عواصم - (وكالات): قالت مصادر طبية في مستشفى الفلوجة إن 15 مدنياً قتلوا بينهم 5 أفراد من عائلة واحدة وأصيب نحو 30 في قصف مدفعي وصاروخي من الجيش العراقي على المدينة ومحيطها، وسط اشتداد وتيرة المعارك بين الجيش العراقي وتنظيم الدولة «داعش». وأوضحت المصادر أن 6 مدنيين قتلوا و13 أصيبوا في قصف للجيش العراقي على حي الرسالة جنوب غرب الفلوجة، وأن القصف اضطر عدداً من العائلات إلى ترك منازلها والهروب إلى وسط المدينة.كما أفادت مصادر طبية بمقتل 9 مدنيين بينهم أب وأم و3 من أبنائهما وإصابة 13 في قصف للجيش العراقي على منطقة الحصي جنوب الفلوجة. وأضافت المصادر أن القتلى والجرحى هم من الفارين من داخل المدينة باتجاه عامرية الفلوجة، في حين ذكر شهود عيان أن مئات العائلات خرجت من الفلوجة باتجاه بلدتي الخالدية وعامرية الفلوجة. ويعاني سكان الفلوجة حصاراً خانقاً وسط استمرار المعارك منذ 3 أسابيع بين القوات العراقية وتنظيم الدولة الذي يحتجز المدنيين رهائن خلال دفاعه عن معقله، ما يرغم عشرات آلاف من السكان على الفرار من منازلهم. وقد تمكنت القوات الأمنية من السيطرة على مواقع مهمة في الأحياء الجنوبية من الفلوجة خلال أول أسبوعين من المعارك، وتقاتل حالياً للسيطرة على منطقة جبيل، جنوب المدينة، وفقاً لمصادر أمنية. وأكد ضابط برتبة عقيد في شرطة الأنبار أن «قوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية وشرطة الأنبار تواصل عملية تحرير منطقة جبيل وسط مقاومة عنيفة لتنظيم «داعش»». وتقاتل القوات الأمنية بمساندة قوات التحالف بقيادة واشنطن التي تستهدف طائراتها معاقل المسلحين في موازاة القصف المدفعي في حين تدور معارك شوارع في المدينة بأسلحة خفيفة. ولم يلتزم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بنصيحة واشنطن حول تركيز الجهود على استعادة الموصل شمال بغداد، وأعلن انطلاق عملية استعادة الفلوجة فجر 23 الشهر الماضي. ويسير تقدم القوات العراقية بشكل بطيء نظراً للرمز الذي تمثله الفلوجة بالنسبة للمتشددين، لكنها تواصل فرض حصار مشدد لن يترك للمتطرفين من خيار سوى القتال حتى الموت. كما يؤدى استخدام المدنيين دروعاً بشرية من قبل المتطرفين إلى عرقلة تقدم القوات نحو أهدافها. وقال وزير داخلية العراقي محمد الغبان إنه من الصعب منع هجمات ضد المدنيين الذين يفرون من الفلوجة لكنه توعد من يثبت ارتكابهم انتهاكات بالعقاب. وفي وقت سابق قال محافظ الأنبار إن 49 رجلاً سنيا جرى إعدامهم بعد أن استسلموا للميليشيات الشيعية التي تساند هجوم الجيش العراقي الرامي لاستعادة الفلوجة. وأضاف أن هناك أكثر من 600 شخص اختفوا بعد فرارهم من المدينة. وأفادت المنظمة الدولية للهجرة لتتبع النزوح في العراق بأن أكثر من 43 ألف شخص نزحوا من مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار بين 22 مايو الماضي و13 يونيو الحالي، بسبب اشتداد المعارك في المدينة.وقالت المنظمة إن هذا العدد يتضمن أكثر من 10 آلاف شخص فروا منتصف الشهر إلى عامرية الفلوجة والأنبار وبغداد. وفي المقابل، أشارت المنظمة إلى عودة ما يقرب من 70 ألف نازح آخرين إلى ديارهم في مايو الماضي، بما في ذلك 33 ألفاً عادوا إلى أجزاء من محافظة الأنبار بعدما استعادت القوات العراقية السيطرة عليها.من ناحية أخرى، وافق وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي من حيث المبدأ على تدريب ضباط عراقيين في بلادهم لكن الولايات المتحدة اعتبرت أن على الحلف أن يقوم بالمزيد لإلحاق الهزيمة بـ «داعش» بشكل أسرع. من جهة أخرى، قررت بولندا إرسال طائرات أف 16 و200 جندي إلى الكويت والعراق لمحاربة تنظيم الدولة «داعش».
سكان الفلوجة بمرمى نيران الجيش العراقي
16 يونيو 2016