عواصم - (وكالات): أعلن أبومهدي المهندس معاون قائد قوات «الحشد الشعبي»، الممثل بفصائل شيعية أن هذه القوات المدعومة من طهران ستشارك في اقتحام وسط الفلوجة في حال تباطؤ عملية استعادة السيطرة على المدينة التي تعتبر أحد أبرز معاقل تنظيم الدولة «داعش» في العراق، بينما أمر رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بملاحقة مقاتلين من ميليشيات الحشد الشعبي متهمين بارتكاب «انتهاكات» بينها القتل، بحق مدنيين خلال مشاركتهم في الحملة العسكرية لاستعادة المدينة، كبرى مدن محافظة الأنبار غرب البلاد، من قبضة «داعش»، في حين سجلت حالات وفيات بين النازحين من المدينة غرقاً بعد أن استهدفهم «داعش» وهم يعبرون نهر الفرات، بينما قتل نازحون آخرون على يد قناصة التنظيم.وحددت مهمة قوات الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية منذ بدء العملية التي انطلقت قبل أسبوعين بتحرير ضواحي الفلوجة غرب بغداد فيما تركت مهمة اقتحام المدينة لوحدات النخبة في الجيش. وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي أكد في وقت سابق أن قوات الحشد لن تدخل المدينة تجنبا لاحتمال حدوث انتهاكات قد تغذي التوتر الطائفي. وقال أبومهدي المهندس معاون قائد قوات الحشد الشعبي، الممثل بفصائل شيعية «نحن شركاء في التحرير لم تنته مهمتنا». وأضاف «أنجزنا الواجبات التي أنيطت بنا ضمن خطة التطويق، وخطة التحرير أنيطت بقوات أخرى». وتابع «نحن موجودون في المنطقة وسنبقى داعمين للقوات الأمنية إن تمكنت بسرعة من تحرير المدينة». لكنه استدرك قائلاً «إذا لم تتمكن من ذلك فسندخل معهم لتحريرها». وحذر المهندس قائلاً إن «إطالة أمد التحرير سيكلف القوات المسلحة تضحيات وسيكلف المدينة تدميراً أكبر، كما جرى في الرمادي» في إشارة إلى كبرى مدن الأنبار التي تمت استعادتها نهاية العام الماضي. كما بعث قادة فصائل تعمل تحت مظلة الحشد الشعبي برسائل مماثلة تحمل هذا المضمون. وكان هادي العامري زعيم فيلق بدر أحد أهم الفصائل في الحشد أكد مراراً أن قوات الحشد لن تشارك في اقتحام المدينة. لكنه قال لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية «لن يستطيع أحد منعنا من الدخول». ويعد المهندس الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع إيران، أبرز الشخصيات القيادية لقوات الحشد الشعبي التي تخوض عمليات لاستعادة الأراضي التي استولى عليها «داعش» في يونيو 2014. وأكد العميد يحيى رسول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة «تقدم القوات الأمنية وتضييق الخناق وقطع طرق الإمدادات عن العدو ومحاصرة منطقتي جبيل والشهداء» في جنوب الفلوجة. وأضاف «المقاومة الآن أصبحت ضعيفة. التنصت على أجهزة الاتصال أكد لنا شح المواد الغذائية والعتاد لدى التنظيم الإرهابي». وتابع أن قوات «الحشد الشعبي أدت المهام المطلوبة منها من خلال تحرير مئات الكيلومترات والآن تحاصر المسلحين داخل مدينة الفلوجة»، موضحاً أنها ستشارك في تحرير مركز المدينة «في حال طلب القائد العام للقوات المسلحة «رئيس الوزراء» ذلك». وبدأت القوات العراقية بمساندة التحالف الدولي بقيادة واشنطن، منذ فجر 23 مايو الماضي، عمليات لاستعادة الفلوجة من قبضة المتطرفين الذين يسيطرون على المدينة منذ يناير 2014. وفرض الحشد الشعبي والقوات العراقية النظامية طوقاً حول الفلوجة التي قال المهندس إن هناك نحو 2500 مقاتل داخلها حالياً. واقتحمت قوات مكافحة الإرهاب الفلوجة قبل نحو أسبوع وتمكنت من السيطرة على حي النعيمية جنوب المدينة لكنها لاتزال تواجه مقاومة أدت إلى تباطؤ في تقدمها. من ناحية أخرى، سجلت حالات وفيات بين النازحين من مدينة الفلوجة العراقية غرقاً بعد أن استهدفهم تنظيم «داعش» وهم يعبرون نهر الفرات، بينما قتل نازحون آخرون على يد قناصة التنظيم.وأفادت مصادر بغرق 13 مدنياً من أهالي منطقة الحصي جنوب المدينة، غالبيتهم من النساء والأطفال، حاولوا الوصول إلى الضفة الثانية باتجاه ناحية عامرية الفلوجة التي تقع تحت سيطرة القوات الأمنية.وأعلن رئيس المجلس المحلي لناحية العامرية، شاكر العيساوي، أن قسم الطوارئ في مستشفى العامرية تلقى جثامين 13 شخصاً غالبيتهم أطفال ونساء قضوا غرقاً في نهر الفرات بعد استهداف زوارقهم بنيران تنظيم «داعش» الذي يستهدف جميع العوائل المتجهة عبر نهر الفرات باتجاه القوات الأمنية على الجهة الثانية.
العبادي يعترف بارتكاب ميليشيات شيعية انتهاكات في الفلوجة
06 يونيو 2016