عواصم - (العربية نت، وكالات): كشفت وثائق مسربة أن «وكالة الأمن القومي الأمريكية تجسست على 125 مليار اتصال هاتفي ورسائل نصية خلال شهر يناير من العام الجاري، كانت غالبيتها على دول شرق أوسطية، حيث بلغت أكثر من 19 مليار عملية تجسس شملت دولاً عربية»، وفقاً لتقرير بثته قناة «العربية». وذكر موقع «Cryptome» المتخصص في نشر الوثائق السرية، أنه «جرت 7.8 مليار عملية تجسس على الاتصالات في المملكة العربية السعودية، ومثلها في العراق، فيما وصل سقف عمليات التجسس على مصر إلى 1.9 مليار اتصال، و1.6 مليار اتصال في الأردن».وأكبر عمليات التجسس «كانت في أفغانستان، حيث تم التنصت على 21.98 مليار عملية اتصال فيها، وأتت بعدها باكستان بـ12.76 مليار اتصال، والهند بـ6.28 مليار اتصال، وأتت في رابع مرتبة بين دول الشرق الأوسط إيران مع التنصت على 1.73 مليار اتصال»، بحسب الوثائق. في الوقت ذاته، ذكرت وسائل إعلام ألمانية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يعلم منذ 2010 أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تخضع لعملية تنصت قد تكون بدأت منذ 2002، ما يزيد من فداحة قضية التجسس من قبل وكالة الأمن القومي الأمريكية. ونقلت صحيفة «بيلد إم تسونتاغ» الألمانية عن مصادر في الاستخبارات الأمريكية أن رئيس وكالة الأمن القومي الأمريكية كيث ألكسندر أبلغ أوباما بعملية تنصت على اتصالات ميركل منذ 2010. وقال مسؤول في الوكالة للصحيفة إن «أوباما لم يوقف هذه العملية بل تركها تستمر».وأعلن البيت الأبيض أنه لا يوجد تسجيل لمكالمات ميركل الهاتفية ولن يحصل ذلك في المستقبل، رافضاً القول ما إذا كانت الولايات المتحدة فعلت ذلك من قبل.من جهة أخرى وصفت «بيلد وشبيغل» النشاط الحثيث لخلية التجسس في الطابق الرابع من سفارة الولايات المتحدة في برلين على مرمى حجر من مباني الحكومة الألمانية، حيث كانت الولايات المتحدة تتابع ميركل وغيرها من المسؤولين الألمان. وأشارت «شبيغل» إلى وثيقة سرية مؤرخة في 2010 أوردت أن أجهزة التجسس الأمريكية تملك 80 خلية للمراقبة الإلكترونية في العالم، وخصوصاً في باريس ومدريد وروما وبراغ وجنيف وفرانكفورت.وإذا كان التنصت على المستشارة الألمانية قد بدأ منذ 2002، فذلك قد يعني أنه كان في عهد الرئيس جورج بوش وأن الولايات المتحدة كانت تتجسس على أنجيلا ميركل عندما كانت زعيمة المعارضة، أي قبل 3 سنوات من توليها منصب المستشارة. وفي دلالة على استياء برلين من وكالة الأمن القومي شدد وزير الداخلية هانس بيتر فريدريش لهجته تجاه واشنطن. وصرح لصحيفة «بيلد أوم تسونتاغ» أن «التجسس جريمة ويجب محاكمة من يمارسه». من جهتها، ذكرت صحيفة «ميل أون صندي» البريطانية أن الولايات المتحدة استخدمت قاعدة جوية في بريطانيا للتنصت على المكالات الهاتفية لميركل، والعشرات من زعماء العالم الآخرين. وقالت الصحيفة إن الموظف السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكي، كيرك ويبي، والذي عمل فيها لمدة 30 عاماً ربط بريطانيا بفضيحة التجسس الأمريكية على قادة العالم، عبر قاعدة مينويث هيل في مقاطعة يوركشاير الشمالية التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، والتي تديرها الوكالة الأمريكية وتعتبر أكبر منشأة لمراقبة واعتراض الاتصالات في أوروبا.وفي واشنطن، تظاهر آلاف المحتجين للمطالبة بإقرار قانون لإصلاح برامج المراقبة التي كلفت بها وكالة الأمن القومي المتهمة بانتهاك الحياة الخاصة، وهم يرفعون لافتات كتب عليها «أوقفوا الأخ الأكبر» و»أوقفوا التجسس على الجماهير».وبعد 12 عاماً تماماً على تبني الكونغرس للقانون الوطني «باتريوت أكت» لتوسيع عمل الاستخبارات في مجال مكافحة الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، دعا المحتجون إلى وقف «التجسس الأمريكي» و»الأكاذيب».ومنذ يونيو الماضي كشفت تسريبات المستشار السابق في الوكالة المكلفة بمراقبة الاتصالات إدوارد سنودن، تسجيل معطيات هاتفية لمواطنين أمريكيين ومراقبة مكالمات ملايين الفرنسيين والتنصت على الهواتف الجوالة لعدد من قادة الدول، وأبرزهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيسة البرازيلية ديلما روسيف.وأدى الكشف عن المعلومات إلى إحراج كبير لإدارة الرئيس باراك أوباما.وينوي الكونغرس الأمريكي عقد جلسات استماع بشأن برامج المراقبة في الأسابيع المقبلة، بينما طرح عدد من مشاريع القوانين لتعديل هذا النظام. وفي رسالة وجهها إلى المتظاهرين، قال سنودن «لا يجري أحد في أمريكا اتصالاً بدون أن يكون له تسجيل لدى وكالة الأمن القومي، اليوم لا عملية شراء عبر الإنترنت تدخل إلى أمريكا أو تدخل منها بدون أن تمر على وكالة الأمن القومي». وأضاف أن «ممثلينا في الكونغرس يقولون لنا إن هذا ليس مراقبة وهذا خطأ».
International
أكثر من 19 مليار عملية تجسس أمريكية على دول عربية
28 أكتوبر 2013