رددت مسنات «دار يوكو» لرعاية الوالدين أغاني استقبال شهر رمضان الجميلة «حياك الله يا رمضان»، ارتسمت فرحة حلوة على الملامح حتى امتزجت ملامحهن بسماحة الشهر الفضيل، لم يثنيهن عبء السنين عن الاحتفال برمضان، وكأنهن يتشبثن بالزمن الجميل خوفاً من ضياع البقية الباقية من الأيام الخوالي من بين أيديهم. وتؤكد أمينة ياسين - إحدى ضيوف الدار- أنه في السابق كانت الاستعدادات للمائدة الرمضانية تبدأ منذ حلول شهر رجب، حيث يتم تنقية «الهريس والعيش» ثم يتم غسلها وإعداد البزار والبهارات، يأتي شهر شعبان ليتم طحن ما يراد طحنه، وتشير أمينة إلى أنه ما إن يأتي منتصف شهر شعبان حتى تجهز كافة استعدادات شهر رمضان، ويكون كل بيت متأهب لاستقبال الشهر العظيم. وتؤكد ياسين أن «السفرة» الرمضانية تغيرت اليوم عن أيام «أول»، مشيرة إلى أن السفرة في تلك الأيام كان يتصدرها الطبق الرئيس «العيش أو الهريس»، بالإضافة إلى «الثريد» والكباب أحياناً، موضحة أن الكباب كان يعد فقط من طحين الكباب وليس مثل اليوم حيث يوضع فيه الخضرة والطماطم. وأشارت إلى أن السفرة الرمضانية لم تكن تحتوي على السلطة، وإنما كانت هناك الخضرة «البقل والرويد» فقط، مؤكدة أن الحلوى كانت تقتصر على «محلبية العيش وقليل من التمر والساقو المصاحب للقهوة والخبيص في بعض الأحيان، ولم تعرف الأسر البحرينية العصائر الشائعة اليوم، وإنما اقتصرت «السفرة الرمضانية» على «شراب الفيمتو وشراب الورد واللبن». وتعلق ياسين على السفرة الرمضانية هذه الأيام: «اليوم ما يسمونها سفرة يسمونها بوفيه سمبوسة ومعجنات وأصناف وألوان ما عرفناها زمن أول فرحم الله تلك الأيام كنا فقراء لكن ما في حسد». وهنا التقطت منها أم إبراهيم الحديث لتقول «نعم كنا فقراء ولكن الحب كان موجوداً في كل تعاملاتنا، ما في قلوبنا حس، كل جارة تساعد جارتها».وتواصل أم إبراهيم حديثها :»كانت صواني رمضان تدور من بيت لبيت، كلنا نتزاور ونبارك بالشهر الفضيل، واليهال تستقبل رمضان بالفرحة والأغاني، كنا كبار ونغني معهم «حياك الله يا رمضان».وتؤكد أم إبراهيم اختفاء مظاهر الاحتفالات الرمضانية في هذا العصر معلقة : «راحو الإكبارية وبنات اليوم منشغلات في اعمالهن، كل واحدة تعتمد على أمها أو أم زوجها في إعداد سفرة الفطور، إذا كانت الفتاة لا تربي طفلها اليوم وتتركه للخادمة فكيف يمكن أن يكون لديها وقت لإعداد السفرة الرمضانية».