشاطاً بدنياً، و40% من تلك الفئة العمرية مصابون بارتفاع الكوليسترول، و13.5 % يعانون من ارتفاع في نسبة السكري بالدم.* ما الأمراض المزمنة التي يمكن أن تؤدي للوفاة في البحرين؟- حسب إحصائيات مملكة البحرين لعام 2013، نسبة الوفاة بسبب الأمراض المزمنة غير المعدية تصل إلى 63 %، و34 % بسبب أمراض الجهاز الدوري، و24 % بسبب مرض السكري، و14 % بسبب الأمراض السرطانية، و3% بسبب أمراض الجهاز التنفسي.* ما أبرز مهام قسم برامج تعزيز الصحة؟- يعمل حالياً قسم برامج تعزيز الصحة بإدارة تعزيز الصحة على وضع وتطوير خطط وبرامج تعزيز الصحة التي تعالج مشاكل الصحة العامة كأولوية في مملكة البحرين، بالتعاون مع الوزارات ذات العلاقة بتعزيز الصحة، ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، والتي من شأنها تعزيز أنماط الحياة الصحية، للوقاية من الأمراض المزمنة غير السارية، والتقليل من مضاعفاتها. فمن مهام القسم تحديد احتياجات المجتمع التوعوية، وانطلاقتنا تكون من خلال المراكز الصحية، وعليه يتم وضع البرامج التوعوية لتعزيز السلوك الصحي للوصول إلى هدف الوقاية الذاتية من الأمراض، الأمر الذي يؤدي إلى تزايد نشر الوعي المجتمعي لأسباب عديدة.* مع حلول شهر رمضان المبارك، من هم المرضى الممنوعون من الصيام؟- أي مريض بأي مرض من الأمراض المزمنة حالته الصحية غير مستقرة ويحتاج لتناول الأدوية أكثر من مرتين باليوم ممنوع من الصيام، حتى تستقر حالته الصحية، مثل مريض السكري المعتمد على الأنسولين، والمرضى الذين يتناولون أدوية مدرة للبول، ومرضى الغسيل الكلوي أيام الغسيل أو إذا كانت حالتهم الصحية غير مستقرة في أيام غير الغسيل، ومرضى القلب مثل مرضى الجلطة الحديثة، والمصابون بهبوط حاد شديد لم يسيطر عليه بعد، والمصابون بالذبحة القلبية غير المستقرة، والمرضى الذين هم في حاجة لدخول المستشفى، والذين يحتاجون إلى علاج في أثناء النهار عن طريق الفم أو الحقن، والمصابون بتليف الكبد والمصاحب بفشل كبدي، ومرضى الكبد الذين يتناولون دواء «الانترفيرون» الذي يسبب لهم مضاعفات.ضوابط مريض السكري* ما الضوابط التي يجب على مريض السكري اتباعها خلال الصيام؟- الأمر الأول، لابد من زيارة الطبيب بالمركز الصحي للتأكد من قدرة مريض السكري على الصوم، وهناك نوعان من المرضى المصابين بالسكري، مرضى السكري من النوع الثاني «غير المعتمد على الأنسولين»، وأثبتت دراسات علمية أن مرضى السكري من النوع الثاني يمكنهم الصيام في رمضان بأمان ودون مضاعفات، وهناك مرضى السكري من النوع الأول «المعتمد على الأنسولين» وهذا النوع أقل شيوعاً من النوع الثاني، لكنه يحتاج إلى عناية أكبر، وبعض الدراسات العلمية أكدت أن بعض المرضى يمكنهم الصيام في رمضان، لكن مع الاحتياط والانتباه وأخذ الملاحظات الطبية بعين الاعتبار، ولابد من أن تكون الحالة الصحية للمريض مستقرة قبل رمضان، وألا يكون السكري من النوع المتذبذب، الذي تصاحبه حالات انخفاض أو ارتفاع إلى حد الوصول إلى الحموضة الكيتونية المتكررة، ويفضل ألا تكون الجرعة التي يستخدمها المريض من الأنسولين عالية، خصوصاً تلك التي يأخذها قبل وجبة السحور وتعدل حسب استشارة الطبيب. الأمر الثاني، لابد من تناول الغذاء الصحي المتكامل، ويجب على مريض السكري عدم إهمال غذائه في رمضان، وأن يتناول ثلاث وجبات، واحدة عند الإفطار، وأخرى عند السحور، ولابد من وجبة ثالثة خفيفة بينهما قبل النوم بساعتين، مع ضرورة الإكثار من شرب الماء والسوائل غير المحلاة، وعدم شربها كلها دفعة واحدة، بل توزيعها على فترات بين وجبتي الإفطار والسحور. ولا بأس من ان يستمتع مريض السكري بحلويات رمضان ومقلياته، لكن بالقدر المعقول الذي يتناسب مع حالته الصحية، وكمية السعرات الحرارية المحددة له في اليوم من قبل عيادة السكري بالمركز الصحي. الأمر الثالث، هناك نقطتان أساسيتان لابد من الانتباه لهما بالنسبة لكيفية استعمال الدواء في رمضان هما توقيت جرعات الدواء ومقدار الجرعة، ويتفق الأطباء على أن جرعة الصباح قبل رمضان تصبح مع وجبة الإفطار، وتصبح جرعة المساء مع السحور، ولكل مريض وضعه وحالته الخاصة، وعلى المريض مناقشة ذلك مع الطبيب بالمركز الصحي.الأمر الرابع، لابد أن ينتبه مريض السكري الصائم للفترة الحرجة، وهي الفترة التي تسبق صلاة المغرب بساعة أو ساعتين، لأن مستوى السكري فيها يكون متدنياً، لذلك تجنب إجهاد نفسك في هذه الفترة، وتجنب النوم فيها، لأن السكر قد ينزل مستواه وأنت نائم لا تشعر، وإذا شعر المريض بأعراض انخفاض السكري والتي تتضمن الشعور بالجوع مع الدوخة والصداع والتعرق والعصبية والشعور بالضعف العام، فعليه أن يقطع صيامه ويتدارك نفسه بتناول كأس من العصير ولو كان ذلك قبل أذان المغرب.* كيف تصوم الحامل دون مضاعفات على صحتها أو على صحة الجنين؟- المرأة الحامل التي ترغب في الصوم يجب أن تكون بصحة جيدة وتتقيد بوجبتي الإفطار والسحور، وبينهما وجبة خفيفة ثالثة قبل ساعتين من الذهاب للنوم. الوجبتان تكونان مكتملتي العناصر الغذائية، حيث تمداها بالطاقة طوال اليوم التالي، ولابد من تقليل الدهون والملح والانتباه للحلويات والسكريات وتناول القليل منها، وعليها الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل البيض والألبان وشراب كمية كبيرة من السوائل، ويجب عليها الخلود للراحة فترة طويلة خلال النهار ومراقبة حملها جيداً وعدم التردد في مراجعة الطبيب لدى تعرضها لأي انتكاسة صحية ناتجة عن الصوم كالإغماء أو التفاوت في مستوى ضغط الدم أو السكر.* كيف يصوم مريض الكبد في رمضان دون مضاعفات؟- ضرورة استشارة الطبيب المعالج حول إمكانية الصيام وعن النظام الغذائي الواجب اتباعه والنظام البدني المسموح به، وعادة لا توجد موانع للصيام بالنسبة لأغلب المرضى، خصوصاً المرضى الذين لا يعانون من أمراض مزمنة أو مستعصية أو أمراض في المراحل المتأخرة، ولا توجد لديهم مضاعفات من المرض أو أي أمراض أخرى مصاحبة، وأيضاً في حال لا توجد أدوية تؤخذ على فترات متقاربة أو مدرات للبول تؤخذ بجرعات عالية، وذلك لتجنيب المريض خطورة الفقد الحاد للسوائل مع الصيام، وقد يكون الصيام مفيدا لبعض المرضى مثل المصابين بتشحم الكبد، حيث إن الصيام مع الحمية الغذائية المناسبة قد يؤديان إلى انخفاض الوزن وانخفاض نسبة الدهون في الدم ومن ثم تحسن حالة الكبد.ويمكن للمرضى المصابين بالكبد تناول الطعام مثل أي شخص آخر، لكن هنالك البعض ممن يجب عليهم مراعاة بعض الأمور في غذائهم، خصوصاً المرضى المصابين باحتشاء السوائل والمصابين بالاعتلال المخي الكبدي وتكرار الغيبوبة الكبدية أو تناول المدرات للبول، فلابد من تقليل الملح ومن الدهون الحيوانية الموجودة في اللحوم إضافة إلى تقليل كمية البروتينات، وتقليل العصائر والتمور.* ما الضوابط الصحية التي يجب أن يتبعها مريض الكلى أثناء الصيام؟- مريض الحصيات الكلوية بحاجة إلى مزيد من السوائل، والجفاف ربما يسبب له المغص الكلوي أو زيادة ترسب الحصى، وهذا يختلف من شخص إلى آخر. كما يختلف حسب حرارة الجو والنشاط الذي يبذله الصائم، ونوع الغذاء الذي يتناوله، ولذا فإن النصيحة المهمة لمرضى الحصيات، إذا رغبوا في الصيام، أن يكثروا من شرب السوائل على فترات بين وجبتي الافطار والسحور، وخصوصاً فترة السحور، واذا أصيب بآلام شديدة عليه مراجعة المركز الصحي، وقد يتطلب العلاج وضع مصل مغذٍّ في الوريد وهذا يفطر الصائم. وبالنسبة لأمراض التهابات المسالك البولية يمكنهم استخدام مضادات حيوية يمكن أخذها مرتين في اليوم وعلى المريض الإكثار من شرب السوائل على فترات بين وجبتي الإفطار والسحور، أما مرضى زراعة الكلى فلهم وضعهم الخاص، فالكلية المزروعة لهم يجب المحافظة عليها، ويجب عليهم استشارة الطبيب المختص للتأكد من الحالة الصحية ووضع الكلية بالنسبة للصيام. * هل يستطيع مرضى القلب صيام شهر رمضان دون مضاعفات؟ وما الإجراءات التي يجب اتباعها؟- أمراض القلب كثيرة أشهرها أمراض شرايين القلب وأمراض الصمامات، وهبوط القلب واضطرابات نبضات القلب أو اضطرابات النظام القلبي، وبعض الدراسات العلمية أثبتت أن مرضى القلب يمكنهم الصيام، ومما ساعد على ذلك وجود الأنواع الجديدة من الأدوية ذات المفعول الطويل، والتي يمكن تناولها مرة واحدة في اليوم فقط، ويجب عليهم استشارة الطبيب المختص للتأكد من الحالة الصحية والقدرة على الصيام.* كيف يتمكن الأطفال من صيام رمضان دون مضاعفات؟- علينا تعويد الطفل على الصيام من سن السابعة والصيام الكلي من العاشرة، وأيضاً يختلف الأمر من طفل إلى آخر حسب وزنه وحالته الصحية العامة وهناك بعض النصائح لابد من اتباعها لكي يتمكن الطفل من الصيام دون مضاعفات لعل أبرزها التدرج في تدريب الطفل على الصيام. كما أن وجبة السحور شرط أساس لصيام الطفل ويجب أن تحتوي على كربوهيدرات، ولا بد من إمداد الطفل بسوائل متنوعة طوال فترة ما بعد الإفطار يضمن تعويض حالة الجفاف التي تحدث خلال النهار، وخلال الصيام ينبغي تجنب الوقوف واللعب في الشمس.