عواصم - (وكالات): قال سفير المملكة العربية السعودية في العراق ثامر السبهان، إن «تواجد شخصيات إرهابية إيرانية قرب الفلوجة يعتبر دليلاً على ما تريده طهران من وراء ذلك»، مضيفاً في تغريدة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، «تويتر» «وجود شخصيات إرهابية إيرانية قرب الفلوجة دليل واضح بأنهم يريدون حرق العراقيين العرب بنيران الطائفية المقيتة وتأكيد لتوجههم بتغيير ديمغرافي»، بينما اتهم تحالف القوى العراقية «جماعات مسلحة منفلتة» بارتكاب جرائم ضد المدنيين الفارين من مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار غرب العراق.وفي وقت لاحق، قالت مصادر عسكرية بجهاز مكافحة الإرهاب إن القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي أمر بإعفاء قائد عمليات الفلوجة الفريق عبدالوهاب الساعدي من منصبه وعين اللواء سامي العارضي بدلا عنه.من ناحية أخرى، اتهم تحالف القوى العراقية «جماعات مسلحة منفلتة» بارتكاب جرائم ضد المدنيين الفارين من مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار غربي العراق.وطالب التحالف -الذي يضم الأحزاب السياسية السنية المشاركة في العملية السياسية- بعدم غض النظر عن جرائم تلك الجماعات التي تحكمها عقدة الانتقام الجماعي، داعياً إلى محاسبة مرتكبيها.كما حمل تحالف القوى الوطنية رئيس الوزراء حيدر العبادي مسؤولية إدارة معركة الفلوجة بما يضمن الحفاظ على وحدة العراقيين وأرواح المدنيين الأبرياء.وسبق أن ندد رئيس ائتلاف «متحدون» أسامة النجيفي بالانتهاكات التي ترافق عمليات استعادة محيط الفلوجة، مطالباً رئيس الوزراء العبادي بتحمل المسؤولية.وقال النجيفي إن الواقع يشير إلى أن عمليات استعادة محيط الفلوجة من تنظيم الدولة رافقتها انتهاكات غير مقبولة وعمليات خطف وإعدام جماعي لا تقرها القوانين ولا الأخلاق. وأضاف النجيفي أن هذه الانتهاكات تقوم بها جماعات مسلحة تعمل خارج السيطرة وتهز مصداقية القائد العام للقوات المسلحة «العبادي»، حيث لم يجرِ تحقيق مع من قام بهذه الأفعال.وفي السياق قال المستشار الإعلامي لمجلس محافظة الأنبار عبدالقادر الجميلي إن أكثر من ألف مدني من سكان المناطق المحيطة بالفلوجة محتجزون لدى القوات الأمنية بحجة التحقيق معهم رغم انقضاء مدة طويلة على اعتقالهم.وأضاف الجميلي أن مجموع المدنيين الذين تمكنوا من الخروج من مناطق شمال الفلوجة قد تجاوز 10 آلاف مدني، مضيفاً أن المنظمات الدولية والوزارات المعنية لم تتفاعل مع هذه الأزمة الكبيرة. ووفق الأمم المتحدة، فإن نحو 50 ألف مدني لايزالون في مدينة الفلوجة، بينهم ما لا يقل عن 20 ألف طفل، في حين أن من استطاع الخروج منهم طيلة الأيام العشرة الماضية لا يتجاوزون بضعة آلاف في أحسن التقديرات.وباتت المعاملة السيئة وانعدام المخيمات الملائمة لمن خرج منهم هرباً من بطش «داعش» هاجساً، دفع آخرين للبقاء في منازلهم ومواجهة مصيرهم ولو إلى حين.وقد أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية نزوح 868 أسرة من الفلوجة ومحيطها مع اشتداد المعارك هناك بين القوات العراقية مدعومة بميليشيات الحشد الشعبي وبين «داعش»، في ظل مخاوف على مصيرهم مع توالي التقارير عن انتهاكات يتعرض لها بعض النازحين على يد الميليشيات.ودفعت هذه التقارير وزارة الخارجية الأمريكية للإعراب عن قلقها إزاء ارتكاب الجيش العراقي ومليشيات الحشد الشعبي انتهاكات في الفلوجة.وأظهرت صور جديدة بثها ناشطون إهانة الميليشيات للمدنيين النازحين من محيط الفلوجة بضربهم وإجبارهم على التلفظ بعبارات مهينة بحق أنفسهم.وفي تطور آخر، قالت مصادر عسكرية بجهاز مكافحة الإرهاب إن القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي أمر بإعفاء قائد عمليات الفلوجة الفريق عبدالوهاب الساعدي من منصبه وعين اللواء سامي العارضي بدلاً عنه. ورفضت المصادر العراقية الرسمية إعطاء أي أسباب لقرار إقالة الساعدي وخلافته بالعارضي الذي كان يشغل منصب معاون قائد جهاز مكافحة الإرهاب العراقي قبل تسميته لمنصبه الجديد. ودخلت عملية استعادة الفلوجة التي بدأتها القوات العراقية مدعومة من ميليشيات الحشد الشعبي وقوات الحشد العشائري يومها الرابع عشر، وقتل في الأيام الماضية عشرات من القوات العراقية والعناصر الموالية لها، واتهمت تلك القوات بارتكاب تجاوزات في حق المدنيين بالمدينة التي يسيطر عليها «داعش» منذ يناير 2014.وفي وقت سابق، أعلنت القوات العراقية السيطرة التامة على ناحية الصقلاوية وإحكام الطوق على الفلوجة وبدء التوغل في ـحياء المدينة. وقال قيادة العمليات المشتركة في بيان إن «جهاز مكافحة الإرهاب اقتحم مدينة الفلوجة من الجهة الجنوبية وسيطر على النعيمية ويحاصر أحياء جبيل والشهداء». وقال قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق عبد الوهاب الساعدي أمس، إن «قواتنا تطوق الآن منطقتي جبيل والشهداء بالجزء الجنوبي من مركز الفلوجة». وتابع «تفصلنا عن بناية قائممقامية قضاء الفلوجة ثلاثة كلم». وكانت قيادة العمليات المشتركة أكدت أن «الفرقة 14 من الجيش العراقي والحشد الشعبي تمكنا من اقتحام مركز ناحية الصقلاوية من جهة الطريق السريع ويرفعان العلم العراقي على مبانيها». وبحسب القيادة، فإن طائرات التحالف وجهت ضربة لقارب يقل مجموعة من مسلحي التنظيم أثناء محاولتهم الفرار من الصقلاوية عبر نهر الفرات وقتلتهم جميعاً. والصقلاوية ذات أهمية استراتيجية للتنظيم من ناحية الإمداد كونها الرابط بين الفلوجة وجزيرة الخالدية الممتدة إلى صحراء الأنبار التي مازال التنظيم يسيطر عليها وصولاً إلى الشرقاط ومن ثم إلى الموصل. وقال مسلحون شيعة في العراق مدعومون من إيران إنهم يخططون لاقتحام الفلوجة بمجرد خروج المدنيين منها في تراجع عن تصريحات سابقة قالوا فيها إنهم سيتركون تلك المهمة للجيش العراقي. واعلن هادي العامري قائد منظمة بدر أحد أبرز فصائل الحشد الشعبي الشيعية «نحن الحشد سوف لن ندخل الفلوجة مادام فيها عوائل». وتحدث العامري للصحفيين أثناء تجوله في أحد جبهات القتال قرب الفلوجة. وقال الأسبوع الماضي إن المسلحين الشيعة سيشاركون في عمليات التطويق ويتركون اقتحام المدينة للجيش.