استدعت الحكومة الاسبانية الإثنين السفير الامريكي في مدريد اليوم لطلب ايضاحات حول عمليات التجسس المزعومة من قبل الولايات المتحدة الامريكية على اتصالات الحكومة الاسبانية ومواطنيها . وقالت وزارة الخارجية الاسبانية في بيان ان سكرتير الدول الاسبانية لشؤون الاتحاد الاوروبي انييغو مينديث نقل للسفير الامريكي لدى إسبانيا جيمس كوستو خلال لقاء جمعهما في مقر الوزارة قلق إسبانيا البالغ بشأن مزاعم التجسس.وأضاف البيان ان تأكيد تلك المعلومات من شأنه "كسر الثقة" بين البلدين فيما اعتبر على ان عمليات التجسس بين الدول الشريكة والصديقة "أمر غير مناسب وغير مقبول". وكان مينديث استقبل السفير الامريكي في غياب وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل مارغايو المتواجد في بولونيا حاليا. يذكر ان رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي كان قد أعلن في مؤتمر صحافي عقده على هامش مشاركته في اجتماع المجلس الاوروبي في بروكسل يوم الجمعة الماضي انه أوعز إلى وزير الخارجية استدعاء السفير الامريكي كوستوس لاستيضاح مزاعم التجسس الامركية . وشدد راخوي على ان إسبانيا لن تتخذ أي موقف حتى يتم التأكد بشكل كامل من صحة المعلومات مستنكرا في الوقت نفسه ان يتم التجسس بين دول "صديقة وحليفة". وكانت صحيفة (الموندو) الاسبانية كشفت أنها اطلعت على وثائق سرية حصل عليها العميل السابق في وكالة الامن القومي الامريكي ادوارد سنودن تؤكد تجسس الولايات المتحدة على المكالمات الهاتفية في إسبانيا.وأشارت الصحيفة إلى أن الوكالة الامريكية تجسست ايضا على بيانات شخصية لأفراد في إسبانيا من خلال تصفحهم لشبكة الانترنت ومشاركتهم في مواقع التواصل الاجتماعي مثل (فيسبوك) و(تويتر). أما مجلة (دير شبيغل) الألمانية فقد نشرت الاسبوع الماضي عن سنودن نفسه وثائق بشأن قيام الوكالة الامريكية بالتجسس على نحو 35 زعيما من دول العالم وملايين المواطنين الاوربيين . بدورها قامت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بالاتصال بالرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد تلقيها معلومات تشير إلى أن الولايات المتحدة ربما تجسست على هاتفها المحمول داعية المسؤولين الأمريكيين إلى إيضاح حجم نشاطاتهم للتنصت في ألمانيا .من جهتها، حثت وزارة العدل الألمانية على سرعة إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة حول صلاحيات أجهزة الاستخبارات وذلك في أعقاب الكشف عن تجسس أجهزة الاستخبارات الأمريكية على الهاتف المحمول للمستشارة برلين . وفي مقابلة مع إذاعة "دويتشلاند فونك" الألمانية ، قالت زابينه لويتهويسر شنارنبرجر وزير العدل إن الساسة بحاجة دائمة إلى اختيار اللحظة الصائبة "لكن توقيت إبرام اتفاقية عدم التجسس يمكن أن يفوت اوانه قريبا ". وحثت الوزيرة الألمانية على مشاركة دول أخرى في الاتفاقية.يذكر أن ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أعلنا خلال القمة الأوروبية الأخيرة أن هذه المبادرة تأتي كإطار للتعاون المشترك بالنسبة لأجهزة الاستخبارات ذات الصلة. في الوقت نفسه ، قالت الوزيرة الألمانية إنها لا ترى مانعا لاستجواب ادوارد سنودن العميل السابق لدى وكالة الأمن القومي الأمريكية (إن إس ايه) من قبل السلطات الألمانية.وأوضحت الوزيرة أنه في حال تعززت الشكوك حول قيام وكالة الأمن القومي الأمريكية بالتنصت على المستشارة بشكل يؤدي إلى فتح باب التحقيق في الواقعة فإن على الادعاء العام الألماني أن يبحث في إمكانية استجواب سنودن كشاهد كما ان عليه أن يبحث في الظروف التي يمكن أن يجري فيها مثل هذا الاستجواب. وتابعت لويتهويسر شنارنبرجر حديثها قائلة إن على الحكومة الألمانية أن تبحث في هذه الظروف بحيث تتمكن السلطات الألمانية من إجراء مثل هذا الاستجواب مع تفادي مطالب من قبل واشنطن بتسليم فوري لسنودن إلى السلطات الأمريكية في حال دخوله الأراضي الألمانية.