لندن - (أ ف ب): حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من أن خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي قد يكون «خياراً مصيرياً لا رجعة فيه» إلى الوراء، وذلك قبل 4 أيام من استفتاء سيحدد مصير بريطانيا التي لا تزال تحت صدمة مقتل النائبة جو كوكس. فبعد 3 أيام من الحداد والوحدة الوطنية، استؤنفت حملة الاستفتاء، وأظهرت من جديد الخلافات العميقة في البلاد. فبدءاً ببوريس جونسون نجم المعسكر المؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وصولاً إلى كاميرون الداعم الرئيسي لبقائها في الصف الأوروبي، أدلى جميع اللاعبين السياسيين الرئيسيين بتصريحات إلى الصحف الصادرة أمس، على أن يظهروا أيضاً في برامج سياسية تبث عبر التلفزيون على مدى ساعات اليوم. وأجرت صحيفة «التايمز» من جهتها مقابلة مع كاميرون. وفي بيرستال، المدينة الصغيرة شمال إنجلترا حيث قتلت جو كوكس بوحشية الخميس الماضي وسط الشارع، تم تنظيم أمسية حداد إحياء لذكرى النائبة العمالية البالغة 41 عاماً التي كانت مؤيدة لبقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي. وهتف توماس مير البالغ 52 عاماً والمتهم بقتل كوكس داخل المحكمة التي مثل أمامها للمرة الأولى «الموت للخونة، الحرية لبريطانيا». ومن المقرر أن يمثل مجدداً أمام المحكمة، فيما أمرت القاضية بإخضاعه لتقييم نفسي. من جهتهم يفضل المحللون أن يبقوا حذرين بشأن التأثير المحتمل لمقتل كوكس على الاستفتاء المزمع إجراؤه الخميس المقبل. ووضع أول استطلاع للرأي أجراه معهد «سورفيشن» بعد الحادث المأسوي، المعسكر المؤيد لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي في المقدمة مع 45 % من الأصوات، مقابل 42 % حصل عليها المعسكر المؤيد لخروجها، في حين كان الاستطلاع الأخير الذي أجراه المعهد يشير إلى نتيجة معاكسة تماماً. وأظهرت استطلاعات الرأي التي صبت الأسبوع الماضي في مصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي، تعادلاً تاماً بين المعسكرين. وعبرت صحف كثيرة عن رأيها في الاستفتاء. وكتبت «صنداي تايمز» أنها تؤيد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في حين أن صحيفة «التايمز» أكدت أنها تؤيد بقاءها فيه.من جهتها أشارت صحيفة «صنداي تلغراف» إلى أنها تؤيد خروج البلاد، معتبرة أن «الاتحاد الأوروبي ينتمي إلى الماضي». أما «مايل أون صنداي» و»ذي أوبسيرفر» فيفضلان من جهتهما الوضع الراهن. وكتبت «مايل أون صنداي» «ليس الآن الوقت لكي نضع السلام والازدهار في خطر»، شاجبة «الأوهام الخطيرة» التي يسوق لها معسكر الخروج من الاتحاد. وقال كاميرون في مقابلة مع صحيفة «التايمز» «عندما تقفزون من الطائرة، لن تكون هناك وسيلة للعودة إليها. إذا غادرنا، فسيكون ذلك للأبد، لن يكون هناك رجوع ممكن»، متحدثاً عن «خيار مصيري». وشبه رئيس الوزراء كلاً من بوريس جونسون ومايكل غوف زعيمي المعسكر المؤيد للخروج، بأرباب عائلة غير مسؤولين يضعون عائلاتهم «في سيارة فراملها غير صالحة وخزانها يتسرب» منه الوقود. لكن جونسون رد في مقابلة مع «صن أون صنداي» بأن «لا شيء يخشاه» البريطانيون في حال خروجهم من الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن لديهم «فرصة فريدة لاستعادة زمام المبادرة». وقال وزير العدل مايكل غوف لصحيفة «صنداي تلغراف» «هناك مخاطر اقتصادية في حال الخروج من الاتحاد لكن هناك مخاطر أيضاً في حال بقينا. ينبغي أن يصوت الشعب من أجل الديمقراطية والأمل. أما وزير المال جورج أوزبورن ورئيس حزب العمال جيريمي كوربن، وكلاهما مؤيدان للبقاء في الاتحاد الأوروبي، فمن المفترض أن يقدما حججهما عبر التلفزيون. وقد انهالت عليهما الانتقادات، تماماً مثل رئيس حزب يوكيب المناهض للهجرة نايجل فاراج بعد كشفه عن لافتة إعلانية يبدو فيها طابور هائل من المهاجرين طبع فوقه شعار «نقطة الانهيار». واعتبرت اللافتة مثيرة للاشمئزاز حتى في صفوف المعسكر المؤيد للخروج من الاتحاد الأوروبي.