تختلف تسمية (القرقاعون) من دولة خليجية لأخرى، ففى حين تسمى فى البحرين ليلة القرقاعون، تسمى في الإمارات «حق الليلة» وفي عمان يطلق عليها «الطلبة»، وفي السعودية والكويت «القرقيعان»، وفي قطر «الكرنكعوه».إن العادات والتقاليد في مملكة البحرين تمثل جانباً من ثقافة المجتمع البحريني خصوصاً والخليجي عامة، ومن جملة هذه العادات يأتي الاحتفال بليلة «القرقاعون» الذي يعتبر من أهم الاحتفالات الرمضانية الشعبية خلال الشهر الفضيل. لا تتشابه (غناوي) وأناشيد البنات عن أهازيج الأولاد في ليلة القرقاعون؛ فللبنات أنشودة خاصة هي «قرقاعون عادت عليكم يالصيام..عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم يا مكة يا المعمورة «.. أما الأولاد فيرددون أهزوجة قصيرة جداً هي: «سلم ولدهم يا الله.. خليه لأمه يا الله»، ‏‏يجيب المكده ويحطها بحضن إمه.. يا شفيع الأمه». ولا يكمن الاختلاف بين البنات والأولاد في الأنشودة التي يرددونها، بل يمتد هذا الاختلاف ليصل إلى تجمع البنات في ليلة القرقاعون من البيوت المجاورة والقريبة من منازلهن فقط، أما الأولاد فيمتد نشاطهم إلى خارج الحي الذي يسكنونه، ويستمتعون بالتجول في الأحياء الأخرى، واللعب مع بعضهم وهم يحتفلون بالقرقاعون. وتعتبر ليلة القرقاعون من الليالي التي يحييها البحرينيون بخروج الأطفال ليلة الخامس عشر من شهر رمضان في مجموعات يحملون أكياساً وطبولاً يجولون طلباً للقرقاعون وهو عبارة عن مكسرات وحلويات وتين مجفف، وحينما يدخلون البيت يبدؤون بالغناء، وعندما يعطيهم أهل البيت القرقاعون يعبر الأطفال عن شكرهم بقولهم عساكم من عوادة لا تقطعون العادة، أما الشباب فيقومون بحمل مجموعات صغيرة ويجولون البيوت يضربون على البيوت ويغنون ويعطونهم بعض المال والقرقاعون.و»القرقاعون» عبارة عن سلة كبيرة مصنوعة من سعف النخيل يوضع بداخلها خليط من المكسرات من النخيل والفول السوداني «الجوز والتين المجفف إلى ‏جانب بعض الحلويات».وكلمة القرقاعون مستمدة لغوياً من كلمة «قرة العين» في هذا الشهر، فالقرة هي ابتداء الشيء، وبمرور الزمن تحورت الكلمة، وأصبحت تنطق «قرقاعون»، وحسب العادات والتقاليد البحرينية والخليجية فإن القرقاعون تعني الشيء المخلوط المتعدد الأصناف، والمقصود هنا «المكسرات».وفي هذه المناسبة، ما تكاد الشمس تغرب ‏في منتصف شهر رمضان حتى يتناول الأطفال إفطارهم على عجل، ثم يأخذون في التجمع والسير في احتفالية كبيرة في الشوارع حاملين حول أعناقهم أكياس القرقاعون، مرددين أهازيج القرقاعون وأناشيده الشعبية. ومن المميز للعب الأطفال في هذه الليلة مرورهم على البيوت لتجميع المكسرات والحلوى من أهل الدار.