عواصم - (وكالات): تواصل القوات العراقية بمساندة التحالف الدولي عمليات «تطهير الجيوب المتبقية» في مدينة الفلوجة أحد أبرز معاقل تنظيم الدولة «داعش» في العراق، فيما تتفاقم معاناة المدنيين الفارين من قبضة المتشددين، بينما أشاد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالدور الذي لعبته ميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية في الحملات العسكرية لاستعادة المناطق الواقعة بيد تنظيم الدولة «داعش»، وقال إن «الحشد الشعبي» مؤسسة لا غنى عنها في المعركة ضد «داعش»، مضيفاً أنه لا يمكن التفريط بالمواطنين الذين تطوعوا في الحشد.وذكر أنه لن يتهاون مع أي تجاوز أو انتهاك تم ارتكابه أثناء الحملات العسكرية في مناطق سيطرة «داعش»، وأنه سيتم محاسبة مرتكبه مهما كان المسمى الذي ينتمي إليه. تصريح العبادي جاء رغم مطالبة عدد من شيوخ ووجهاء عشائرالأنبار الحكومة العراقية بسحب جميع فصائل ميليشيات الحشد الشعبي من أراضي محافظة الأنبار وتعويضها بالوحدات العسكرية النظامية، والحشد العشائري. كما طالبوا بإحالة جميع قادة ميليشيات الحشد الشعبي إلى القضاء لتورطهم في أعمال انتقامية طائفية بحق المدنيين.كما طالب رئيس مجلس العشائر العربية، ثائر البياتي، المجتمع الدولي بحماية أبناء محافظات الأنبار، وصلاح الدين، وديالى، واصفاً ما يتعرض له أبناء المكون السني بعمليات الإبادة. البياتي كشف أن أعداداً كبيرة تقدر بالآلاف تعرضوا إلى اضطهاد وقتل وتشريد على يد ميليشيات الحشد الشعبي.هذا ونقلت محطة «روداو» عن مصادر عراقية أنه تم العثورعلى جثامين قتلى عشيرة المحامدة الذين جرى تعذيبهم وإعدامهم على أيدي الحشد الشعبي الأسبوع الماضي، بزعم أنهم ينتمون إلى تنظيم «داعش». ونشر الناشطون فيديو لعمليات التعذيب التي تعرض لها أبناء العشيرة قبل أسبوعين. من ناحية أخرى، أحكمت القوات العراقية قبضتها على وسط الفلوجة فيما عززت قوات الأمن سيطرتها على المستشفى الرئيسي بالمدينة. وسيطرت القوات على المستشفى ولم تجد مرضى في الداخل. وقال العقيد مصطفى حامد أحمد إن المجمع لم يكن مفخخاً مثل مبان أخرى كثيرة في الفلوجة وحولها. وقال العميد يحي رسول «لا زالت العمليات مستمرة والتقدم مستمراً باتجاه ما تبقى من أحياء والساعات القادمة ستعلن عن انتصار أبطال قواتنا المسلحة». وأكد «دخول مغاوير قيادة عمليات بغداد حي العسكري وسيطرت عليه، وكذلك سيطرت على سكة القطار والطريق السريع الدولي الذي يربط بين بغداد والفلوجة والرمادي، والعمل جار لتطهيرها من العبوات». وأوضح أنه بعد الانتهاء من تمشيط الطرقات «سيكون هناك اقتحام لحي الموظفين الواقع شمال المدينة» مشيراً إلى أن «قوات مكافحة الإرهاب تمكنت من تحرير حي الضباط الثانية». من جهته، أكد العميد سعد معن المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد «إحكام الطوق على داعش بصورة كاملة بعد السيطرة على سكة القطار شمالاً». وكان الفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية قال «شرعت قواتنا في تنفيذ عملية تطهير لمناطق الفلوجة الشمالية انطلاقاً من جسر الفلوجة القديم نحو منطقة الجولان». وأضاف «هناك مقاومة لتنظيم «داعش» وتم التصدي لعدد من العجلات المفخخة للانتحاريين». وأكد أن «قواتنا تمكنت من تطهير منطقة الفلوجة القديمة، والجسر الحديدي» في غرب المدينة. وأعلن العبادي «تحرير» المدينة التي سقطت بيد التنظيم منذ أكثر من عامين، مع بقاء جيوب قليلة. بدوره، أكد أحد ضباط الشرطة المشاركين في تنفيذ العملية أن «قواتنا تواجه مقاومة عنيفة من مسلحي داعش « ممثلة بـ»العجلات المفخخة والانتحاريين». وتمكنت القوات العراقية من السيطرة قبل ذلك على الغالبية العظمى من جنوب الفلوجة أعقبتها السيطرة على مركز المدينة الجمعة الماضي. ودفعت المعارك التي تدور في الفلوجة عشرات آلاف العائلات إلى الفرار من المدينة بحثاً عن ملاذ آمن. وتتعرض العائلات التي استطاع أفرادها الهرب من قبضة المتطرفين إلى معاناة كبيرة بسبب تفاقم أعداد النازحين وضعف الموارد. وذكرت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، في وقت سابق، أن أكثر من 84 ألف شخص اضطروا إلى مغادرة منازلهم منذ بداية الهجوم ضد معقل تنظيم الدولة في الفلوجة، أي قبل نحو شهر. وحذر المجلس النرويجي للاجئين الذي يتولى إدارة عدد من مخيمات النازحين قرب الفلوجة، من «كارثة إنسانية» بسبب تصاعد أعداد النازحين وقلة الموارد. وتعد الفلوجة المعروفة بمدينة المساجد أولى مدن العراق التي سقطت مطلع 2014 بيد التنظيم المتطرف الذي شن بعدها هجمات كاسحة في يونيو العام ذاته، سيطر خلالها على مناطق أخرى شمال وغرب البلاد.
العبادي يتحدى «العشائر» ويتمسك بـ «الحشد الطائفي»
21 يونيو 2016