عواصم - (وكالات): عقد ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأمريكي باراك أوباما جلسة مباحثات في البيت الأبيض تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات الإقليمية والدولية، بما في ذلك الحملة ضد تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، بينما أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن «موقف السعودية تجاه إيران لم يتغير، وإن المملكة تنظر لإيران على أنها دولة تتدخل بشؤون دول المنطقة، وتدعم الإرهاب». وفي وقت سابق، استقبل الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض ولي ولي العهد السعودي. وأشار البيت الأبيض في وقت سابق إلى أن اللقاء بين أوباما والأمير محمد بن سلمان سيعقد في المكتب البيضاوي، الأمر الذي يعتبر نادراً لغير رؤساء الدول.وتوجه الأمير محمد بن سلمان، الذي أصبح القوة المحركة للإصلاح الاقتصادي ولسياسة خارجية سعودية أكثر ديناميكية، والوفد المرافق له إلى الجناح الغربي في البيت الأبيض للاجتماع بالرئيس الأمريكي. وتستغرق زيارة الأمير محمد بن سلمان لواشنطن أسبوعاً، والتقى خلاله مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي ايه» جون برينان ووزراء الخارجية جون كيري والدفاع أشتون كارتر والخزانة وكبار قادة الكونغرس. وأشار البيت الأبيض إلى أن اللقاء بين أوباما والأمير محمد بن سلمان سيعقد في المكتب البيضوي.وواصل ولي ولي العهد السعودي لقاءاته مع كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية، حيث عقد لقاء مع وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر في البنتاغون، أمس الأول. وأكد الأمير محمد بن سلمان أن المنطقة تعيش مخاطر كبيرة، أبرزها الإرهاب والتدخلات الخارجية، وأن الرياض تعمل مع حلفائها، لاسيما واشنطن على مواجهة الأخطار.وقال ولي ولي العهد السعودي «أنا اليوم في بلد حليف لنا، في وقت حساس جداً، في منطقة نحن نعيش فيها اليوم مخاطر كثيرة جداً، سواء من عدم استقرار بعض الدول، أو التدخل في شؤون بعض الدول، أو الإرهاب».وأضاف «اليوم الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها لديهم دور مهم جداً لمجابهة هذه المخاطر التي قد تؤثر على العالم بشكل عام، ونحن نعمل بجد لمجابهة هذه المشاكل». واجتمع الأمير محمد بن سلمان في واشنطن مع رئيس مجلس النواب الأمريكي بول راين وعدد كبير من قادة وأعضاء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في اجتماعات مغلقة لمناقشة الأزمة السورية والوضع في اليمن وليبيا وإيران.من جهته، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحافي بعد اجتماع ولي ولي العهد السعودي والرئيس الأمريكي إن «الاجتماع بين ولي ولي العهد السعودي والرئيس الامريكي كان إيجابياً، وإن الرئيس الأمريكي اطلع على رؤية المملكة للسنوات القادمة من خلال رؤية 2030».وأضاف الجبير أن «الطرفين ناقشا الرؤية والعلاقات الثنائية بين البلدين، وتم التركيز على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وسبل تعزيز وتوطيد هذه العلاقات». وأوضح أن «السعودية طالبت واشنطن بنشر تقرير هجمات سبتمبر، وأكد أنه لا دور للسعودية بتلك الهجمات، وأشار إلى أن المملكة هدف رئيس لهجمات القاعدة و«داعش»». وذكر أن «السعودية تحارب الإرهاب بجميع الوسائل والطرق».وقال وزير الخارجية السعودي إن «بلاده تؤيد اتباع منهج أكثر قوة وحزما ضد حكومة الرئيس بشار الأسد بما في ذلك إقامة منطقة حظر جوي وتسليح المعارضة المسلحة بصواريخ أرض جو». وأضاف الجبير «إذا شعر نظام بشار أن بإمكانه الاستمرار في حالة جمود، فلن يشعر بأي ضغط لاتخاذ خطوات ضرورية لتحقيق انتقال في سوريا».وذكر أن «الفرق بين موقف السعودية والولايات المتحدة بالشأن السوري ليس كبيراً، فالبلدان يدعمان الحل السياسي، والبلدان يدعمان المعارضة السورية المعتدلة، وكلا البلدين لا يريان لبشار الأسد أي دور في سوريا المستقبل، والبلدان يحاولان الحفاظ على مؤسسات الدولة».وشدد الجبير على أن «التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن يبذل قصارى جهده لتقليل الخسائر من المدنيين». وأوضح أن «موقف الإمارات العربية المتحدة لم يتغير من التحالف العربي»، وقال إن «موقف الإمارات واضح جداً منذ البداية، وهي دولة أساسية في التحالف لإعادة الشرعية في اليمن، ودولة أساسية في الحرب ضد الإرهاب، وإنها لم تغير أياً من مواقفها».وذكر أن «موقف المملكة تجاه إيران لم يتغير، وإن المملكة تنظر لإيران على أنها دولة تتدخل بشؤون دول المنطقة، وتدعم الإرهاب». ولفت إلى أنه «في حال أرادت إيران علاقات طبيعية مع دول المنطقة فعليها أن تتخلى عن مبدأ تصدير الثورة، وأن تحترم مبادئ حسن الجوار، وألا تنظر لمواطني دول المنطقة من ناحية طائفية».