شهر رمضان الكريم في المحرق كان محط اهتمام مع إضاءة ذاكرة إبراهيم يوسف، الذي يتحدث عن رمضان سنة 55.محدثنا اليوم من مواليد 45، يتحدث عن تفاصيل رمضان لول قائلاً: «كان حاراً، فلا تقولوا اليوم حر بل سابقاً كان الحر، حيث لم تكن لدينا مكيفات».ويضيف إبراهيم: «كانت جدتي تعد الهريس والمحلبية والكستر وقرص الطابي وتخبز خبز الرقاق، كان هذا العمل يتم بشكل يومي، كانت تعمل من الصباح مع كل حريم العائلة، كنا كلنا في البيت العود، وكانت سفرة النسوان بروحها وسفرة الرجال بروحها».ويزيد قائلاً: «كنا نتناقل الأذان، من يكون بجانب المسجد يخبر من هو أبعد، ويتم تناقل الخبر للفطور، حيث لم تكن لدينا سماعات ولا تلفزيونات لإعلان موعد الإفطار».وعن تفاصيل الحياة اليومية يقول: «كانت بيوتنا بسيطة وحياتنا قاسية ولكن كل الخير موجود، بيوتنا عامرة ولم ينقصها شيء من المؤونة، ولا نعاني من ضائقة في (اللقمة).. كان الغني كريم والفقير لا يجوع، هو شهر خير، كل أنواع الطعام موجودة، والكل يتبادل الأطباق، ليعم الخير على البيوت».ويضيف قائلاً: «كان الرجال يذهبون إلى أعمالهم، ولم يكن لدينا ما يسمى بأخذ إجازة في رمضان كما هو حاصل الآن، كان اليوم يبدأ من صلاة الفجر ولا عود للنوم مرة أخرى».وعن الجانب الديني يقول ضيفنا إبراهيم: «كانت الصلاة في المسجد لأداء فريضة الفجر أمراً واجباً على الصغير والكبير، وكنا نصلي صلاة التراويح، ولم تكن اختيارية مثل الآن» أما الجانب الترفيهي فقال عنه: «كنا نلعب (ظلالوه) في الفريج كله، كنا نختبئ عن بعضنا في البيوت، ندخل بيتاً ونخرج من بيت، ولم يكن الجيران ينزعجون إذا فتحنا الباب ودخلنا للاختباء في مكان ما لديهم».ورداً على سؤاله عن شيء لا ينساه في ذاك الزمن الجميل يقول إبراهيم: «لا أنسى الشربت سابقاً، إذ كانت لدينا عادة شرب عصير ليمون، كنا نشرب الليمون وكان يصنع من قوالب الثلج لكي يكون بارداً وقت الفطور، لم تكن لدينا ثلاجات، كان التبريد يتم بشراء قوالب الثلج الكبيرة ووضعها في صناديق لكي لا تذوب سريعاً.. وأيضاً لا أنسى البلاليط أو الخبز مع الروب على السحور، حيث كانت العائلة كلها تتجمع على السحور».